تمر اليوم الذكرى السنوية الثامنة عشر لاتفاقية "أوسلو" المشئومة والتي وقعت بين منظمة التحرير الفلسطينية والكيان الصهيوني في الثالث عشر من سبتمبر 1993 بالعاصمة الأمريكية واشنطن، تلك الاتفاقية التي اعتبرها الكثير من الفلسطينيين بأنها دمرت الحلم الفلسطيني في استعادة أرضه من الاحتلال الصهيوني. وبالرغم من مرور ثمانية عشر عاماً على توقيع تلك الاتفاقية، إلا أن غالبية بنودها والتي تخص الحقوق الفلسطينية لم يطبق منها شيء حتى اللحظة، مقابل إيفاء السلطة الفلسطينية التي كانت إحدى إفرازاتها بالجانب الأمني والذي يعد الأبرز فيها، حيث طبقت ذلك البند على أكمل وجه وحاربت المقاومة الفلسطينية بالضفة وغزة. [title]سلبيات أكثر من الايجابيات[/title] وقد أجمع العديد من المحللين السياسيين على أن سلبيات تلك الاتفاقية أكثر من ايجابياتها، وذلك بسبب الظروف الدولية التي وقعت فيها تلك الاتفاقية، والتي لم تكن تخدم الجانب الفلسطيني "الضعيف" بأي شيء، ناهيك عن الوضع العربي المترهل في تلك الفترة والذي تمثل بفقدان الأمن القومي العربي واحتلال العراق للكويت. وقال الدكتور "ناجي شراب" أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة في مقابلة مع "[color=red]شبكة فلسطين الآن[/color]" الإخبارية الثلاثاء 13/9/2011،: "الأسوأ في تلك الاتفاقية كان اعتراف المفاوض الفلسطيني بما يسمى "إسرائيل" وتطبيقه للجانب الأمني على أكمل وجه". [title]تهديد صهيوني[/title] وأضاف: "في المقابل لم يلتزم الجانب الصهيوني بأي من بنود تلك الاتفاقية والتي أصبح يهدد بإلغائها إذا توجهت السلطة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة من أجل انتزاع اعتراف بعضوية فلسطين في تلك المنظمة"، مشدداً على أن أهم ما يمكن أن يذكر في ايجابيات تلك الاتفاقية والتي تعد قليلة جداً هو تواصل الشعب الفلسطيني مع القيادة الفلسطينية آنذاك من خلال قيام السلطة والاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية. واعتبر شراب تمسك الجانب الفلسطيني بالاتفاقية إلى غاية يومنا هذا يمثل قمة الضعف الفلسطيني، مشيراً إلى أن الثورات العربية والتغييرات الإقليمية أصبحت نوعاً ما أفضل من السابق في وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني في انتزاع حقوقه، بالإضافة إلى أن اتخاذها أي قرار بشكل منفرد في ضوء تلك المتغيرات لن يصب في صالحها. [title]ماتت في السنوات الأولى[/title] أما المحلل السياسي "مصطفى الصواف" فرأى أن اتفاقية أوسلو قد ماتت وانتهت منذ الثلاث سنوات الأولى لتوقيعها، وذلك بعد رفض الجانب الصهيوني تنفيذ أي من الواجبات التي كلف بها في تلك الاتفاقية "فالضفة الغربية ما تزال محتلة وقطاع غزة محاصرة براً وبحراً وجواً وعملية التفاوض متوقفة". وأوضح الصواف في مقابلة خاصة مع "[color=red]شبكة فلسطين الآن[/color]" الإخبارية أنه ومنذ البداية تجلى أمام العالم أن الكيان الصهيوني يهدف من وراء كل تلك الاتفاقيات إلى إلهاء الفلسطينيين عن انتزاع حقوقهم بطرق أخرى كالمقاومة، بالإضافة إلى تخلي العرب عن دعم الفلسطينيين الذين كانوا يأخذون الموافقة في توقيع أي اتفاق أو الذهاب للمفاوضات من قبل العرب وذلك حتى يقولوا لهم أن الأمر متعلق بكم وحدكم. [title]أيلول.. تظاهرة إعلامية![/title] وشدد على أن تلويح السلطة بالذهاب إلى الأمم المتحدة لانتزاع عضوية لدولة فلسطين ما هو إلا تظاهرة إعلامية فقط، سرعان ما ستنفض بعد الفيتو الأمريكي الذي سيشهر ضد الطلب الفلسطيني، والسبب في ذلك عدم قناعة الطرف الفلسطيني أن القوى العالمية ما تزال إلى جانب الاحتلال الصهيوني بالرغم من التغييرات العربية. وختم الصواف بالقول: "منذ متى والفلسطينيون يذهبون للأمم المتحدة للحصول على حقوقهم، وبالرغم من طول تلك السنيين التي ضاعت من عمر القضية الفلسطينية إلا أنهم لم ينتزعوا أي من حقوقهم التي سلبها المحتل الصهيوني"، منوهاً إلى أن فزاعة أيلول لن تؤتي ثمارها.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.