24.45°القدس
24.66°رام الله
23.86°الخليل
28.97°غزة
24.45° القدس
رام الله24.66°
الخليل23.86°
غزة28.97°
الثلاثاء 30 يوليو 2024
4.78جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.02يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.78
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4.02
دولار أمريكي3.72

خبر: لا تهجر فوق ثلاث.. وإن تفعل فاحفظ "سابق الود"

"عندما تكثر المشاكل يجب علينا قطع مشاكلنا لا علاقتنا"؛ فعندما تستطيل أظفارنا نقطع الجزء الذي استطال، ولا نعاقب الإصبع كلها بقطعها، وبالتأكيد لا يمكن أن ننسى العبارة الشهيرة: "الاختلاف لا يفسد للود قضية". ولكن _عزيزي القارئ_ إن عاصرت خلافًا ما بينك وبين شخص مقرب منك (زميل عمل أو صديق أو قريب في العائلة)؛ فكيف تتصرف؟، علو الصوت أول المؤشرات، وبعدها يصر كلا الطرفين على وجهة نظره، ويزداد الأمر حتى لا يتبادلان الحديث معًا، وفي أحيان أخرى يبدأ أحدهما إخراج بئر الأسرار العميقة التي اختزنها بداخله من الطرف الأول. في الواقع تلك ليست بأخلاق العاقلين أو الناضجين أبدًا، فكيف إن حمل صاحب هذا التوجه في هويته ديانة "مسلم"؟!، إذًا يا ترى كيف هو السبيل لعلاج الاختلاف بين اثنين أو جماعة؟، وهل يكون بتر العلاقة في نهاية الأمر هو الحل المناسب؟، صفحة "إسلاميات" أوردت الجواب في السياق التالي: [title]اختلاف وائتلاف[/title] بدوره، يبين أستاذ علم النفس في جامعة الأقصى د.درداح الشاعر أن الاختلاف طبيعة بشرية موجودة، لذا في حال وجد الخلاف الأصل _وفق المثل_ "ألا يفسد للود قضية"، منوهًا إلى أنه لابد من احترام الرأي الآخر وإمكاناته وقدراته. ويقول د.الشاعر في حديث لـ"فلسطين": "الاختلاف يولد نوعًا من الوعي الحقيقي إن كان يحوطه المنطق والعقلانية واحترام للحالة النفسية"، مبينًا أن الاختلاف يجلب الائتلاف، ولكن إن غلّب المرء هواه وشيطانه يختلف الطرفان ويفترقا. ويلفت النظر إلى أنه من طبيعة الإنسان في حال اختلف مع شخص ما أنه يبدأ في الحديث عنه بسوء، ويكرهه، ويشوه صورته، ويتركه، مشيرًا إلى أن على الشخص أن يتحكم بدرجة اختلافه مع من هو مختلف معه. ويذكر بحديث الرسول (صلى الله عليه وسلم): " أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْمًا مَا، وَأَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْمًا مَا "، مضيفًا: "الإنسان لابد أن يجعل لنفسه خط رجعة، ولا يجعل الفراق هو الحل الوحيد، وإنما يعمل على إنهاء الأزمة الحالية". ويقول د.الشاعر: "ليس من السهل على الإنسان أن يمارس القطيعة على كل من يختلف معهم، فالذكي رأس ماله علاقاته"، وأما من تعمل ذاكرته _وفق قوله_ كصندوق أسود لا تتذكر إلا الكوارث، ولا ينظر إلا إلى الجزء الخالي من الكأس؛ فشخصيته ليست ناضجة ولا واعية. [title]استحضار الإيجابية[/title] من ناحيته، يوضح مدرب التنمية البشرية م. محمد أبو القمبز أنه في حال حدوث مشكلة ما بين الطرفين من الضروري العمل على حلها فور وقوعها، ومعالجتها بحكمة، ومحاولة إصلاح الخلاف مرة ومرتين وألف مرة، مضيفًا: "وأحيانًا يكون موقف المشكلة هو السبب في إنهاء العلاقة التي تربط هذين الشخصين". ويكمل م.أبو القمبز في حديثه لـ "فلسطين": "في اللحظة التي يكون الفراق فيها هو أمرًا واقعًا، العقل البشري يخزن في ذاكرته الموقف الأخير الذي حدث مع هذا الشخص، وفي هذه الحالة يرتبط الشخص بالمواقف السيئة التي بدرت منه، ويغفل العقل البشري تمامًا أية مواقف إيجابية صدرت عنه سابقًا". ويبين أن الذاكرة البشرية المتعلقة بالجزء الطويل الأمد تعمل على تخزين الملفات والمواقف السلبية والمحزنة بصورة أكبر من المواقف الإيجابية، منوهًا إلى أن الحل هو محاولة الضغط على الذاكرة، واستدعاء المواقف الإيجابية بكثافة أكبر من المواقف السلبية. ويقول: "عندما يجتمع الشخصان المفترقان في مكان واحد، قد يكون أحدهما لا مبالٍ تمامًا بمن أمامه، والآخر يعاني معاناة سيئة قد تؤدي إلى مرضه، وهو يستذكر ما مر به من خبرات سلبية مع هذا الشخص"، مشيرًا إلى أن الطريقة المثلى عكس هذا الشعور، وعلى الأقل أن يبقى بين الطرفين شعرة معاوية. ويتابع م.أبو القمبز: "عليه أن يلقي عليه السلام، وإن سأله عنه شخص ما فليذكره بالخير، ولا يذكر العيوب التي بدرت منه باتجاهه"، لافتًا النظر إلى أنه في الأمور المتعلقة بحل النزاعات الكبرى تكون الحلول للمشكلة بداية بالحل الودي، ويليها الوسطاء، ويليها القانون، "ولكن في الخلافات الشخصية يستثنى القانون إلا في حالات خاصة"، وفق قوله. [title]هجرٌ للتأديب والردع[/title] من جانبه، يبدأ الداعية الإسلامي أ.خالد تربان كلامه بالإشارة إلى قوله (صلى الله عليه وسلم): "لَا يَحِلُّ لمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ". وينوه أ. تربان في حديثه لـ"فلسطين" إلى قوله (صلى الله عليه وسلم): "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكــم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم"، مبينًا أنه لا يحق لمسلم أن يبقى على خلافه مع شخص ما _مهما تنازع معه_ ويهجره. ويقول: "في بادئ الأمر تكون النفس ثائرة وغاضبة، لذا يلزمها الابتعاد والهدوء، ولكن حدد الرسول (صلى الله عليه وسلم) مدة الهجر بألا تزيد على ثلاثة أيام تكون النفس فيها قد هدأت، ويحل الخلاف"، مشيرًا إلى أن الهجر الأبدي لا يكون إلا لفاسق أو مبتدع؛ فيهجره المسلم لعل في الإعراض عنه وسيلة تردعه عما يقوم به من منكر. ويضيف أ. تربان: "المسلم مأمور بالهجر لحق الله، ولكن إن كان لحق النفس فهو منهي عنه"، لافتًا النظر إلى أنه في حال كان الفراق والهجر على الطرفين تقوى الله، وحفظ الأسرار، وعدم بث الإشاعات والكذب.