توسعت وسائل الإعلام الإسرائيلية في الحديث عن جريمة الاغتيال التي نفذتها قوات خاصة تابعة للاحتلال في قلب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، وسط حديث عن حالة العجز التي تمر بها السلطة الفلسطينية، حيث أن الحادثة أظهرتها في وضع لا تحسد عليه أمام الرأي العام الفلسطيني.
في الوقت ذاته، كشفت عملية الاغتيال أن أجهزة أمن الاحتلال تخوض حربا حقيقية وراء الكواليس مع خلايا المقاومة المسلحة، رغم الهدوء في الضفة الغربية، إلا أن يوصف بـ"المضلل"، ويتوقع أن تشتعل الأراضي الفلسطينية كلها لدى نشوب أي حادث ميداني على الأرض.
آفي إيسسخاروف المتخصص في الشئون الفلسطينية ذكر في تقريره بموقع ويللا، أن "عملية الاغتيال تسلط الضوء على نشاطات المسلحين في الضفة الغربية، مقابل التراجع في عمل الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، والتآكل المستمر في مكانتها بين الفلسطينيين، الأمر الذي يكشف عن التباين الحاصل بينها وبين جمهورها الشعبي، وفي هذه الحالة، وعندما يكون هذا هو الحال، فلن يفاجأ الإسرائيليون إذا كان ثمن أزمة الثقة القائمة في الساحة الفلسطينية وقوع المزيد من عمليات إطلاق النار ضد الجيش والمستوطنين".
وأضاف أنه "لا يمكن اعتبار اغتيال ثلاثة مسلحين من كتائب شهداء الأقصى، في ذروة الظهيرة، وفي قلب مدينة نابلس، حادثا عاديا آخر في المناطق الفلسطينية، لعدة أسباب، سواء بسبب الحادثة التي حصلت في وضح النهار، أو بسبب كونهم من نشطاء حركة فتح، الذين لديهم خصومة مع السلطة الفلسطينية، ومن جهة ثالثة بسبب وقوعها رغم ارتفاع درجة تعاون السلطة الفلسطينية مع إسرائيل لوقف الهجمات المسلحة، من خلال اعتقال أجهزتها الأمنية لنشطاء حماس والجهاد، وأحيانًا فتح".
وتوقف الإسرائيليون في الساعات الأخيرة عند تبعات عملية الاغتيال على زيادة إضعاف السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، بجانب معاناتها وأجهزتها الأمنية في العامين الماضيين من تراجع كبير في قدرتها على العمل، وضبط الوضع العام، والدليل لا يقتصر على نشاط خلية مكونة من نشطاء فتح، بل بسبب التآكل الدائم والمستمر في مكانة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وأغلبية مطلقة من الجمهور الفلسطيني تتعامل معها، خاصة مع قادتها، بازدراء وانعدام ثقة مطلقين.
ومن الواضح أن عملية الاغتيال في نابلس سبقها توفير معلومات استخباراتية دقيقة، وتجهيز قوة خاصة، وإطلاق نار من مسافة صفر، والهدف هو القضاء على المسلحين، وليس اعتقالهم، مع أنه على مدى أسابيع، تعقب جهاز الأمن العام هؤلاء الثلاثة الذين نفذوا آخر سلسلة من عمليات إطلاق النار، حيث اعترضت مركبتهم سيارة أجرة استقلها أفراد القوة الخاصة، ممن أطلقوا عشرات الرصاصات عليهم، وقتلوهم على الفور.
كما شهدت الأسابيع الأخيرة شروع جهاز الأمن العام- الشاباك والجيش بتعقب الشهداء الثلاثة الذين دأبوا على إطلاق النار على الأهداف الإسرائيلية، وأصبح واضحًا أنهم مسلحين بعدة بنادق وذخيرة، وسيطلقون النار على كل من يحاول اعتقالهم، وخلال الأيام القليلة الماضية، قاموا بتغيير مركباتهم، وتحركوا حسب سلوك المطلوبين في جميع أنحاء الضفة الغربية.