يستعد جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب إلى استثمار أموال بحوالي 3 مليارات دولار في شركات تكنولوجيا إسرائيلية لإنشاء "ممر استثماري" بين الاحتلال والمملكة العربية السعودية.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، السبت، في تقرير خاص أن الأموال التي جمعها جاريد كوشنر من المملكة العربية السعودية سيتم استثمارها قريبًا بشكل مباشر في شركات التكنولوجيا الفائقة الإسرائيلية.
وأسس كوشنر، الذي شغل منصب كبير مساعدي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، شركة خاصة باسم "أفينتي بارتنرز" بعد مغادرة البيت الأبيض، ليجمع بذلك ما يصل إلى 3 مليارات دولار، منها حوالي 2 مليار دولار من صندوق الثروة السيادية في المملكة العربية السعودية.
ويعد صندوق الاستثمارات العامة السعودي، من بين أكبر الصناديق السيادية في العالم حيث تبلغ قيمته 600 مليار دولار.
وقالت وول ستريت جورنال إن الاستثمار كان "أول مثال معروف يتم من خلاله توجيه أموال صندوق الاستثمارات العامة السعودي إلى إسرائيل، وهي علامة على رغبة المملكة المتزايدة في القيام بأعمال تجارية مشتركة، على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية بينهما".
واعتبرت وول ستريت أن كوشنر استخدم شركة "أفينتي بارتنرز" لإنشاء "ممر استثماري" بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الشهر الماضي أن مجلس إدارة الصندوق السعودي الرسمي كان مترددًا في البداية في الاستثمار في الشركة، مشيرًا إلى مخاوف بشأن تجربة إدارتها، ولكن تم نقضه من قبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي تربطه علاقة جيدة بكوشنر.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن أشخاص مطلعين على الخطة قولهم إن شركة الأسهم الخاصة "أفينتي بارتنرز"، اختارت بالفعل أول شركتين إسرائيليتين للاستثمار فيهما.
وأشارت إلى أن هذا القرار يعد أول حالة معروفة يتم فيها توجيه أموال صندوق الاستثمارات العامة السعودي إلى إسرائيل، في إشارة إلى رغبة المملكة المتزايدة في التعامل مع تل أبيب، على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية بينهما.
واعتبرت الصحيفة أن الأمر يعد علامة على دفء العلاقات بين خصمين تاريخيين، ويمكن أن يساعد أيضا في إرساء الأساس لاتفاق تطبيع بين البلدين.
ولفتت وول ستريت جورنال إلى أنه "في محادثات مع القادة السعوديين، حذر كوشنر وفريقه أن الرياض قد تخسر إمكانية الوصول والفرص فيما أسموه "وادي السيليكون في الشرق الأوسط" لصالح جيرانها الذين وقعوا اتفاقيات إبراهيم مع إسرائيل".
وقالت الصحيفة إن كوشنر وفريقه رفضوا الكشف عن هوية الشركات التي يعملون معها أو مقدار الأموال التي من المحتمل أن يتم توجيهها إلى إسرائيل.
وأشارت إلى سفر كوشنر وفريقه إلى إسرائيل في مارس الماضي بعد تأمين الاستثمار السعودي، للقاء عشرات الشركات الإسرائيلية التي تبحث عن دعم مالي، وفقا لأشخاص شاركوا في الاجتماعات.
كما أكد أولائك الأشخاص أن كوشنر عقد اجتماعات مع شركات ناشئة إسرائيلية تعمل في مجالات عديدة بما في ذلك الرعاية الصحية والزراعة والبرمجيات والإنترنت، بحسب وول ستريت جورنال.
ووفقا للصحيفة فإن المملكة العربية السعودية ليست الدولة الوحيدة التي ليس لديها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ويتودد لها كوشنر، حيث تتطلع شركة "أفينتي بارتنرز" أيضا إلى جلب التكنولوجيا الإسرائيلية إلى إندونيسيا، أكبر دولة ذات غالبية مسلمة في العالم، وفقا لأشخاص مطلعين على المناقشات.
وساعد كوشنر، عندما كان مستشارا بالبيت الأبيض في عهد ترامب، في التوسط في صفقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب في موجة تطبيع العلاقات استمرت ستة أشهر في عام 2020.
ولعب كوشنر دورا قياديا داخل إدارة ترامب في الدفاع عن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بعد أن خلصت وكالات المخابرات الأمريكية إلى أنه وافق على مقتل الصحافي جمال خاشقجي عام 2018.
وفي واشنطن، ساعد كوشنر أيضا في الوساطة لبيع أسلحة للسعودية بقيمة 110 مليارات دولار على مدار 10 سنوات، حيث ساعد في حماية تلك الصفقات وغيرها من صفقات الأسلحة من غضب الكونغرس بشأن مقتل خاشقجي والكارثة الإنسانية التي نجمت عن التدخل العسكري بقيادة السعودية في اليمن.
وكوشنر هو قطب عقارات ثري تزوج عام 2009 من ابنة ترامب، إيفانكا التي اعتنقت اليهودية من أجله.
وقبل دخوله كمستشار لترامب في البيت الأبيض، كان يكرس وقته لعمله في مجال العقارات ولصحيفته "ذي نيويورك أوبزرفر" التي اشتراها عام 2006.