أثار المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد الجدل مؤخرا، بعد تداول مقاطع من فيلم "صالون هدى"، الذي لاقى استهجانا كبيرا في أوساط الشعب الفلسطيني، لما يحتوي من مشاهد تعري، في مظاهر مخالفة للعادات والتقاليد في المجتمع الفلسطيني.
ليس هذه المرة الأولى التي يثير فيها المخرج أبو اسعد الجدل في أفلامه، حيث شارك سابقا في إنتاج فيلم (أميرة)، الذي يتحدث عن قضية تهريب النطف من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، والذي أثار كذلك غضباً بين أوساط المجتمع الفلسطيني.
وربما لا يكون هذين الفيلمين هما الأخيران الذي يثير فيهما الجدل، إذ قالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ "دنيا الوطن”: إن المخرج أبو أسعد بصدد تصوير فيلم يتحدث عن حياة القائد الفلسطيني الكبير عبد القادر الحسيني، الذي قاد معركة القسطل ضد العصابات الصهيونية في عام 1948.
وقال الناقد والكاتب الفلسطيني، شفيق التلولي: "اعتدنا في الآونة الأخيرة، أن يخرج علينا بعض الذين يحاولون تقديم السينما الفلسطينية، بمواضيع مثيرة للجدل، لذلك يعيد إلى ذاكرتنا، فيلم أميرة الذي انتج قبل ذلك الذي بالغ بالإساءة للشعب الفلسطيني وللأسرى الذي يرزحون في سجون الاحتلال، واليوم يطل علينا إنتاج فيلم جديد هو صالون هدى".
وأضاف: "فيلم صالون هدى يجعلنا نتساءل لماذا عندما تأتي السينما الفلسطينية لكي تتصدر الواجهة وتكون المرآة الحية التي تعكس صورة الشعب الفلسطيني الحقيقية، تضع هذه الأفلام صورة الشعب الفلسطيني في خانة من الجدل تثير كل الشعب الفلسطيني، وكذلك تخرج إلى الأمة العربية بصورة غير لائقة".
وتابع التلولي: "نحن لسنا ضد السينما الفلسطينية، وندرك أن هناك أدوات تصدم المتلقي، لكن عندما لا تخدم الفكرة مثل الفيلمين الأخريين، فإن هذا يخرج عن سياقه الطبيعي، وبالتالي المخرج أخرج فيلم صالون هدى عن فكرته التي تعرض جرائم الاحتلال على سبيل توعية الشعب الفلسطيني وفضح الاحتلال، حيث أن الفيلم الذي عرض بصورته التي اخرج بها، فإنه يخدم الاحتلال الإسرائيلي بصورة غير مباشرة".
وأكد التلولي، أن يجب التوقف على مواقف التعري الذي شهده الفيلم، والتي أثارت الجدل لدى الشعب الفلسطيني، وبالتالي هذا الأمر لا داعي له، خصوصا أنه يجب أن يكون هناك سينما تخدم القضية الفلسطينية، لذلك لا يجب أن تتراجع وتتقهقر في إطار البحث إما عن الشهرة أو إثارة الجدل للحصول على الجوائز أو تحقيق المتابعات.
وأشار الكاتب والناقد إلى أن أي مادة فنية أو سينمائية تخرج عن سياقاتها وموظفة بالشكل السينمائي الذي يوجب أن تكون عليه، فلا يجوز تقديمها، وخاصة المادة التي تسيء للشعب الفلسطيني والنساء الفلسطينيات.
وقال: "آن الأوان لكي نقف أمام هكذا الأفلام ونوقفها، خاصة أنه يتم الحديث عن فيلم يتحدث عن الشهيد عبد القادر الحسيني، ونحن لم نفق من صدمة الفلمين السابقين، وقد يسيء الفيلم لشخص القائد عبد القادر الحسيني، وبالتالي السينما يجب أن تعكس نضالات الشعب الفلسطيني وعاداته وتقاليده وأعرافه، لذلك يجب على المخرج أن يراعي أن المجتمع الفلسطيني محافظ ومناضل".
وفي السياق، أكد التلولي، أنه لا يحق سواء للمخرج هاني أبو أسعد أو لغيره أن يمس برموز الشعب الفلسطيني والقامات الكبيرة، وتعرضهم للإهانة خاصة الشهداء منهم.
