24.45°القدس
24.66°رام الله
23.86°الخليل
28.97°غزة
24.45° القدس
رام الله24.66°
الخليل23.86°
غزة28.97°
الثلاثاء 30 يوليو 2024
4.78جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.02يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.78
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4.02
دولار أمريكي3.72

خبر: في الشتاء

في الشتاء تشتكي شوارعنا ضعفها وذلها, ومطبَّاتها إلى الله, فتجهيزاتها ضعيفة ومريرة, وبين كل مَطَبٍّ ومطَبْ, ثالثٌ أكبر منهما, لقد غرقت دولتنا فلسطين مع كل أعضائها -بالرغم من أنها غير عضو- في أسبوع ماطر... كنت في السيارة أرى "بِرَكْ" المياه موزعة على شارع صلاح الدين بطريقة عشوائية, وأمام كل بركة سيارة قديمة تصطف جانب, مرفوعٌ "كبُّودُهَا", أمامها رجل يدخل رأسه في "الكَبُّود" لا يعرف ماذا يفعل, فكهرباء السيارة امتلأت بالمياه. أما في الشتاء تتحول "البِرَكْ" و"المَطَبَّات" إلى ألغاز, وفوازير, فلا وجود للأضواء على شارعي البحر وصلاح الدين إلا في أنحاء متفرقة بسيطة, وأضواء السيارة يغطيها الضباب, والسائق لا يكاد يرى من الزجاج شيئأً, وفجأة تسمع للسيارة صوت ارتطام في حفرة, تشعر أن أضلعها تفكفكت, تليها مباشرة "شتيمة" بحجم الكرة الأرضية من السائق,... "يفظح عرظك " من شارع... أعان الله رجال الدفاع المدني, بالرغم من أن كثير منهم يتقاضى راتب 1200 شيكل, ثم يخصم 170 شيكل لشركة الكهرباء المتحدة العالمية الكبرى, إلا أنهم يعملون بجد واجتهاد, ويواصلون في الشتاء مساعدة الناس, ونزح المياه من الشوارع, وفي الصيف منقذين على البحر. في الشتاء تُنَغِّص الكهرباء مجريات الدفء والمتعة عليك في البيت, فهي كثيرة الانقطاع, تزهق معها روح المدفئة, وتبقى الأرجل كالزجاج تحت الأغطية تستنجد شركة الكهرباء لتمنحها بعض من دفء, والخيار الآخر أكثر مرارة من العلقم, فالنار في البيت وفي الشقق تقود إلى الاختناق –لو راحت عليك نومة- تكون في خبر كان لك صفحة في محضر الشرطة تحقيق في حالة الوفاة, والنتيجة مات الرجل نتيجة إخراجه لدعوتين كبيرتين من فمه في وقت واحد, على شركة الكهرباء, وعلى لعنة المعسكرات والمخيمات, فانقطع نفسه في منتصف الطريق ومات مختنقاً... كم أحب الشتاء في وجود الكهرباء, والشوارع النظيفة, والبنى التحتية السليمة..... "عزيزي الشتا مْطَوِّل مثلاً؟!!". [title]-طيب وأنا مالي يا أبو يزن دع الخلق للخالق_[/title]