أكدت صحيفة عبرية، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي عمل على تحديث مخططات العمل لديه عقب الموجهات والمظاهرات التي اندلعت خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة العام الماضي في المدن العربية والمختلطة بالداخل المحتلة عام 1948.
وأوضحت "هآرتس" أن "الجيش الإسرائيلي، اعتبر أن التوتر بين العرب واليهود، هو عامل استراتيجي يمكن أن يكون له تأثير سلبي أثناء القتال، وهذا التقييم جاء في أعقاب المواجهات بين السكان وقوات الأمن في المدن العربية والمختلطة أثناء عملية "حارس الأسوار" (العدوان على غزة)، وكذلك إزاء العلاقة المحتملة بين العرب بالدخل وحماس، خلال أي حرب في المستقبل".
"مكون سلبي"
وأضافت: "نتيجة لهذا القرار، حدث الجيش خططه التنفيذية للقتال في الجبهة الشمالية، وهذه تضمنت الوضع الداخلي في إسرائيل، علما بأن تحديث خطط القتال ليس خطوة نادرة في الجيش، التي تتم ملاءمتها كل فترة معينة مع الواقع المتغير، وفي مرحلة تحديث الخطة تؤخذ في الحسبان عوامل جديدة يمكن أن تؤثر على الاستعداد للقتال وسيره".
وذكرت الصحيفة، أن "هذه العوامل تسمى "مكونات استراتيجية"، والمستوى الأمني والسياسي يجب أن يأخذها في الحسبان في قراراته".
ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني رفيع قوله إن "تحديات الأمن داخل إسرائيل، إضافة للتوترات الداخلية أصبحت مكونا استراتيجيا سلبيا، والأحداث الأخيرة، التي كانت ذروتها أثناء العدوان على غزة، هي مكونات استراتيجية سلبية صعبة جدا على الأمن أكثر من إيران وحزب الله".
وأشارت "هآرتس"، إلى أن الجيش في شباط/ فبراير الماضي، "قرر إضافة مخططات القتال في الشمال في ظل وباء كورونا، كعامل استراتيجي الذي من شأنه أن يكون له تأثير سلبي".
وقبل نهاية 2019، صادق رئيس أركان جيش الاحتلال، أفيف كوخافي، على "المخططات العملية للقتال في قيادة المنطقة الشمالية والجنوبية، وهذه المخططات ترد على معظم الأوضاع؛ بدءا من أحداث أمنية محددة، ومرورا بأيام قتال معدودة وانتهاء بحرب شاملة متعددة الساحات".
ونوهت أن "تحديث المخططات العملية استهدف الاستعداد لوضع فيه تحدث مواجهات واسعة في الداخل خلال قتال في الشمال، وضمن أمور أخرى، في الجيش الإسرائيلي يستعدون لسيناريو فيه مع بداية القتال تبدأ في المدن المختلطة مواجهات تعرض للخطر حياة السكان، الأمر الذي يقتضي وصول قوات كبيرة".
سيناريوهات الحرب
وأكد مصدر رفيع في الجيش أن "الشرطة في هذا الوضع، ستوجه إلى معالجة الأحداث في الداخل، وعناصرها لن يكونوا متاحين لمساعدة الجيش".
وبينت الصحيفة أن "السيناريوهات التي عرضت على المستوى السياسي فيما يتعلق بالقتال القادم في الشمال تشمل؛ تقديرا بحسبه ستسقط آلاف الصواريخ في إسرائيل، وصواريخ بالستية وطائرات بدون طيار، التي ستطلقها قوات متماهية مع حزب الله من لبنان وغزة وهضبة الجولان، وفي الجيش يستعدون، ضمن أمور أخرى، أن تكون هناك إعاقات في الحركة في أعقاب محاولات لقطع الطرق القريبة من تجمعات البلدات العربية، والشرطة ستجد صعوبة في الوصول لمناطق السقوط لمعالجة الأجسام الساقطة أو إغلاق المناطق".
ونوهت أن "الشرطة خلال القتال ستكون هي المسؤولة عن إخلاء الطرق لقوات الجيش، ومنع النهب من بيوت السكان الذين سيتم إخلاءهم".
وبحسب التقديرات الإسرائيلية "في الحرب القادمة في الشمال سيتم إخلاء عشرات آلاف الإسرائيليين من بيوتهم، وفي الجيش الإسرائيلي يقدرون أنه أثناء القتال، الشرطة لن تنجح في الوقوف إلى جانبه بالقدر الذي فعلته في أحداث أمنية سابقة".
وبحسب هذا التقدير، "يستعد الجيش الإسرائيلي لوضع طوارئ فيه صلاحيات الأعمال الشرطية ستحول إلى الشرطة العسكرية، وستعطى لعناصر الشرطة العسكرية صلاحيات إنفاذ القانون حتى تجاه الجمهور، وفي نفس الوقت، في الحالات التي تجد الشرطة صعوبة في العمل بسرعة في المناطق التي ستسقط فيها صواريخ، قيادة الجبهة الداخلية وقوات الهندسة ستحل محلها".