من جديد عادت التهديدات بين إسرائيل وإيران والتلويح بشن ضربة عسكرية قريبة، حيث هددت تل أبيب طهران أكثر من مرة، لا سيما بعد المناورات الحربية الأخيرة.
دعا الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي مائير بن شبات، للحرب ضد إيران، معتبرا أن إسرائيل لن تتمكن من مواجهتها إذا امتلكت السلاح النووي. وذكرت صحيفة يسرائيل هايوم العبرية، أن الكنيست (البرلمان) وافق على ميزانية سرية إضافية من أجل دعم الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، بهدف الاستعداد للهجوم على المنشآت النووية الإيرانية.
واستبعد مراقبون قيام إسرائيل بشن حرب على إيران دون أن يكون هناك أي ضوء أخضر أمريكي وأوروبي، مؤكدين أن إسرائيل تخشى مواجهة الأسلحة الإيرانية.
تهديدات إسرائيلية ورد إيراني
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أنه يفترض زيادة ميزانية الجيش الإسرائيلي بما يزيد عن 7.3 مليار شيكل، عن الميزانية الرسمية أو الميزانية العامة للدولة، بهدف الاستعداد لمواجهة محتملة مع إيران.
واتهم رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، اليوم السبت، إسرائيل بتهديد منشآت بلاده النووية، مؤكدا أن الجميع ملتزم وفق معاهدات الوكالة الدولية للطاقة الذرية بحماية محطات الطاقة النووية، ماعدا إسرائيل.
وقال إسلامي في مقابلة خاصة مع وكالة "سبوتنيك"، إنه "وفقا لمعاهدات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تلتزم جميع الدول بالحفاظ على أمن محطات الطاقة النووية، ما لم يكن هناك کیان همجي ومعادي للإنسانية ومزيف مثل إسرائيل يقوم بهذه الأشياء".
وتابع: "نقولها مرة أخرى لبناء الثقة إذا كنتم من مؤيدي السلام، لماذا تصمتون أمام الكيان الصهيوني الذي يصدر أوامر الهجمات واغتيال علمائنا، علماً أنه يعلن مسؤوليته عن ذلك، ويقوم بالتخريب، والتهديد في كل يوم بقصف المنشآت النووية الإيرانية".
من جهته، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، إن مناورات "الرسول الأعظم" التي تجري حاليا جنوبي البلاد، هي رد على التهديدات الإسرائيلية ضد طهران.
حرب إعلامية
من جانبه، اعتبر محمد حسن كنعان، رئيس الحزب القومي العربي، وعضو الكنيست السابق، أن المناورات من كلا الجانبين إيران وإسرائيل مجرد عملية شد عضلات من الطرفين، والجميع يدرك أن إسرائيل تريد أن توجه ضربة عسكرية لإيران، لكنها لا تدرك عواقب مثل هذه العملية العسكرية.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، دون أن يكون هناك أي ضوء أخضر من قبل أمريكا والاتحاد الأوروبي، إسرائيل لا تستطيع لوحدها أن توجه ضربة لإيران، خاصة أننا نسمع عن الزيارات المتبادلة بين الإمارات وإيران وأيضا كذلك الحوار بين السعودية وإيران، التي تريد أن تهدأ من روع الخليج، وتخوفاته، وتحاول أن تقنع الجانب الخليجي أن العدو الأساسي هو إسرائيل، وأن الترسانة النووية موجودة في إسرائيل.
ويرى كنعان أن إسرائيل تريد أن تبعد الرأي العام العالمي، وكل من يهتم بقضية السلاح النووي، عن السلاح النووي الموجود لديها، وهذه حرب إعلامية، وعلى أرض الواقع فيما يتعلق بالمناورات المختلفة يظهر كل طرف قوته للطرف الآخر.
وأكد أن كلا الطرفين سيزن قراره قبل اتخاذ أية خطوة عدائية ضد الآخر، خاصة تل أبيب، لأن طهران لم توجه تهديدات إلى إسرائيل إنما من يتحدى ويثير الرأي العام ضد إيران هي حكومة إسرائيل، والوضع ليس سهلا، ولا يمكن توقع أي حرب بين الجانبين قريبا.
جدية إيرانية
في السياق، اعتبر المحلل السياسي الإيراني عماد ابشناس، أن التهديدات التي تطلقها إسرائيل تجاه إيران ليست الأولى من نوعها، حيث تقوم تل أبيب يوميًا بإطلاق تهديدات تتعلق بمهاجمة طهران عسكريًا.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فإنه في المقابل أثبتت إيران للجميع أكثر من مرة أنها جدية وجاهزة للرد على أي تهديد، سواء كان عسكريا أو غير ذلك، خاصة تلك التهديدات التي توجها تل أبيب.
ويرى ابشناس، أن المناورات الإيرانية، والتهديدات الجدية التي أطلقتها مؤخرًا تجبر إسرائيل أن تفكر مرتين قبل القيام بأية خطوة عدائية تجاه طهران، لأن مردودها سيكون وخيمًا على إسرائيل.
وكان قائد سلاح الجو الإسرائيلي الجديد تومر بار، أكد يوم الأربعاء الماضي، أن "إسرائيل قد تنجح في ضرب برنامج إيران النووي غدا إذا لزم الأمر".
وقال بار، في حديث مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: "يجب أن أفترض أن يحدث ذلك خلال ولايتي، وأنا على علم مسبقا بحجم المسؤولية الملقاة على كاهلي".
وأضاف أنه تحدث مع رئيس الأركان أفيف كوخافي عن المهمة نحو إيران، مؤكدا أن "إسرائيل جهزت نفسها بمقاتلات إف-35، واشترت الآلاف من صواريخ القبة الحديدية الاعتراضية للدفاع عن مواطنيها".
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد صادقت برئاسة نفتالي بينيت، في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على خطة الحكومة السابقة برئاسة بنيامين نتنياهو، للإعداد للخيار العسكري ضد إيران.