وقال: "أنا لا أحاكم المخرج هاني أبو أسعد، وإنما أحاكم نصوصه وما ينتجه في السينما، وإن كان هذا الشخص يمعن في الإساءة للشعب الفلسطيني، فإنه ليس الشخص الذي يجب أن يرعى السينما الفلسطينية، أو أن يخرج فيلما يتحدث عن حياة عبد القادر الحسيني".
من جانبه، أكد الفنان الفلسطيني علي أبو ياسين، أن الدراما والسينما هي لغة عالمية، وأحيانا تكون الكلمة أقوى من الرصاصة، لذلك يجب على الجميع إدراك ما يتم تقديمه من أعمال في السينما أو في الدراما، لافتا إلى أن الشعب الفلسطيني ما زال في حالة تحرر وطني، وما زال العالم ينظر إليه كمناضل، وبالتالي يجب أن يكون المخرج أو الفنان الفلسطيني، حريص أشد الحرص على ما يقدم، لأنه يسير على حقل من الألغام.
وقال: "لقد شاهدت فيلم صالون هدى، حيث أن مشاهد العري التي تم عرضها تتناقض مع عاداتنا وتقاليدنا وديننا الحنيف، وصورتنا التي ينظر إليها الأحرار والمناضلين في العالم، وبالتالي لم يكن يتوجب دراميا أن يتم تقدم مثل هذه المشاهد التي لا نراها بالأفلام الأجنبية".
وأضاف أبو ياسين: "هذا التعري من قبل الجنسين تناقض تماما مع مقولة الفيلم، فالمخرج يناقض نفسه، حيث أن مقولة الفيلم يتحدث عن إسقاط الفتيات من خلال التعري، وتهديدهم بصورهم وهن عاريات، وما قام به المخرج فقد عرى الممثلة تماما، فهل يريد أن يسقط الممثلة، وبالتالي هو يناقض مع ما يقدمه".
وتابع أبو ياسين بقوله: "فيما يتعلق بفيلم أميرة، فقد تجاوز الخطوط الحمراء، فالأسرى هم قادتنا ومناضلينا والأحرار والأوفى والأنقى، فحينما يشكك بأكثر من طفل فقد ارتكب جريمة بحق أطفال النطف وبحق الأسرى".
وأشار إلى أن المخرج حاول من خلال فيلم أميرة، أن يضرب المقاومة الفلسطينية والإصرار على الحياة ومقاومة الجلاد في مقتل، مشددا على ضرورة أن يكون هناك لجنة للتصنيف الفني لكل الأعمال التي تقدم قبل عرضها على الشاشات.
في السياق ذاته، أعرب الفنان الفلسطيني، عن عدم موافقته على أن يقوم المخرج هاني أبو أسعد بإخراج فيلم يتحدث عن حياة القائد الفلسطيني عبد القادر الحسيني، لافتا إلى أن الفيلمين الأخيرين اللذين أخرجهما مؤخرا، يضعان أكثر من علامة استفهام على هذا المخرج.
ورشح أبو ياسين أن تقوم الدولة بنفسها على إخراج فيلم يتحدث عن الشهيد القائد عبد القادر الحسيني، وأن يتم الإشراف عليه من لجنة وطنية من متخصصين وكتاب ومخرجين، لأن هذا العمل سيؤرخ للتاريخ الفلسطيني ولفترة مهمة من النضال الوطني، لأن عبد القادر الحسيني هو استمرار في الثورة الفلسطيني.
وكانت مصادر صحفية كشفت أن المخرج المثير للجدل هاني ابو أسعد، يعمل على تصوير فيلم جديد عن حياة القائد الفلسطيني عبد القادر الحسيني، والذي قاد معركة القسطل ضد العصابات الصهيونية في عام 1948.
يذكر ان المخرج هاني أبو اسعد أثار الجدل في فيلمه الأخير صالون هدى، بعد تضمنه مشاهد إباحية فيما وصفه النقاد بأنه مسيء للمجتمع الفلسطيني.
وفي أواخر عام 2021، أثار المخرج أبو اسعد الجدل بفيلم أميرة الذي شارك في إنتاجه، وكان يتناول قضية النطف المهربة من سجون الاحتلال (سفراء الحرية) بصورة أساءت للأسرى الفلسطينيين، وسط مطالبات فلسطينية غاضبة بسحب الفيلم.