14.99°القدس
14.64°رام الله
13.86°الخليل
19.47°غزة
14.99° القدس
رام الله14.64°
الخليل13.86°
غزة19.47°
السبت 23 نوفمبر 2024
4.64جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.86يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.64
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.07
يورو3.86
دولار أمريكي3.7

في قصره على شاطئ البحر الأحمر..

لهذا صرخ محمد بن سلمان حينما التقى مستشار الأمن القومي الأمريكي!

قالت صحيفة “وول ستريت جورنال wsj” إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، التقى مستشار الأمن القومي الأمريكي “جيك سوليفان” بالشورت في سبتمبر الماضي، في قصره على شاطئ البحر الأحمر.

وكان ابن سلمان يسعى لنبرة هادئة مع لقائه الأول مع “سوليفان” إلا أن الأمر انتهى بولي العهد البالغ 36 عاما، بالصراخ فيه بعد أن أثار موضوع قتل جمال خاشقجي، الذي تم اغتياله في قنصلية بلاده بإسطنبول عام 2018.

وذكرت الصحيفة الأمريكية أن أشخاصا مطلعين على اللقاء، قالوا إن الأمير محمد بن سلمان، قال لـ”سوليفان” إنه لا يرغب أبدًا في مناقشة هذا الأمر مرة أخرى.

وقال لسوليفان أيضا إن الولايات المتحدة يمكن أن تنسى طلبها لزيادة إنتاج النفط، بعد أن غضب من فتح موضوع جمال خاشقجي.

ووصلت العلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، إلى أدنى مستوياتها منذ عقود.

حيث قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في عام 2019 إنه يجب معاملة السعودية كمنبوذة فيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان مثل مقتل خاشقجي.

وقال مسؤولون سعوديون وأمريكيون إن الخلافات السياسية تعمقت منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.

حيث أراد البيت الأبيض من السعوديين ضخ المزيد من النفط الخام، لترويض أسعار النفط وتقويض تمويل الحرب في موسكو.

إلا أن السعودية لم تستجب للمناشدات الأمريكية. وظلت قرارات ابن سلمان تتماشى مع المصالح الروسية.

ماذا يريد محمد بن سلمان؟!

“وول ستريت جورنال” أضافت:”يريد الأمير محمد قبل كل شيء الاعتراف به باعتباره الحاكم الفعلي للسعودية وملك المستقبل.”

وأوضحت:”يدير ولي العهد شؤون البلاد اليومية لوالده المريض الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود. لكن بايدن لم يلتق بعد بالأمير أو يتحدث معه مباشرة.”

وفي الصيف الماضي، طلب الرئيس من الأمريكيين إلقاء اللوم على انخفاض إنتاج النفط السعودي في ارتفاع أسعار الغاز.

وقال الأمير محمد في مقابلات إن المملكة تتفق مع إدارة بايدن بشأن 90٪ من القضايا. ويعمل الجانبان معًا لإيجاد أرضية مشتركة بشأن خلافاتهما.

كما قال مسؤولون سعوديون إن الخطر بالنسبة للولايات المتحدة يتمثل في أن الرياض ستصطف بشكل أوثق مع الصين وروسيا. أو على الأقل تظل محايدة بشأن القضايا ذات الأهمية الحيوية لواشنطن كما فعلت مع أوكرانيا.

وتم بناء الشراكة الأمريكية السعودية على أساس أن الجيش الأمريكي سوف يدافع عن المملكة من القوى المعادية لضمان التدفق المستمر للنفط إلى الأسواق العالمية.

وفي المقابل حافظ الملوك السعوديون المتعاقبون على إمداد ثابت من النفط الخام بأسعار معقولة، مع حدوث اضطرابات عرضية فقط.

الأساس الاقتصادي للعلاقة تغير

لكن الآن الأساس الاقتصادي للعلاقة قد تغير، حيث لم يعد السعوديون يبيعون الكثير من النفط لأمريكا وهم بدلاً من ذلك أكبر مورد للصين، ويعيدون توجيه المصالح التجارية والسياسية للرياض.

وزار مسؤولون أميركيون، بمن فيهم منسق البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكغورك، المملكة مرارًا في محاولة لإصلاح العلاقة المتوترة، بهدف معالجة المخاوف السعودية بشأن التهديدات الأمنية من إيران والحوثيين.

ولكن مع معارضة بايدن لأي تنازلات واسعة النطاق للسعوديين، يقر المسؤولون بإحراز تقدم متواضع فقط.

وتوقف البيت الأبيض عن مطالبة السعوديين بضخ المزيد من النفط.

وبدلاً من ذلك، يطلب فقط ألا تفعل السعودية أي شيء من شأنه أن يضر بجهود الغرب في أوكرانيا. وفقًا لمسؤول أمريكي كبير.

وكان بعض مساعدي بايدن المقربين بمن فيهم “ماكغورك”، يضغطون من أجل انفراج سياسي مع السعوديين.

ويروا أنه ضروري للولايات المتحدة لتعزيز مصالحها في الشرق الأوسط في كل شيء. من أسعار النفط إلى إقامة علاقات دبلوماسية طبيعية بين المملكة وإسرائيل، بحسب مسؤولين في البلدين.

وتقول “وول ستريت جورنال” إن التقارب لن يكون سهلا.

حيث يواجه بايدن معارضة شديدة لتحسين العلاقات مع السعوديين من المشرعين الديمقراطيين والجمهوريين. خاصة وأن الأمير محمد أظهر القليل من الرغبة في التراجع عن تحالف مربح مع موسكو للسيطرة على مستويات إنتاج النفط.

وأخبر أشخاص مطلعون على الأمر الصحيفة الأمريكية، أن مسؤولي البيت الأبيض عملوا هذا العام على إجراء مكالمة بين بايدن والملك سلمان والأمير محمد.

