قال رئيس الدائرة الإعلامية في حركة "حماس" بقطاع غزة علي العامودي إن الحركة سخّرت منذ انطلاقتها كل مقدراتها ومقوّماتها في مواجهة مشروع الاستيطان على كل الأرض الفلسطينية من بحرها إلى نهرها، وإن الحركة على الطريق ذاته لن تحيد، مؤكداً أن زوال الاستيطان واندحار العدو عن أرضنا لا سبيل له سوى المقاومة التي حررت الأرض وطردت العدو من قطاع غزة، وحررت الإنسان في صفقة وفاء الأحرار.
وأوضح العامودي خلال كلمته في المؤتمر الوطني الشعبي ضد الاستيطان الذي نظمته حركة حماس، صباح اليوم الثلاثاء، أن المؤتمر يأتي في ظل توحش غول الاستيطان الصهيوني الهادف إلى ابتلاع المزيد من أرضنا الفلسطينية في الضفة والقدس والنقب وأم الفحم وغيرها، وهدم المنازل، وإحلال المستعمرات والمستوطنات الصهيونية مكانها في حالة لم يسبق لها مثيل، سعيًا من الاحتلال إلى تكريس نظام الفصل العنصري، وتثبيت دعائم كيانه الموهوم واستعماره الزائل.
ودعا قيادة السلطة إلى وقف مساراتها العبثية، وكف يدها عن المقاومين الأبطال في بيتا وجنين ونابلس وعموم الضفة، ووقف ملاحقتهم، والإفراج الفوري عن كل المعتقلين السياسيين الذين يصدحون بصوت الحق وصوت فلسطين، مبينًا أن أجهزة التنسيق الأمني تحاول خنق صوتهم، وقتل روح الإرادة والمقاومة فيهم.
وأشار إلى أن تحويل المعركة إلى معركة داخلية واختطاف المؤسسات الوطنية، وعلى رأسها منظمة التحرير، وعقد مجلس مركزي فاقد للشرعية لا هدف له سوى تنصيب فريق التنسيق الأمني، مطالبًا بالكف عن التمسك بتعزيز نهج الانقسام، والاستئثار والإقصاء والتفرد، بدلًا من منهج الوحدة الوطنية على قاعدة طرد الاستيطان ومقاومة الاحتلال.
وأكد أن غزة ومقاومتها وشعبها ستبقى ملتحمةً مع حراس الجبل وحراس النقب وأهل الرباط في ساحات المسجد الأقصى المبارك كتفًا بكتف، ويدًا بيد، وستظل البنادق مشرعة والراجمات مجهّزة، تحت إمرتهم ورهن إشارتهم، مطالبًا باستمرار المواجهة بدءًا بتشكيل لجان الحماية الشعبية، ومرورًا بقطع الطرق على المستوطنين وعمليات الدهس والطعن وحتى الاشتباك المسلح، مبينًا أنها الكفيلة بطرد آخر مستوطنٍ من أرضنا.
وأضاف أنَّ المعركة ضد الاستيطان هي المعركة ذاتها ضد نظام الاحتلال العنصري الصهيوني بعناصره ومقوّماته كافة، مطالبًا شعبنا بالاحتشاد في كل أماكن وجوده في الداخل والخارج والشتات، وبكل أدوات المقاومة وأساليبها، وفي مقدمتها المقاومة العسكرية.
وبيّن أن هذه المعركة هي معركة الأمة التي يقع عليها ليس واجب الإسناد فقط، بل فرض المشاركة في التحرير، وهو ما عهدناه على أمتنا ومكوناتها الحيّة التي لم تتوانَ عن واجبها يومًا بالدعم بالمال والسلاح رغم كل محاولات التطبيع وفتح الأبواب أمام العدو من بعض الأنظمة وشرعنة وجوده.