كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" النقاب عن أزمة في العلاقات بين السلطة الفلسطينية وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، بفعل عدم وفاء الأخيرة بالوعود التي قطعتها بشأن إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية.
وقالت الصحيفة، إن زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لرام الله الأسبوع الماضي ولقاءه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، جاءا أساسا لإخفاء ما يحاول الفلسطينيون إبقاءه بعيدا من الأنظار، وهو وجود "أزمة هادئة في العلاقات بين الطرفين".
ونقلت الصحيفة وجود خيبة أمل فلسطينية من عدم إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس، إذ إن إدارة بايدن باتت تشترط ضرورة إجراء إصلاحات في النظام السياسي الفلسطيني وخاصة بما يتعلق بتعزيز الشفافية، إلا أن الأهم من ذلك بحسب الصحيفة، هو ضرورة إدراك الجانب الفلسطيني أن إدارة بايدن تربط بين إعادة فتح القنصلية وبين قبول الشرط الإسرائيلي بوقف دفع مخصصات لعائلات الشهداء والأسرى.
وقالت الصحيفة إن الموقف الأميركي تأثر بالموقف الإسرائيلي، وهو ما يفسر الغضب الفلسطيني على إدارة بايدن.
ونقلت الصحيفة عن قيادي في السلطة الفلسطينية، لم تذكر اسمه، قوله: "لم تفتح الولايات المتحدة القنصلية في القدس، وهناك خيبة أمل كبيرة. لقد تبنت الولايات المتحدة السياسة الإسرائيلية"، وأكد أن السلطة الفلسطينية لن توافق على شرط وقف دفع المخصصات للأسرى وعائلات الشهداء مقابل فتح القنصلية، مشيرًا إلى أن هذين الموضوعين منفصلان ولا يجب الربط بينهما.
وبحسب القيادي الفلسطيني، فإنه "لن يكون هناك وضع يوافق فيه أحد في القيادة الفلسطينية على وقف تحويل المخصصات للأسرى". وأضاف: "أنتم تسمونها رواتب ونحن نسميها مخصصات. هناك أسير في كل بيت".
وتابع: "حتى لو طُرحت عروض ومقترحات لتغيير آلية دفع هذه المخصصات للأسرى المحررين، فهذا لا يعني أن دفع المخصصات للأسرى سيتوقف. هذا مطلب غير منطقي، والأكثر من ذلك أنه مخيب للآمال عندما يستند إلى طلب إسرائيلي".
وقال القيادي للصحيفة، إن ما يحدث يبين أن الجانب الأميركي يفكر مثل الجانب الإسرائيلي، مؤكدًا أنه لن يكون هناك حل سياسي في الوقت الحالي، لذا تُطرح حلول اقتصادية وإقليمية.
ووفقا للصحيفة، فإن الفلسطينيين يدركون الآن أنهم لن يحصلوا على "قنصلية على طبق من فضة" كما اعتقدوا بداية، وأنه على الرغم من التوتر في العلاقات بين الطرفين، والغضب الفلسطيني على عدم تنفيذ الوعد الذي أطلقه بايدن، فإن الفلسطينيين لا يريدون إظهار هذه الأزمة ويفضلون إدارتها بهدوء قدر الإمكان.
واستدركت الصحيفة قولها: "رغم ذلك، هناك من يعتقد في صفوف الفلسطينيين أن إدارة بايدن قد تقوم بخطوة مفاجئة تعيد فتح القنصلية وفق شروط مختلفة عندما تنضج الشروط".