تراه شارد الذهن، غارق التفكير في شهادات ودورات زيّنت حائط غرفته، يسأله من تخرّج بعده وتوظّف قبله: هل توظفت هل تزوجت؟! فيُصيب النفسَ غُصةٌ، وهو هو دونه العلم والأدب. تمنى حينها لو أنّ الوظيفة امرأة لتَزَوج منها "مثنى وثلاث ورباع"، فيفوز بالحسنيين معاً "الوظيفة والزواج"، كما تمنى عليٌّ رضي الله عنه وأرضاه "أن يكون الفقر رجلاً فيقتله" فيريح العباد شره وذله. يتساءل بمرارة تعتصر قلبه، عن سر هذا الجفاء بينه وبين تلك التي تهواها كل نفس، وهو الذي عدّ لها مهراً غالياً، قوامه "العلم والدين" كيفاً وكماً، كأنه طلاق ثلاث وفراق أبدي، كيف يكون إذن "وقد زكّى نفسه دون حاجة إلى تزكية أحد"؟!. أهو "حظ منحوس" أم "واو" الوصل بين السائل والمسؤول! قال صديقي بعد طول انتظار، ووعود سراب . لم ييأس بعد، حزم حقائبه وأنشد "أزف الرحيل يا وطن!"، بحثا عن أمل قد يولد من رحم ألم الغربة، وقد قاسى جرح ذوي القربى.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.