18.94°القدس
18.8°رام الله
18.3°الخليل
21.97°غزة
18.94° القدس
رام الله18.8°
الخليل18.3°
غزة21.97°
الجمعة 22 نوفمبر 2024
4.68جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.89يورو
3.71دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.68
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.07
يورو3.89
دولار أمريكي3.71

محكوم بالمؤبد.. والدة الأسير يوسف عبد الرحمن تعيش على أمل تحرره

 تعانق الوالدة آمنة نزال صور وملابس نجلها الأسير يوسف عبد الرحمن الذي يقضي حكمًا بالسجن مدى الحياة إضافة لـ 15 عامًا، ويستقبل رمضان للعام الـ 19 في غياهب السجون، على أمل أن تجتمع معه مرةً جديدة على موائد إفطار الشهر الكريم.

تقول الوالدة التي يحذوها الأمل بحرية ابنها: “لا تجف دموعي ولا تتوقف كلما سمعت صوت الأذان، وقلبي يبكي عندما أرى أبنائي وأحفادي حولي على موائد الإفطار، وسيبقى حزين مادام مقعده فارغًا حتى ينتصر على السجان ويكسر القيد وأضمه لصدري للأبد”.

وتضيف: “يوسف حياتي وعمري والنور الذي أبصر فيه، أفتقده في كل اللحظات السعيدة والحزينة، وأصلي لعناقه اليوم قبل الغد، فلم يبقى من العمر أكثر مما مضى، لكن أملي برب العالمين أن يمد بعمري، حتى أعيش العيد والفرحة التي حرمت منها عندما تزوج أبنائي وبناتي وأراه بين أحضاني حرًا بلا قيود”.

في بلدة قباطية جنوب جنين، ولد و نشأ وتربى يوسف، وتعلم حتى أنهى المرحلة الاعدادية، وتصفه والدته الستينية بالحنون والطيب، والبار والمطيع والمحب لعائلته، ولم يكمل تعليمه وقرر تحمل المسؤولية والمشاركة في إعالة أسرته الكبيرة، وتعب وكافح في عدة مهن، وقسم حياته بين العمل وعائلته التي عاشت الصدمة الكبرى عندما اقتحم الاحتلال منزلها فجر تاريخ 13/3/ 2003.

وتقول الوالدة أم حسام عن اعتقاله: حاصروونا واحتلوا المنازل المجارة، وفوجئنا بمداهمتهم لمنزلنا الذي احتلوه وحولوه لثكنة عسكرية، قبل أن يخرجونا ويحتجزونا في العراء تحت جراسة مشددة حتى انتهت عملية التفتيش بصدمة العمر، وهي لحظة اعتقال يوسف وحرماني من وداعه،حتى شعرت أنهم اعتقلوني معه أثناء نقله للدوريات العسكرية مكبل اليدين ومعصب العينين،وطوال الوقت تمنيت أن يكون مجرد كابوس وحلم مزعج”.

وأضافت: “لم اصدق أن حبيب قلبي لن يعود، فارق النوم عيني ولم أعد قادرة على الصبر أمام هذه النكسة التي حلت بحياتي التي ترتبط به، فكل يوم لا يغادر أو يعود للمنزل حتى يقبل رأسي ويداي ويطلب الرضا والدعاء له”.

تروي أم حسام، أنه على مدار ثلاثة أشهر، عاشت أيامًا سوداء بسبب انقطاع أخباره وعدم قدرة المحامي على زيارته، حتى علمت أنه محتجزًا في أقبية التحقيق في سجن الجلمة والتي عانى فيها خلال عزله في الزنازين الانفرادية وحرمانه من أبسط حقوقه، وتقول: “بعد التحقيق بدأت رحلة المعاناة والألم على بوابات السجون والمحاكم، وسط منعنا من زيارته، ولمنعه من الاستقرار والتواصل معنا وعقابه بقرار من المخابرات، نقلوه من سجن لآخر، ومررنا بظروف قاسية خلال فترة محاكمته التي استمرت 3 سنوات، حتى صدر بحقه الحكم الصادم والتعسفي والظالم . لم ينال الحكم من معنوياته وجسد البطولة والصمود حتى خاض معركة التحدي بالتعليم، فأكمل دراسة الثانوية العامة بنجاح وانتسب للجامعة حتى قرر الاحتلال منع الأسرى من اكمال دراستهم الجامعية خلال قضية شاليط”.

استثمر يوسف وقته خلف القضبان بالدراسة والاجتهاد، فأكمل حفظ القرآن الكريم غيبًا على أصوله وبسبع قراءات، كما حصل على شهادات تخرج لمشاركته في دورات لتجويد القرآن الكريم والخط العربي واللغات، وتقول والدته: “بهذه الروح أثبت للاحتلال فشل أهداف سياسة الاعتقال وزرع فينا الأمل بحريته القريبة إن شاء الله”.

عانت عائلة نزال من الرفض الأمني وحرمانها من زيارة يوسف على مدار 4 سنوات، وتقول والدته: “عقاب المنع والحرمان،كان أصعب وأقسى من السجن والحكم، فقد كنت بأمس الحاجة لرؤيته والاطمئنان عليه،فاستمر العقاب الظالم حتى حصلت على تصريح لزيارتين في العام .. وبعد الشكاوي، منحني الاحتلال تصريح لزيارته بشكل دائم حتى حلت جائحة كورونا،لتشكل عقاب جديد مع الاحتلال الذي ألغى الزيارات ولقاء المحامين،وأصبحت أوضاعنا أكثر مأساوية،لقلقنا الكبير على حياة الأسرى في ظل انتشار الفيروس بين السجانين وبعض الأسرى الذين حرموا من الحماية والوقاية”.

خلال سنوات اعتقال يوسف، تغيرت أوجه الحياة والصور وتتالت الأحداث، لكن الثابت الوحيد، صبر والدتها ودعواتها، وتقول: “في جميع جلساتنا، نتذكر مواقفه وصوره التي لن ننساها .. ففي كل ركن ومحطة له بصمة ومواقف كثيرة تبقيه دائمًا معي وفي أحضاني ، وعندما أشعر بالحزن، أتذكره وهو يقبلني ويراضيني ويقف لجانبي .. الصبر كرامة وهدية من رب العالمين الذي يهون علينا غيابه، وأملنا الكبير أن السجن لن يغلق بابه على أحد، وفي غالبية الأوقات، أسمعه واشعر به يرد علي عندما أقول الفرج قريب وهو يردد: ابشري عناقنا سيكون قريبًا”.

عانى الأسير وأسرته من عقوبات وسياسات الاحتلال، وأكثرها بؤسًا وظلمًا بالنسبة للوالدة أم حسام، منع أحفادها من زيارة عمهم وخالهم، وتقول: “يوم زفاف بناتي وأبنائي بكيت وكان حزني كبير، لكن أي شريعة وقانون في العالم يجيز حرمان أحفادي من زيارة عمهم وخالهم الذي لا يعرفهم إلا من خلال الصور، فمنهم من كبر وتزوج ويدرس في الجامعات أو تخرج”.

وتضيف: “ننتظر عودو يوسف في رمضان القادم ليكون معنا لم نفقد الأمل،ورب العالمين سيستجيب لدعواتي”.

المصدر: فلسطين الآن