أكسب البيان الأخير للأمير الأردني حمزة بن الحسين، ولي العهد السابق، أكسبه شعبية جارفة بين الأردنيين الذين رحبوا به وثمنوا موقفه ودعموه بقوة.
شعبية جارفة .. ترحيب كبير ببيان الأمير حمزة
ويظهر هذا جليا في تصدر وسمي “أمير القلوب” و”الأمير حمزة” قائمة الوسوم الأكثر تداولا بتويتر.
ودونت عبرهما آلاف التغريدات الداعمة للأخ غير الشقيق لملك الأردن، والمتضامنة معه.
وكان الأمير حمزة قد أعلن، الأحد، تخليه رسميا عن لقب “أمير” ما أكد أن الخلاف بين الطرفين لم يحل بعد رغم الاعتذار الذي سبق وأن قدمه للملك.
وعبر الوسم كتبت ناشطة مشيدة بالأمير حمزة:”بعت يا حمزة عالم النفاق والالقاب ونحن اشترينا ما فيك من وفاء. وتوجناك أمير الكرامة والشهامة والحرية.”
وتابعت:”شرفتنا يا حمزة وأنت دوما فخرنا وهيبتنا. دمت بخير يا جبلنا الشامخ. ودمت الحر الاصيل وفيّ العهد صادق اليمين المؤمن بالله المفوض له الامر كله.. أمير القلوب.”
لماذا تخلى الأمير حمزة عن لقبه؟
فيما كتبت ناشطة أخرى: “اللقب هو يلي بتشرف فيك مش العكس كنت ابن للشعب وما زلت، ما بدك هاللقب اصلا أنت مش محتاج اله هو يلي محتاج الك.”
وكان الأمير حمزة أشار بيانه الذي أعلن فيه تخليه عن لقب “الأمير”، والذي نشره على تويتر في تغريدة عتبر الأولى منذ أكتوبر 2020، إلى أن قناعاته الشخصية وثوابته لا تتماشى مع النهج والتوجهات الجديدة للمؤسسات.
وأضاف أنه “من باب الأمانة لله والضمير لا أرى سوى الترفع والتخلي عن لقب الأمير”.
بينما قالت ناشطة أردنية باسم “خلود” عبر الوسم معلقة على بيان الأمير حمزة:”اهلا بزعيم الأحرار في صف الشعب.”
كما اقتبس ناشطون أقوالا مأثورة للملك الأردني الراحل الحسين بن طلال، منها أنه ذكر أنه “يرى نفسه في الأمير حمزة.”
وكان الأمير حمزة قال في بيانه أيضا:”بعد الذي لمست وشاهدت خلال الأعوام الأخيرة. قد توصلت إلى خلاصة بأن قناعاتي الشخصية والثوابت التي غرسها والدي في. والتي حاولت جاهدا في حياتي التمسك بها، لا تتماشى مع النهج والتوجهات والأساليب الحديثة لمؤسساتنا.”
“ستبقى أمير القلوب”
ودون محمد عبر الوسم:”الحُر حُر وإن جار بهِ الزمان ستبقى أمير القلوب.”
كما شدد الأمير حمزة بن الحسين في بيانه الأخير أنه سيظل كما كان دائما وما حيا، مخلصا لأردننا الحبيب. “وحسب استطاعتي في حياتي الخاصة بخدمة وطني وشعبي ورسالة الآباء والأجداد من عترة محمد صلى الله عليه وسلم والأمة ومن جندها وخدمتها وبناتها، إخلاصا مني لمقتضيات القلب والضمير، ووفاء لقسم غليظ أقسمته لوالدي رحمه الله”.
هذا ولم يصدر أي تعقيب من الديوان الملكي بشأن إعلان الأمير حمزة أنه يتخلى عن لقبه.
ناشطون عبر الوسم أشاروا أيضا إلى أن الأمير حمزة لم يتطرق إلى ذكر أخيه غير الشقيق الملك الأردني عبد الله الثاني، في رسالته الأخيرة، واكتفى في حديثه بمخاطبة الشعب الأردني والوطن، ما يدل على خلاف كبير بينهما لا يزال قائما.
ويشار إلى أنه في 8 مارس الماضي، أعلن الديوان الملكي أن الملك عبد الله تلقى رسالة اعتذار من أخيه الأمير حمزة “يقر فيها بخطئه”، بعد مرور نحو عام على قضية “الفتنة”.
قضية الفتنة وتورط الأمير حمزة
كما قضت محكمة أردنية، في يوليو 2021، بسجن كل من رئيس الديوان الملكي الأسبق باسم عوض الله والشريف عبد الرحمن حسن بن زيد 15 عاما. فيما عرف بـ قضية الفتنة التي اتهم فيها الأمير حمزة .
وأدانت المحكمة عوض الله وبن زايد بـ”التحريض على مناهضة نظام الحكم السياسي القائم بالمملكة”، و”القيام بأعمال من شأنها تعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر وإحداث الفتنة”.
وأعلنت السلطات الأردنية وقتها أن “تحقيقات أولية” أظهرت تورط الأمير حمزة مع “جهات خارجية” في “محاولات لزعزعة أمن البلاد” و”تجييش المواطنين ضد الدولة”. وهو ما نفاه الأمير بالكلية.
وكان ملك الأردن عبدالله الثاني قد أعفى عام 2004، أخيه حمزة من ولاية العهد.
كما برر ذلك آنذاك بقوله إنه يرغب في منحه مزيدا من “حرية الحركة للقيام بمهام رسمية تتعارض مع موقعه الرمزي”.
إلا أنه وبعد مرور 5 سنوات على هذا القرار، عين الملك نجله البكر الأمير الحسين وليا للعهد، وهو في الـ15 من عمره.