22.23°القدس
21.98°رام الله
21.08°الخليل
27.13°غزة
22.23° القدس
رام الله21.98°
الخليل21.08°
غزة27.13°
الثلاثاء 30 يوليو 2024
4.78جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.02يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.78
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4.02
دولار أمريكي3.72

خبر: شباب الأُمة.. وشباب الموضة

الشباب هم عماد الأمة ورجالها وهم الذين يحملون مشعل الخير ويتحملون الجزء الأكبر من أعباء هذه الدعوة المباركة، فهم نور الحاضر وأمل المستقبل، وجنود الإصلاح، وحُرّاس العقيدة، وحُماة الوطن، وهم الذين نصروا رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)، فقامت نهضة الإسلام الأولى على أكتافهم وسواعدهم. ولقد حث رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) الشباب على اغتنام هذه المرحلة من العمر والتي إن مضت فلن تعود إلى يوم القيامة، عندها سيسألنا الله تعالى عن أعمارنا وشبابنا، كما قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): "لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يُسأل عن خمس: عن عمره فيمَ أفناه، وعن شبابه فيمَ أبلاه، وماله من أين اكتسبه، وفيمَ أنفقه، وماذا عمل فيما علم". فالذين اغتنموا شبابهم في طاعة الله تعالى وعبادته والجهاد في سبيله سيُظلهم الله تعالى يوم القيامة تحت ظل عرشه العظيم، قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ: الإِمَامُ الْعَادِلُ. وَشَابٌّ نَشَأَ بِعِبَادَةِ اللّهِ. وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ. وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي اللّهِ، اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ. وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ، فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللّهَ. وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّىٰ لاَ تَعْلَمُ يَمِينُهُ مَا تُنْفِقُ شِمَالُهُ. وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللّهَ خَالِياً، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ". يا معشر الشباب: إنَّ التاريخ الإسلامي زاخرٌ بالشباب القادة الأبطال.. فهذا أسامة بن زيد كان في السابعة عشرة من عمره وقاد جيشاً لقتال الروم وكان فيه أميرا وقائدا على كثير من كبار الصحابة حتى إنَّ أبا بكر شيَّع الجيش بنفسه تنفيذاً لوصية رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ماشياً على الأقدام وأسامة الشاب يركب جواده. وهذا سيف الدين قُطز القائد الشاب الذي قال: "من للإسلام إن لم نكن نحن؟!"، هزم التتار هو والقائد الظاهر بيبرس واستطاع أن يحقق ما عجز عنه الكثيرون، حتى قال عنه العز بن عبد السلام: "لو قلت ليس هناك من هو أفضل من قطز في زمان عمر بن عبد العزيز لكنت صادقًا". وقد توفاه الله تعالى وهو دون الأربعين من عُمره. أمَّا الإمام الشافعي -رحمه الله- الذي ولد في غزة بفلسطين، فقد كان يتنقل بين العلماء بهمة عالية بحثًا عن العلم، وحفظ القرآن الكريم وهو في الرابعة من عُمره وموطأ الإمام مالك وهو في العاشرة من عمره، وليس ذلك فحسب بل أصبح مُفتياً وهو في الثانية عشرة من عمره، فانتشر مذهبه وذاع صيته في العالم الإسلامي أجمع، وهو أول من أصَّل علم أصول الفقه. والنماذج المشرقة أكثر من أن تُحصى، فقد ضرب الشباب المُسلم –عبر التاريخ الإسلامي المجيد- أروع الأمثلة في العبادة لله تعالى والزهد في هذه الحياة الدنيا والجهاد في سبيل الله تعالى، وبناء وقيادة الأمة ونهضتها، فما الذي حدث لكثير من شبابنا في هذا العصر؟! لماذا أصبحنا نرى شباباً تتأذى العينُ ويغتمُ القلبُ بمشاهدتهم وهم يلبسون البنطال الساحل الذي يفضح العورات؟! يُقلدون الكفّار من لاعبي الكرة وغيرهم في تسريحة شعرهم وهيئتهم! لماذا أصبحنا نرى شباباً مُخنثاً؟! إذا نظرت إلى وجهه وتسريحة شعره وسمعت صوته فإنك تحتاج بعض الوقت لتقرر أن الذي أمامك ذكر! أين آباء هؤلاء؟! أما يعلمون بأنَّ الله تعالى سيحاسبهم على تضييعهم الأمانة في أبنائهم؟! لكنَّ عزاءنا أنه لا يزال هناك خير كثير في شباب هذا الشعب وهذه الأمة، يحملون القرآن في صدورهم والسلاح في أيمانهم، يحمون الديار ويسعون لبناء وتحرير الأوطان.