14.75°القدس
14.56°رام الله
13.86°الخليل
19.37°غزة
14.75° القدس
رام الله14.56°
الخليل13.86°
غزة19.37°
السبت 23 نوفمبر 2024
4.64جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.86يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.64
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.07
يورو3.86
دولار أمريكي3.7

نيويورك تايمز: الترحيب الحار باللاجئين الأوكرانيين يثير التعاطف والحزن في الشرق الأوسط

قوبل اللجوء الجماعي من أوكرانيا بتعاطف كبير على وسائل التواصل الاجتماعي بالشرق الأوسط، لكن حرارة الترحيب بهم في أوروبا أثارت مسحة من الحزن بشأن معاملة اللاجئين العرب والمسلمين.

وقالت الكاتبة منى النجار -في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" (The New York Times)- الأميركية إن مشهد الهروب الجماعي من أوكرانيا أمس السبت كان يتردد بعمق في الشرق الأوسط، حيث لجأ كثيرون إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن تعاطفهم والتعايش مع محنة أولئك الذين أجبروا الآن على الفرار من منازلهم.

وأضافت أن هذا التعاطف -في منطقة ابتليت بحروب لا نهاية لها على ما يبدو- كان مشوبا بالمرارة من بعض الذين رأوا أن الدول الأوروبية تتخذ موقفا أكثر تعاطفا تجاه الأوكرانيين مما كانت عليه في السنوات الأخيرة تجاه المهاجرين العرب والمسلمين الذين يحاولون بيأس الوصول إلى شواطئ أوروبا.

المعايير المزدوجة

وأشارت النجار إلى انتشار صور مدن مدمرة بسوريا والعراق وليبيا واليمن على الإنترنت، مع مذكرات وتعليقات تتهم الديمقراطيات الغربية بتأجيج العنف وزعزعة استقرار هذه الدول مع التملص من المسؤولية وتطبيق معايير مزدوجة، خاصة في معاملتها للاجئين.

وأوردت العديد من التغريدات التي تعبر عن التعاطف والمرارة؛ فنقلت عن لينا زايم -الموظفة في قطاع الاتصالات في لبنان- قولها "تخيل أن الوجه الإنساني للاجئين الأوكرانيين يظهر أيضا على لاجئي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تخيل السيادة والكرامة على أنها حقوق إنسان غير مرتبطة بالعرق أو الجنسية".

وقال منتقدون عرب إن المهاجرين من الدول الإسلامية والعربية غالبا ما يُنظر إليهم على أنهم تهديد، ويُرفضون، وفي بعض الأحيان يواجهون بالقوة والعنف في أثناء محاولتهم دخول أوروبا.

البلدان نفسها

وقالت رنا خوري -باحثة سورية أميركية في جامعة "برينستون" تركز على دراسة الحرب والنزوح- "ما يحدث في أوكرانيا مأساوي للغاية ويؤسف القلب مشاهدته، ولكن مثل كثيرين آخرين، رأيت أيضا كيف أن هذه البلدان نفسها التي وضعت كثيرا من العقبات أمام اللاجئين الفارين من الصراعات في الشرق الأوسط تفتح حدودها أمام الأوكرانيين".

ففي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قامت قوات الأمن البولندية بضرب المهاجرين من الشرق الأوسط وأفغانستان بالهراوات في أثناء محاولتهم عبور الحدود.

في المقابل، تم الترحيب باللاجئين الذين وصلوا من أوكرانيا على الحدود البولندية خلال الأيام القليلة الماضية بالابتسامات والمشروبات الساخنة، وتم نقلهم إلى محطات السكك الحديدية.

تهكم على أوروبا

وقال أيمن محيي الدين -المذيع التلفزيوني المصري الأميركي على "إم إس إن بي سي" (MSNBC) الذي يتابعه الآلاف على وسائل التواصل الاجتماعي- بتهكم في منشور على تويتر "إذن، ما تقوله هو أن أوروبا تعرف كيف ترحب بإنسانية ورحمة بتدفق كبير ومفاجئ من المهاجرين. اللاجئون الهاربون من الحرب؟"

شاهد العديد من السوريين المعارضين لحكومة الرئيس بشار الأسد غزو أوكرانيا باهتمام خاص، بعد أن عانوا شخصيا من التدخّل العسكري الروسي في بلادهم، الذي دمر مدنا ودفع ملايين من الناس إلى النزوح عن ديارهم.

ونشر البعض صورا على وسائل التواصل الاجتماعي لخطوط سيارات تفر من زحف للقوات السورية المدعومة من روسيا قبل عامين بجوار صور لخطوط سيارات تفر من الغزو الروسي لأوكرانيا.

تمييز فاضح

وأعادت الكاتبة ذكرى غرق القوارب القادمة من الشرق الأوسط بركابها وإغلاق حدود كثير من الدول الأوروبية أمامها.

وقالت جمانة قدور -الباحثة بالمجلس الأطلسي التي تركز على سوريا- إن هناك ميلا لإلقاء اللائمة على ثقافة المنطقة وأنها مسؤولة عن العنف في الشرق الأوسط. فقد ظهر أمس السبت مقطع فيديو يقارن بين أوكرانيا وبلدين تسكنهما الحرب بشكل كبير، مما أثار عاصفة من الانتقادات.

ووصف مراسل "سي بي إس" (CBS)، تشارلي داغاتا، في ذلك المقطع هروب عشرات الآلاف من الأوكرانيين، وأعرب عن شعوره بالصدمة، قائلا "لكن هذا ليس مكانا -مع كل الاحترام الواجب- مثل العراق أو أفغانستان التي شهدت صراعا مستعرا لعقود".

المصدر: فلسطين الآن