رجح المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن نشر اسم وصورة الضابط الإسرائيلي الذي قتل في خانيونس عام 2018، قد يكون نتيجة تغيير في سياسة جيش الاحتلال الإسرائيلي بما يتعلق بالعمليات السرية من النوع الذي كان يقوم فيه الضابط محمود خير الدين.
وربط هرئيل بين الكشف عن هوية خير الدين والسماح بنشر تفاصيل عن الضابط إيمانويل مورين الذي قتل في لبنان عام 2006، وذلك للتشابه بين معطيات الحادثتين، والنتيجة التي وصلت إلى حد نشر تفاصيلهما، وهو ما يعتقد أنه كان خلاصة دراسة وتغييرات في السياسة قد تمت.
وتابع هرئيل قائلا أن هناك سببا آخر قد يكون وراء نشر هوية خير الدين، هو أنه من أبناء الطائفة الدرزية، وقد يشجع نشر قصته التجنيد في قوات الاحتلال في ضوء أن مسألة التجنيد محل نقاش عند الدروز أكثر من ذي قبل، وهناك توتر في العلاقة بعد قانون الجنسية.
وأشار إلى أنه على الرغم من محاولات المؤسسة الأمنية للاحتلال توصيف دور القوة في خانيونس بالبطولي، إلا أنه يجب الاعتراف أن ما حدث فشل كبير وكاد ينتهي بكارثة كبيرة لو تم أسر أفراد القوة أو بعضهم، ولكانت قصة أسر شاليط مسألة صغيرة بالنسبة لأسرهم.
وكشف هرئيل أن خير الدين أبلغ زوجته وبعض أصدقائه أنه متخوف من العملية ويخشى نتائجها، وكان لديه اعتقاد أن الأمور لن تكون كما يرام، بالإضافة لما كشفته التحقيقات التي أجرتها شعبة المخابرات في جيش الاحتلال بعد العملية عن العديد من أوجه القصور في الطريقة التي كانت تستعد بها القوة للعملية السرية.
وشدد على أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، مثل نظيراتها في جميع أنحاء العالم، تواجه تغييرات تكنولوجية مثل نشر الكاميرات على المعابر الحدودية وفي المطارات وعلى طول الأسوار الحدودية، وتعدد الكاميرات المدعومة بتقنيات التعرف على الوجوه وجوازات السفر البيومترية، وهو ما يجعل من الصعب على أفراد الاستخبارات التحرك بأريحية.
ونقل هرئيل عن مصادر فلسطينية قولها إن الاحتلال خاطر بقوته من خلال أسلوب عمل عفا عليه الزمن نسبيًا، فلا يخفى على أحد أن الغالبية العظمى من المعلومات الاستخباراتية اليوم تُجمع عن بُعد، في المقام الأول من خلال الاختراقات السيبرانية، في أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة، وقد لا يمكن الحصول على كميات كبيرة من المعلومات بهذه الطريقة، ولكنها تنطوي على مخاطر قليلة لأنها لا تتطلب إقامة فعلية في أراضي العدو.
وختم محلل الشؤون العسكرية في "هآرتس" قائلا إن العملية الفاشلة في خان يونس بمثابة خطوة أخرى نحو نهاية موسم العمليات من هذا النوع، حيث أن العوائق التي يضعها الخصوم تزداد صعوبة.