أعلنت منظمة العفو الدولية "أمنستي"، أنها ستنشر تقريرا رسميا يوضح بالتفصيل الانتهاكات التي ارتكبتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، من خلال إقامة نظام "فصل عنصري".
وقالت المنظمة الحقوقية إن التقرير سيركز على سياسات وممارسات الحكومة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين في جميع المناطق الواقعة تحت سيطرتها ويحدد التزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي.
ويحمل التقرير عنوان "الفصل العنصري الإسرائيلي ضد الفلسطينيين: نظام هيمنة وحشي وجريمة ضد الإنسانية"، ومن المقرر نشره صباح غد الثلاثاء.
وسارع "مجلس نواب يهود بريطانيا" لاستنكار تقرير منظمة "العفو الدولية" قبل صدوره، باعتبار أنه "ينفي حق إسرائيل في الوجود للدولة القومية للشعب اليهودي"، كما طالب بإلغاء التقرير.
وقال المجلس في بيان الاثنين، إن "لغة العفو المتطرفة وتشويه السياق التاريخي كانا يهدفان إلى شيطنة إسرائيل وصب الوقود في محركات معاداة السامية".
بدوره، قال وزير الخارجية لدى الاحتلال، يائير لابيد، في كلمة مصورة، إن "منظمة العفو الدولية لا تسمي سوريا حيث قتل النظام نصف مليون من مواطنيها دولة فصل عنصري أو إيران أو غيرها من الأنظمة القاتلة في جميع أنحاء العالم، وإنما فقط إسرائيل".
وادعى أن حكومة الاحتلال "ديمقراطية ملتزمة بالقانون الدولي، منفتحة على النقد بصحافة حرة ونظام قضائي قوي ومستقل"، وفق "جيروزاليم بوست".
ويأتي تقرير "العفو الدولية" عقب تأكيد منظمات حقوقية عالمية وأممية، أن الاحتلال الإسرائيلي يقيم نظام "الفصل العنصري" بحق الفلسطينيين.
وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، قد أكدت أن السلطات الإسرائيلية ترتكب جريمتي الفصل العنصري والاضطهاد، وهما جريمتان ضدّ الإنسانية، في حق ملايين الفلسطينيين.
وبذلك، تكون أبرز منظمتين في العالم متخصصتين في حقوق الإنسان تصفان إسرائيل بـ"الأبارتايد" والفصل العنصري.
وفي وقت سابق، أكدت الأمم المتحدة، عبر لجنة "الإسكوا"، أن دولة الاحتلال الإسرائيلي أقامت عمليا نظام فصل عنصري (أبارتايد)، الذي يعدّ -بحسب القانون الدولي- "جريمة ضد الإنسانية" يجب معاقبة مرتكبيها.
وحذرت وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، الأمينة التنفيذية للإسكوا، ريما خلف، من خطورة ممارسة "إسرائيل" لنظام الفصل العنصري، بقولها: "ليس بالأمر البسيط أن تستنتج هيئة من هيئات الأمم المتحدة أن نظاما ما يمارس الفصل العنصري".
ونبهت إلى أنه "خلال السنوات الماضية، وصفت بعض ممارسات إسرائيل وسياساتها بالعنصرية، بينما حذر البعض من أن تصبح إسرائيل في المستقبل دولة فصل عنصري"، وفق بيان للجنة "الإسكوا".
وكانت المنظمة الإسرائيلية لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم"، قالت إن إسرائيل "دولة فصل عنصري (أبارتايد)".
وأضافت في تقرير لها، أن "النظام الإسرائيلي يسعى إلى تحقيق وإدامة تفوق يهودي في المساحة الممتدة من النهر (الأردن) إلى البحر (الأبيض المتوسط)"، في إشارة إلى أرض فلسطين التاريخية.
وشددت المنظمة الحقوقية الإسرائيلية الشهيرة على أن "كل المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل -داخل الخط الأخضر وفي الضفة الغربية وشرقي القدس وقطاع غزة- يقوم فيها نظام واحد يعمل وفق مبدأ ناظم واحد: تحقيق وإدامة تفوق جماعة من البشر (اليهود) على جماعة أخرى (الفلسطينيين)".