تسود خلافات حادة وحالة من الجدل داخل منظومة جيش الاحتلال حول أوامر فتح النار، بعد حادثة مقتل ضابطين "إسرائيليين" في معسكر قرب غور الأردن برصاص زميل لهم قبل أيام.
وكشف جيش الاحتلال، أن الضابطين اللذين قتلا "بنيران صديقة" في غور الأردن، هما الرائد أوفيك أهارون (28 عاما)، والرائد إيتمار بن حرار (26 عاما)، وهما قائدان في وحدة النخبة "إيغوز".
وأوضحت صحيفة "هآرتس" في تقرير أعده خبيرها العسكري عاموس هرئيل، أن "تقريرا داخليا كتب في جهاز الأمن قبل سنة تقريبا، حذر من أن تغيير أوامر فتح النار، سيتسبب في استخدام خاطئ للسلاح وإصابات في ظروف لا تبرر ذلك، وتم تعميم التقرير على كبار ضباط جهاز الأمن والشرطة في آب/ أغسطس 2020".
وأكدت أن "التحذيرات التي توجد في التقرير، تحظى الآن باهتمام جديد، بعد حادثة إطلاق النار في يوم الأربعاء، التي قتل فيها أهارون وحرار"، منوهة إلى أن "تعليمات فتح النار في الجيش تم تغييرها مرتين في السنوات الأخيرة، وخلال تلك الفترة، طرحت تحفظات بارزة من جانب عدد من الضباط، ولكن رئيس الأركان أفيف كوخافي، صادق في النهاية على هذه التعليمات قبل شهرين تقريبا".
ولفتت الصحيفة إلى أن "الضبابية في التعليمات الجديدة نبعت من كون التعليمات سرية، وأنه منذ أن وقع الحادث القاتل في منطقة النيران في قاعدة النبي موسى الذي راح ضحيته الضابطين، فإنه يجري نقاش عام في مسألة: هل التغيير في التعليمات ساهم في خطأ في التشخيص وفتح النار أحدهم على الآخر؟".
وعقب الحادث، زعم قائد المنطقة الوسطى، يهودا فوكس، أن "إطلاق النار لم ينبع من تغيير التعليمات"، وفي المقابل، قالت مصادر عسكرية رفيعة المستوى، إنه "من وصف الحادث، يبرز أن المزاج الذي كان فيه الضابطان، ساهم في الاستخدام غير الحذر للسلاح".
وذكرت "هآرتس"، أنه "على الرغم من أن التقرير يتطرق بالأساس لاحتمالية إطلاق خاطئ للنار أو مبالغ فيه باتجاه مدنيين، فإن الجملة الأخيرة فيه، فُهمت كتحذير مسبق من السيناريو الذي حدث بصورة مأساوية في منطقة النيران في الأغوار ليلة الأربعاء".
وأضافت: "مجموعتان اعتقدتا أنهما شخصتا لصوص سلاح، قامتا بفتح النار بدون تنسيق وبصورة غير مبررة، بطريقة أدت لقتل ضابطين متميزين دون أي داع"، بحسب قولها.