هدمت جرافات وآليات صهيونية أحد آبار المياه "الارتوازية" في منطقة "النصارية" في الأغوار الوسطى قرب نابلس، تحت حماية قوات كبيرة من الجيش الذي منع أصحاب البئر من الاقتراب لحين انتهاء العملية. ويعد هذا الاعتداء الثاني في أقل من أسبوع في ذات المنطقة، حيث تعرضت(3)آبار يوم الخميس الماضي لذات المصير.. وأتت عملية التدمير على كامل مكونات البئر، فقطعت شبكة المياه ودمّرت الخزانات وجرّفت الأرض، ولم ينسحب الجيش قبل مصادرة "ماتور المياه" الذي يعمل على سحبها من الأرض وضخها عبر الأنابيب. وقدّر المزارعون المتضررون الخسائر بنحو(80) ألف دينار أردني، إضافةً إلى توقف إمداد المياه إلى أراضيهم الزراعية وإلى "بركسات" الماشية والأغنام، وكذلك نحو خزانات المياه في منازلهم القريبة. وسياسة هدم الآبار ليست جديدة، فالاحتلال يدعي أنها أقيمت دون موافقة منه، رغم أن أصحابها يحوزون على تراخيص من سلطة المياه الفلسطينية لكنه لا يعترف بها. ومن المفارقات.. أن من أهم ميزات الأراضي في منطقة الأغوار الوسطى أنها تطفو على بحيرة من المياه السطحية، غير أن أصحابها لا يستطيعون الاستفادة منها، ولو قاموا بحفر بئر على عمق لا يزيد عن 100 متر يأتي الجيش ويهدمه بحجة أنهم يسرقون من المياه الجوفية التي تذهب لمغتصباته هناك، في حين وعلى بعد كيلومترات قليلة يقوم الاحتلال بحفر آبار على عمق يزيد عن(800- 1000متر)وينقل المياه العذبة إلى المغتصبات المقامة هناك؛ ليستفيد منها المغتصبون وينعمون بخيراتها سواء للشرب أو ري المزروعات. ويرى الفلسطينيون في هذه الممارسات خطة تهدف لتكبيد المزارعين خسائر فادحة بهدف منعهم من استثمار أراضيهم وهجرانها وتركها صيد سهل للبؤر الاستيطانية المنتشرة في المنطقة. وسبق لمنظمات دولية أن أصدرت سلسلة تقارير حول الوضع المائي في فلسطين وافتقار الفلسطينيين إلى سبل الحصول على ما يكفي من إمدادات المياه الآمنة، مؤكدةً أن الممارسات الصهيونية حرمت تجمعات كثيرة من حقها في مياه الشرب وهي السبب الأساس للتفاوت الشديد في الحصول على المياه بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين"، وخاصة المغتصبين، الذين يستهلكون ما مجموعه أربعة أضعاف الفلسطينيين.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.