حديث الشهر بالكامل بين موظفي المؤسسة يكون الموظف الجديد, صاحب اللبس الجديد.... المدير يحترمه أكبر احترام، ويقترب من أن يضرب له كل يوم سلام, والموظفون كل يخدمه بطريقته, الأول (عنصر الانتاج) يشرح له المؤسسة ونظام عملها ومزاياها, ونشاطاتها, وإنجازاتها... والثاني (الأصفر الكبير) يشرح له خبايا الموظفين, من منهم ناقل ومنقول, ومن منهم جار ومجرور, ومن منهم "طرطور ابن طرطور", يحذر من؟, ويصاحب من؟, وما هي أسوأ المواصفات في المدير؟.. أما الثالث(أبو المصالح) هو الذي يتكرم على الموظف الجديد بعزومة الصباح, ويرفض أخذ المال منه مقابل الفطور لهدف مستقبلي؟..... أما "الآذن" في الشهر الأول للوظيفة, كم يكون سمحاً, كريماً, يلتف حول مكتب الموظف الجديد خمسة عشر مرة يومياً... "هل تشرب شاي, قهوة, نس, كابتشينو, أعشاب, كولا؟؟", وعند الفطور" فش مشكلة إذا حابب أجيب لك من مكان بعيد ولا يهمك؟" تمر الأيام وينتهي الشهر الأول, وتبدأ عملية الانخراط القصرية حسب نظريات التحول العلمية, فيندمج الموظف بالمؤسسة, وتزول الغشاوة عن وجهه, فيرى المدير "عبوساً قمطريراً" كرغيف خبز محترق, ويعلم أنه لا يفهم في الإدارة إلا اسمها, يسأل "الأصفر الكبير" عن كيفية تعينه؟ فيجيبه "الواسطة" أو "الرتبة التنظيمية" أو التهميش", ولنكن منصفين في أحيان كثيرة يكون المدير مثالاً للجد والاجتهاد والحب والعمل بصدق... ولكن؟! تمر الأيام فيبدأ الموظف الجديد يستجدي, ويُذلْ وهو يطلب من الآذن عشرات المرات لأجل أن يمرر له كاسة "قهوة" سادة..... تمر الأيام ويبدأ الحقد بين الموظفين, والحفر تظهر, والأصفر يتحول إلى أزرق ثم إلى بنفسجي, ثم ينفجر في وجه الموظف الجديد, وينزل الموظف الجديد لمرتبة أقل.... آه يا ليت كل شهورنا كالشهر الأول في الوظيفة!!!!