ومع اقتراب موعد المكالمة في 9 فبراير، أخبر المسؤولون السعوديون إدارة بايدن أن ولي العهد لن يشارك بالمكالمة، على حد قول هؤلاء الأشخاص.

العلاقة القوية بين السعودية وأمريكا

واستمرت العلاقة القوية بين السعودية وأمريكا على مدى السنوات الـ 75 الماضية، ويرجع ذلك جزئيًا إلى العلاقات الشخصية بين القادة المعنيين في نظام ديمقراطي ونظام ملكي.

حيث سافر الرئيس فرانكلين روزفلت إلى الشرق الأوسط على متن سفينة بحرية أمريكية في عام 1945 لبدء العلاقة مع مؤسس السعودية الملك عبد العزيز بن سعود.

وبعد عقود استضاف الرئيس السابق جورج دبليو بوش، والملك الراحل عبد الله، بعضهما البعض في مزرعة كل منهما.

وقال “نورمان رول” مسؤول المخابرات الأمريكية الكبير السابق الذي يغطي الشرق الأوسط ويحافظ على اتصال مع كبار المسؤولين السعوديين، إن العلاقة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والمملكة لم تكن أبدًا صعبة كما هي الآن.

لا يحب الأمير محمد معاملته من قبل إدارة بايدن، التي أصدرت تقريرًا استخباراتيًا العام الماضي حول الدور المزعوم لولي العهد في مقتل خاشقجي وتقطيع أوصاله داخل القنصلية السعودية في اسطنبول.

وخلصت وكالة المخابرات المركزية إلى أن الأمير أمر على الأرجح بالقتل. ونفى توجيه الهجوم إلى أحد منتقديه البارزين لكنه قال إنه يتحمل المسؤولية لأنه حدث في عهده.

القادة السعوديون مستاؤون أيضًا من نهج الولايات المتحدة تجاه اليمن.

استهداف السعودية

حيث لم يعد البيت الأبيض يصنف الحوثيين على أنهم منظمة إرهابية وأعلن أنه سيقلص الدعم للحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن، وفرض تجميدًا على بيع الصواريخ الموجهة بدقة.

استهداف الحوثيين موقع نفطي في جدة

وشهدت المملكة العربية السعودية زيادة طفيفة في هجمات الحوثيين بطائرات بدون طيار وصواريخ عبر الحدود.

وقد شعرت بالقلق من قيام البنتاغون بإزالة العديد من الأنظمة المضادة للصواريخ من السعودية في يونيو. وقالت الولايات المتحدة إن هذه الخطوة لأغراض الصيانة.

وخلال اجتماعات العام الماضي في القصر الساحلي، اجتمع الأمير محمد والملك سلمان مع المستشارين، لمناقشة الإجراءات العقابية التي قد يخطط لها بايدن وأفضل السبل لاستباقها، على حد قول كبار المسؤولين السعوديين.

وناقش ابن سلمان خيارات مثل الرضوخ لضغوط البيت الأبيض من خلال إطلاق سراح المزيد من السجناء السياسيين.

لكن بدلاً من ذلك، اختار ولي العهد مسارًا أكثر عدوانية – مهدّدًا بتقوية التحالفات الناشئة مع روسيا والصين، كما قال المسؤولون.

لقاء ولي العهد مع سوليفان

وفي سبتمبر، ألغى السعوديون زيارة أوستن، مشيرين إلى تضارب في المواعيد، ورحبوا في نفس الليلة بسياسي روسي كبير عاقبته الولايات المتحدة.

وبعد أسبوعين أيضا استقبل الأمير محمد بن سلمان، الذي كان يرتدي الشورت، سوليفان في القصر الساحلي وأخبره أن السعوديين سيلتزمون بخطة إنتاج النفط التي تباركها روسيا والتي لم ترفع الإنتاج بشكل كبير.

منذ ذلك الحين، قام السيد ماكغورك ومبعوث وزارة الخارجية لشؤون الطاقة عاموس هوشتاين بزيارة المملكة العربية السعودية بشكل متكرر. لعقد اجتماعات مع الأمير محمد والأمير خالد وأخيهما الأكبر غير الشقيق، وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان.

واستأنف البيت الأبيض مبيعات الأسلحة لأغراض دفاعية إلى الرياض، ووافق على بيع صواريخ جو – جو بقيمة 650 مليون دولار في نوفمبر.

وأعقب ذلك موافقة الولايات المتحدة على نقل صواريخ باتريوت الاعتراضية من دولتين أخريين في الخليج العربي تستخدم لإسقاط صواريخ الحوثيين.

والشهر الماضي، اتفقت المملكة والحوثيين على هدنة نادرة في صراعهم المستمر منذ 7 سنوات، بعد دبلوماسية قام بها مبعوث بايدن الخاص إلى اليمن.

وقاد ماكغورك وهوكستين وفدا أمريكيا إلى الرياض قبل أيام من غزو روسيا لأوكرانيا ومرة ​​أخرى بعد ثلاثة أسابيع.

ومع ارتفاع سعر النفط نحو 140 دولارًا للبرميل، لم تتخذ المملكة العربية السعودية أي إجراء. وحصل الوفد الأمريكي على استقبال فاتر.

ويبدو أن السعوديين يميلون أكثر إلى الكرملين بشأن غزو أوكرانيا ، وفقًا لما ذكره شخص أطلع عليه إدارة بايدن.

وفي مارس وبعد أسابيع من رفض دعوة البيت الأبيض للتحدث مع بايدن، تلقى الأمير محمد بن سلمان مكالمة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأكد التزام الرياض بالحفاظ على اتفاق النفط مع موسكو.

وكالات