أكد الشيخ رائد صلاح، اليوم الثلاثاء، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف المواطنين المقدسيين كونهم يشكلون الحاضنة اليومية للمسجد الأقصى المبارك ويمدونه بالحضور والرباط الدائم داخل باحاته.
وقال الشيخ صلاح، إن الاحتلال يحاول إذابة هذه الحاضنة كي يبقى المسجد كأنه قطعة تاريخية منقطعة عن سياقها العروبي الإسلامي الفلسطيني.
وأضاف أنه يشن أساليب عدوانية كثيرة ضد المقدسيين، سواء إن كان بهدم البيوت أو مصادرة الأرض أو الاعتقال الدائمة، وتهديدهم في أرزاقهم ومحاربة مؤسساتهم التعليمية وغيرها.
وشدد على أن الاحتلال يحلم واهما أنه قد يفرغ القدس من أهلها أو أن ينجح في تهويد الحياة من أرضنا وبيوتنا والأسماء المحيطة بالمسجد المبارك، قائلا: "هذا خيال صبياني وأحلام اليائس التي ستفشل".
وأضاف أن المقدسيين يؤدون دورًا بكل معنى الكرامة والفضيلة التي خصهم الله بها، من خلال وجودهم في المسجد الأقصى وبيوتهم وأسواقهم، بما يوازي كل ما تؤديه الأمة الإسلامية والعالم العربي والشعب الفلسطيني.
ولفت الانتباه في الوقت ذاته إلى أن أخطر ما يهدد الأقصى وقوعه تحت الاحتلال الإسرائيلي، الذي يحاول فرض التقسيم الزماني عبر قوة السلاح والتعرض للمصلين والمرابطين، وصولا في نهاية الأمر إلى إقامة الهيكل المزعوم بدلا من المسجد.
ووصف الشيخ صلاح هذه المحاولات بأنها ممارسات احتلالية شريرية.
ونبه إلى أن سماح محكمة الاحتلال مؤخرا للمستوطنين بأداء ما تعرف بـ"صلوات صامتة" في الأقصى، إنما هي مقدمة لمخططات أوسع تهدف في نهاية الأمر إلى أن تكون غالبية مساحة المسجد المبارك مكان عبادة لهم، وأن لا يقى للمسلمين إلا المسجد القبلي المسقوف في مقدمة الأقصى.
وقال إن تلك المخططات "تؤلمنا وتجعلنا نعيش في امتحان صعب وحالة تأهب لاحتضان الأقصى ليلا ونهارا".
وجزم بأن المسجد الأقصى سينتصر في نهاية الأمر، وسيزول الاحتلال عنه كما الاحتلالات السابقة.