وجه نشطاء انتقادات لدائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس المحتلة، بعد قرارها إخراج المعتكفين من المسجد الأقصى المبارك، بعد صلاة العشاء.
واعتبر نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن "الأصل أن حكم الاعتكاف في المسجد الأقصى المُبارك: مندوب شرعًا، لكن القاعدة الشرعيَّة تقول أن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، ولما كانت الاقتحامات الصباحية للصهاينة لا تدفع إلا بالاعتكاف فإنه قد بات بفهمي كمسلم في مقام الواجب على كل قادر".
ونشر أستاذ الشريعة الإسلامية سعيد دويكات عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي في "الفيسبوك": قرار منع الاعتكاف في المسجد الأقصى تفوح منه رائحة السياسة النتنة، ولا علاقة له بالدين من قريب ولا بعيد، وهو قرار يحزن المؤمنين ويسعد المحتلين والحل برفضه تماما والإصرار على الاعتكاف في المسجد الأقصى لمن استطاع إليه سبيلا.
وأشار النشطاء إلى دعوات الجماعات الاستيطانية لتنظيم اقتحامات كبيرة للمسجد الأقصى، خلال "عيد الفصح اليهودي"، الذي يحل خلال الأيام المقبلة، وتقديم "قرابين" في المسجد، واعتبروا أن الاعتكاف خطوة هامة ضمن مشروع التصدي لاقتحامات المستوطنين.
واعتبر الشيخ همام مرعي أن "ما أعلنه مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني من منع الاعتكاف قرار غريب وغير مفهوم في ظل التحديات والتهديدات التي يتعرض لها الأقصى"، وقال: هل هذا المنع جزء من تفاهمات قادة الاحتلال مع قادة الاعتلال لتسهيل اقتحام المستوطنين وذبح قرابينهم قرب قبة السلسلة ؟ المؤامرة على الأقصى حاضرة بقوة في أية محاولة لفهم دوافع القرار، وأظن أن القرار لن يمر.
وأضاف: كل من يدعو المُعتكفين في المسجد الأقصى المُبارك وأهل بيت المقدس لمُغادرة المسجد الأقصى المُبارك وعدم الاعتكاف فيه فهو مُتساوق مع المُحتل في أهدافه.
وكتب الباحث في شؤون القدس والأقصى عبد الله معروف: إن كانت شرطة الإحتلال تريد أن تمنع الإعتكاف فلتفعل ذلك بيدها، وليترك للمرابطين أن يقرروا في الميدان موقفهم من ذلك؛ ومحاولة منع الإعتكاف بين يدي تهديدات صهيونية باقتحامات الفصح، هو شكل من التنسيق الأمني في تسهيل العدوان على أقدس مقدسات المسلمين؛ والأوقاف والشيخ عمر في غنىً عن وضع أنفسهم في هذه الزاوية المرفوضة والمدانة.
وأكد أن "رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم دعا إلى شد الرحال إلى الأقصى وليس إلى مسجد المئذنة الحمراء، ومسجد المئذنة الحمراء ليس بديلاً عن الأقصى، وليس لأحدٍ أن يعارض أو يعدل توجيه رسول الله لأمته.
من جانبه، قال مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني إن "الاعتكاف عادة خلال شهر رمضان يكون في العشر الأواخر".
أكد أنه لاتوجد مشكلة أن يبدأ الاعتكاف في الأقصى منذ اليوم، لكن المتعارف عليه في دائرة الأوقاف أن يلتزم المعتكفون بتعليمات السدنة وحراس المسجد، هذا قانون يجري كل عام.
ورداً على أن الاعتكاف لمواجهة اقتحامات المستوطنين، قال: الاعتكاف في المسجد مسموح منذ قبل صلاة الفجر حتى بعد صلاة العشاء، ووفرنا الاعتكاف لمن يحضر من أماكن بعيدة في مساجد قريبة.