13.34°القدس
13.1°رام الله
12.19°الخليل
16.43°غزة
13.34° القدس
رام الله13.1°
الخليل12.19°
غزة16.43°
الجمعة 29 نوفمبر 2024
4.64جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.86يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.64
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.86
دولار أمريكي3.65

خبر: نوميديا ساعدت "الناتو" في قصف مواقع القذافي

استعانت حملة القصف الجوي التي يشنها حلف "شمال الأطلسي" في ليبيا- وأضعفت بشدّة نظام الزعيم المخلوع "معمر القذافي" بسلاح سري- وهو ليبية تبلغ من العمر(24 عاما)قضت شهوراً في التجسس على منشآت عسكرية ونقل التفاصيل إلى الحلف. واستخدمت الليبية الشابة التي اختارت لنفسها اسما حركيا هو "نوميديا" حيلاً دقيقة لتجنب الاعتقال فكانت تغير مكانها باستمرار وتستخدم شرائح مختلفة للتليفون المحمول وتخفي أنشطتها عن الكل باستثناء أقرب المقربين لها في أسرتها. وكان الشيء الوحيد الذي وفّر لها الحماية الأكبر من قوات القذافي هو أنوثتها إذ لا يشتبه أحد في شابة في مجتمع محافظ كالمجتمع الليبي. وقالت المهندسة الشابة ب"ردهة فندق" في طرابلس بعد أسبوعين من تحطيم سيطرة القذافي على العاصمة الليبية بعدما قضى في السلطة 42 عاما "لم أكن ملاحقة". وأضافت "كانوا يركّزون بشكلٍ أكبر على الشبان وكان من المستحيل تقريباً أن يفكر أحد أن فتاة هي التي تفعل كل هذا." وطلبت "نوميديا" عدم الكشف عن هويتها الحقيقة وقالت:" إنه على الرغم من سيطرة المعارضين الآن على طرابلس فإنه مازال هناك "طابور خامس" من الموالين للقذافي قد يستهدفونها أو يستهدفون عائلتها". وأكد رجلان كانا جزئاً من شبكة سرية مناهضة للقذافي كلام "نوميديا" وقالا :"إنهما ساعداها على نقل التفاصيل حول القوات الأمنية للزعيم الليبي المخلوع". وقال "أسامة لياس" وهو طبيب شرعي وكان جزءا من الشبكة "كانت مصدراً مهماً للغاية وموثوقاً به للغاية." وعندما بدأت "نوميديا" نشاطها السري قبل خمسة أشهر كان القذافي وقواته يحكمون قبضتهم على المدينة ويطمسون أي معلومات قد تكون مفيدة بالنسبة لمعارضيه. وكانت السلطات تراقب خطوط الهاتف وتمنع الرسائل النصية القصيرة على الهواتف المحمولة كما لم يكن الانترنت متاحاً سوى لمكاتب الحكومة الليبية ومجموعة من الصحفيين الأجانب وضعت تحت الحراسة في فندق خمسة نجوم. وامتلأت سجون طرابلس بأشخاص يشتبه بمعاونتهم للمعارضين المناهضين للقذافي أو حتى نقل معلومات إلى أشخاص خارج ليبيا. وقالت "نوميديا" الشابة الطويلة النحيفة المحجبة:" إنها شعرت أنه يجب عليها التحرك بعد الطريقة الوحشية التي قَمعت بها قوات القذافي أولى بشائر الثورة في مدن ليبية". وأضافت "لم أتحمل الوضع عندما رأيت ما فعله القذافي في بنغازي أولاً وفي مصراتة وفي الزاوية وفي طرابلس والجبل الغربي." وبدأت "نوميديا" نشاطها بالاتصال بقناة "ليبيا الأحرار" وهي قناة تلفزيونية مناهضة للقذافي ومقرها العاصمة القطرية الدوحة. ومع تضاؤل المعلومات الحقيقية عمّا يحدث في طرابلس سمح المنتجون في القناة للشابة الليبية بالحديث على الهواء مباشرة باسم "نوميديا" وروت ما كان يحدث في المدينة. وكانت "نوميديا" تنقل تفاصيل القوات العسكرية للقناة لكن القناة لم ترد بث هذه التفاصيل على الهواء حتى لا تلاحظ حكومة القذافي. وقالت "لينا" -التي كانت معدة برامج بالقناة في ذلك الوقت- :"إن القناة بدأت بنقل التفاصيل لحلف شمال الأطلسي عبر مسئولين في المجلس الوطني الانتقالي الليبي. وكانت "لينا" هي نقطة الاتصال الرئيسة "بنوميديا". وأضافت "لينا" إن المعلومات التي قدمتها "نوميديا" كانت "بشكل أساس عن مكان تخزين أسلحتهم ودباباتهم." وقالت :"قامت بعملٍ رائع... انطوى هذا على شجاعة بالغة. أعرف شباناً كثيرين كانوا سيخافون أن يفعلوا هذا في طرابلس في هذا الوقت.... لذا أنا فخورة للغاية بها." ونظراً لمراقبة شبكة الهواتف فإن