تزعم سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أنها تسعى لتشديد الرقابة على الصادرات الرقمية والسيبرانية، عقب سلسلة من التجاوزات الحقوقية الواسعة والخطيرة التي ارتكبتها شركة "إن.إس.أو" لتقنيات التجسس.
وقالت السلطات، في بيان، الإثنين، إن الدول التي تنوي شراء تقنيات رقمية إسرائيلية ستضطر للتوقيع على بيان تعهد باستخدام المنتجات "في التحقيق ومنع وقوع أعمال الإرهاب والجرائم الخطيرة فحسب"، بحسب ما نقله موقع عرب48.
وذكر الإحتلال أن الدول التي تنتهك شروط الاستخدام قد تتعرض لعقوبات "من بينها تعليق رخصة التصدير ما قد تؤدي إلى توقف النظام، أو فرض قيود على استخدامه".
ووفقا لموقع لوسائل إعلام عبرية فقد تمت صياغة النسخة المحدثة لـ"تصريح المستخدمين النهائيين" للصادرات الأمنية، الذي تطالب الدول بتوقيعه كشرط لإصدار ترخيص لتصدير أنظمة سيبرانية هجومية أو أنظمة استخباراتية، بالتنسيق بين الجيش والخارجية.
وأشار الإعلام العبري إلى الإعلان الرسمي جاء على خلفية الانتقادات الدولية التي تتعرض لها شركة "إن.إس.أو" بشكل متزايد لاستخدام تقنياتها من قبل الأنظمة الديكتاتورية في جميع أنحاء العالم فيما تم تجنب الإشارة مباشرة إلى الشركة الإسرائيلية صراحة، لكنه يأتي بعد أيام من الكشف عن تعرض أحد عشر موظفا بوزارة الخارجية الأميركية، للقرصنة السيبرانية باستخدام تطبيق تصنّعه ذات الشركة.
وكشفت وسائل إعلام أمريكية، في الأيام القليلة الماضية، عن تعرض هواتف مسؤولين بالخارجية الأمريكية باستخدام برامج تجسس معقدة طورتها مجموعة "إن.إس.أو"، في أوسع عمليات اختراق معروفة للمسؤولين الأمريكيين من خلال تقنية الاسرائيلية.
وأدرجت وزارة التجارة الأميركية، الشهر الماضي، مجموعة NSO على القائمة السوداء، وهو ما يمنع الشركة من استخدام التكنولوجيا الأميركية.
فيما قاضت شركة "آبل" مجموعة NSO، الأسبوع قبل الماضي، بسبب اختراق هواتف آيفون ومنتجات أخرى للشركة، واصفة الشركة الإسرائيلية بأنها "من مرتزقة القرن الواحد والعشرين وبلا أخلاق".
وفي وقت سابق، أحالت شركة "فيسبوك" دعوى ضد برنامج التجسس "بيغاسوس" الذي تنتجه NSO لأسباب مماثلة، تفيد بأن التطبيق تطفل على تجسس على مراسلات في تطبيق "واتسآب".
ويتيح برنامج بيغاسوس لمستخدمه القدرة على ولوج الهاتف الخليوي المستهدف، بما في ذلك جهات الاتصال والرسائل النصية والاتصالات وقت حدوثها، كما يتيح التحكم الكامل بالجهاز، بما في ذلك أجهزة الكاميرا والميكروفون والسماعات.
وكانت وسائل الإعلام التي كشفت تحقيقاتها هذه المعلومات، أفادت حينها بأن القائمة المسربة تضم أحد الأرقام الهاتفية الخاصة بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وأرقام وزراء فرنسيين عدة.
واتُّهمت الشركة الإسرائيلية هذا الصيف بفضيحة تجسس عالمية، بعد تحقيق نشرته 17 وسيلة إعلامية دولية اعتبارا من 18 تموز/ يوليو الماضي، أظهر أن برنامج بيغاسوس سمح بالتجسس على ما لا يقل عن 180 صحفيا و600 شخصية سياسية و85 ناشطا حقوقيا و65 صاحب شركة في دول عدة.