غارقاً حتى ركبتيه في مياه الصرف الصحي في معسكر خانيونس, نصفه السفلي غير ظاهر قرب حفرة, ونصفه العلوى مليء "بالشَّخَابِيط", وبيده مجموعة من "البَرابيشْ", بأحجام ومقاسات مختلفة, بالكاد تعرف أن هذا الشخص هو "أبو يزن" .... مررت عليه, طارحاً تحيات المساء, وسألته : شُوُبتعمل يا أبو يزن؟ رد علي بسرعة نابعة عن اجابة عفوية صادقة: بأَنَقِّبْ عن النفط, في آبار الصرف الصحي في نُصْ المخيم, والمياه من حولي في الشارع؟! - قلت له: "هُصْ, وطِّي صوتك يا راجل"!!! - صرخ في وجهي قائلاً: إيش شايفني عامل عزومة والأكل على قد الحال, وما بِدِّي حد يسمع مثلاً!!! - قلت له : لو أن الدول الغربية والاستعمارية سمعت -مجرد سمع- بوجود بترول هنا في خانيونس, لقامَـتْ القيامة, ولرأيت قوات التحالف من كل مكان تأتي هنا لرفع علم الديمقراطية على برميل النفط.... - يا راجل شكلك فايق ورايق اليوم، ومتى تنحل معاناة المخيمات, الكهرب والمياه والصرف الصحي, والشوارع.... قبل ما تيجي قوات التحالف وتكشف الآبار المخصَّبَة, والمخَضَّبَة, وتْشُوفْ بِرْكِة الصرف الصحي, غرب المخيم, وشرق البحر... وهِبْ يا رِيحْ الصِّيفْ ما أحلى نَسَمَاتَك؟!!. - بعين الله يا "أبو يزن" بدها صَبِرْ الدنيا! - آه يا خالي صبر ومانجا كمان. [b]-طيب وأنا مالي يا أبو يزن دع الخلق للخالق-[/b]
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.