الجزء الأخطر من نشاط "نوميديا" كان نقل المعلومات عن الأهداف. وقالت "نوميديا ":"كنت أستخدم العديد من الهواتف المحمولة. استخدمت(12)شريحة هاتف وسبعة هواتف محمولة مختلفة." وكانت "نوميديا" تغّير مكانها كثيراً وقالت: "اتصلت يوماً من "تاجوراء" وفي اليوم التالي من "سوق الجمعة".. من أماكن مختلفة"- في إشارة إلى اثنين من أحياء طرابلس-. كان حلف شمال الأطلسي يستطلع أهداف غاراته الجوية باستخدام الأقمار الصناعية وطائرات الاستطلاع بلا طيار لكن هذه الطريقة كانت لا تجدي نفعاً في بعض الحالات حيث كانت قوات القذافي تقيم قواعد مخبأة تحت مبانٍ مدَنية كما لم يكن الحلف متأكداً من خلو الأهداف من المدنيين. ومن هنا كانت أهمية الدور التي قامت به "نوميديا" وآخرون. وقال "هشام أبو حجر" المسئول العسكري البارز في المجلس الوطني الانتقالي :"إن المجلس لديه(16) شخصاً على الأقل يلعبون هذا الدور. وقال متحدث باسم حلف شمال الأطلسي :"إنه لا يمكنه كشف تفاصيل عن الأشخاص الذين نقلوا المعلومات عن الأهداف في طرابلس وكيف فعلوا هذا"؛ لكنه قال:" إنهم لعبوا دوراً قيماً". وأضاف "في مثل هذا النوع من المهام التي نحاول فيها تحديد الأهداف وضربها بدقة متناهية... فإننا نعتمد كثيراً بالتأكيد على معلومات المخابرات والمراقبة." وأضاف "من الواضح للغاية أننا استخدمنا مصادر المعلومات هذه جيدا." وفي مقابلتها مع "رويترز" ذكرت "نوميديا" أسماء ثلاثة مواقع قالت:" إن حلف شمال الأطلسي قصفها بعدما قدّمت معلومات عنها". وأحد المواقع الثلاثة في "حي صلاح الدين" بطرابلس وكانت تستخدمه شركة تركية في السابق واستخدمته "ميليشيات" موالية للقذافي في تخزين الأسلحة، والموقع الثاني هو معسكر(7 أبريل)في "حي بوابة الجبس"، أما الموقع الثالث فكان مبنى للمخابرات في حي "سيدي المصري". وقالت نوميديا :"استخلصنا المعلومات عن هذه المواقع من ضباط كبار في الجيش لم يكونوا موالين للنظام. كانوا يدعمون الثورة. ووالدي أيضاً ضابط متقاعد لذا كان يتعاون مع أصدقائه بل وأفراد العائلة (الذين كانوا في الجيش"). وأضافت "كان نظام القذافي يستخدم مواقع مدنية في تخزين الأسلحة.. كنت أقود سيارتي بنفسي وأذهب مباشرة إلى الموقع وأراقبه وألاحظه لساعات ربما للتأكد من ضرورة قصفه." فمع تقدم المعارضين في طريقهم للعاصمة قال المجلس الوطني الانتقالي الليبي: إن "سيف الإسلام" -ابن معمر القذافي – "اعتقل وتبين بعد ساعات أن هذا لم يحدث حيث ظهر "سيف الإسلام" في الفندق الذي يوجد به الصحفيون الأجانب". وكانت "نوميديا" تعلم مسبقا أن التقارير غير صحيحة لأنها قالت :"إن لها مصدراً داخل غرفة العمليات في مجمع "باب العزيزية" الذي كان مقر الأجهزة الأمنية للقذافي". وقالت لينا "اتصلت بي... وقالت لي:" إن سيف مازال على قيد الحياة ولم يعتقلوه." وأضافت أن نوميديا "حصلت على المعلومة من داخل "باب العزيزية". كان لها مصدر في الداخل وتبيّن أنها على حق فبعد نصف الساعة ظهر سيف الإسلام في لقطات بثتها قناة" سي.ان.ان." وكادت قوات القذافي أن تلقي القبض على"نوميديا" قبل شهرين وعرفت من أشخاص على صلة بها أن قوات الأمن التابعة للقذافي تتبعت إحدى شرائح الهاتف المحمول التي تستخدمها وأنها تمكنت من معرفة اسمها ولكن دون أن تتوصل إلى اسم عائلتها. وقالت نوميديا "أغلقت كل هواتفي المحمولة وظللت أتحرك أنا والعائلة بأسرها من منزل إلى منزل لنكون آمنين... كان هذا هو الموقف الأصعب." ومع كسر سيطرة القذافي على طرابلس تقول "نوميديا"- التي استقت اسمها من مملكة قديمة في منطقة شمال إفريقيا- :" إن الدور التي قامت به في الثورة الليبية متواضع". وقالت :"كنت أتوقع اعتقالي في أي لحظة. كان هذا الأمر في خاطري طوال الوقت." لكنها أضافت "لم أكن خائفة على الإطلاق.. كنت متفائلة للغاية بأنني سأنجح وسينجح الجميع. أشكر الله أنني على قيد الحياة؛ لأرى نتيجة العمل الذي قمت به أنا والآخرون".