شرعت سلطات الاحتلال، أمس، بقطع أجزاء من درج الحرم الإبراهيمي "الدرج الأبيض"، وتنفيذ عمليات حفر بآليات ثقيلة على بعد نحو مائة متر من الساحات الخارجية الغربية للحرم، وذلك في إطار مخططاتها الهادفة إلى تغيير معالمه الأثرية واستكمال مشروع "المصعد الكهربائي" الذي تعتزم إنشاءه خدمة لاقتحامات المستوطنين.
وأفادت وزارة الأوقاف، في بيان، أمس، بأن سلطات الاحتلال شرعت بقص و"قطع" أجزاء من درج الحرم الإبراهيمي استكمالا لمشروع "المصعد الكهربائي".
ونشرت الوزارة على صفحتها الرسمية تسجيلاً يظهر عمالاً إسرائيليين هم يقطعون الدرج الأثري بالتزامن مع مباشرة آليات الاحتلال عمليات حفر بآليات ثقيلة على بعد 100 متر تقريبا، في الساحات الخارجية الغربية للحرم.
بدوره، استنكر وزير الأوقاف والشؤون الدينية سماحة الشيخ حاتم البكري هذا الاعتداء، مؤكداً أن السياسة الإسرائيلية في الحرم الإبراهيمي استفزازية، وذات أطماع ونوايا خبيثة تحاول إسرائيل من خلالها الاستيلاء الكامل على الحرم خطوة خطوة بعد أن استولت على غالبيته، والتحكم به وهذا يتناقض مع الاتفاقيات والقوانين الدولية التي ضمنت حرية العبادة تحت الاحتلال.
وطالب البكري المجتمع الدولي والمؤسسات ذات العلاقة بالشأن الثقافي والتراثي والديني وعلى رأسها منظمة "اليونسكو" بوضع قراراتها موضع التنفيذ لخطورة ما يحدث في المسجدين الأقصى والإبراهيمي.
كما دعا البكري أبناء محافظة الخليل إلى الاستمرار في أداء الصلوات في الحرم الإبراهيمي لحمايته من المخططات الإسرائيلية المتتابعة للاستيلاء عليه.
من جهته، طالب رئيس بلدية الخليل، تيسير أبو سنينة، المجتمع الدولي بالتدخل فوراً لحماية الحرم الإبراهيمي، وذلك في ظل استمرار انتهاكات الاحتلال التي تجلت مؤخرا في استكمال أعمال بناء المصعد الكهربائي.
واعتبر رئيس البلدية هذا التصعيد انه يأتي في إطار تهويد الحرم، رافضا هذه الممارسات التي تستهدف المقدسات الإسلامية، موضحا أنها تشكل اعتداءً صارخاً على صلاحيات بلدية الخليل والأوقاف.
وأكد أن كل هذه المحاولات بتغيير معالم الحرم ما هي إلاّ جزء من مخططات الاحتلال بتزوير التاريخ وتضليل العالم أجمع.
ولفت أبو سنينة إلى أن بناء المصعد داخل المسجد الإبراهيمي يمثل صفعة قوية للمعاهدات الدولية، مبيناً أنّ بلدية الخليل تابعت هذه القضية قانونياً ومع المؤسسات الدولية والقيادة السياسية، في محاولة لوقف هذا الإجراء العدواني على مرفق ومعلم مسجل على قائمة "اليونسكو" للتراث الإنساني المهدد بالخطر.
ودعا المجتمع الفلسطيني بكل مكوناته إلى اتخاذ موقف جماهيري موحد لرفض هذا الإجراء العدواني ووقفه.