أبدت أوساط إسرائيلية استياء من تعامل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مع الملف النووي الإيراني، فيما ألقى بعضها باللوم على حكومة نفتالي بينيت لـ"فشلها" في التعامل مع واشنطن حول هذا الموضوع.
وقال أمنون لورد، في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية: "في الشهور الأخيرة، اتضحت الصورة، فحديث الجنرال تمير هايمن في مقابلة مع "أرئيل كهانا"، تعزز الانطباع بأن إسرائيل تنازلت عن الحرب ضد النووي الإيراني".
وتساءل: "لماذا توجد بأيدي الإيرانيين الآن كميات من اليورانيوم المخصب بمستوى عالٍ تكفي لقنبلة نووية واحدة؟"، موضحا أنه "يوجد لذلك سبب واحد فقط؛ هو مقاربة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للموضوع، والتي لا تضع خيارا عسكريا موثوقا ضد إيران".
الوزير يوفال شتاينتس والذي لديه خبرة كبيرة في الموضوع الإيراني، أكد أنه "في حال وضعت واشنطن خيارا عسكريا موثوقا، فإن إيران لن تتجرأ على تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز مستوى الـ 20 في المئة".
وتابع الكاتب: "هكذا كان الأمر في أيام الرئيس الأسبق باراك أوباما، والذي تحدث أكثر من مرة عن أن الخيار العسكري موجود على الطاولة، حتى أنه اهتم بتطوير وسائل قصف اختراقية، وهكذا كان الحال في أيام الرئيس ترامب الذي اغتال قاسم سليماني وغير وجه الشرق الأوسط".
وذكر أنهم "عندما اقتنعوا أن وجهة بايدن هي نحو الاتفاق بكل ثمن وأن سياسته خالية من المضمون العسكري، بدأوا بتخصيب اليورانيوم لمستوى 60 في المئة".
وبين أن "الفشل الإسرائيلي، أن إسرائيل لم تنجح في دفع إدارة بايدن لكي تضع خيارا عسكريا، ويتضح من أقوال تمير هايمن، أن إسرائيل تتصرف منذ حوالي سنة وكأن الاتفاق قائم حتى وإن لم يوقع بعد".
وأوضح الجنرال هايمن، أن "المستويات الأمنية في إسرائيل، لا تستطيع العمل ضد أهداف نووية متضمنة في الاتفاق، وهي تستطيع العمل حولها ضد أهداف استراتيجية، مثل تطوير صواريخ أو ضد الحرس الثوري".
ولفت لورد أن أحد جنرالات جيش الاحتلال "يؤيد الاتفاق"، متسائلا: "كيف لقائد كان له شأن مثل الجنرال هايمن، أن يؤكد أن الاتفاق النووي جيد لليهود".
الجنرال إيال زمير، المرشح لرئاسة الأركان يدعي في وثيقة تتناول "التفكير بتصفية الاستراتيجية الإيراني، أنه بالنسبة للإيرانيين، الاتفاق النووي هو خطوة مؤقتة، تستهدف التمكين من التوصل لأهداف بعيدة المدى، دون أن يتم التشويش عليها بواسطة ضغط دولي".
ونبه أن زعيم المعارضة الحالي رئيس حكومة الاحتلال السابقة، بنيامين نتنياهو، "يعتقد أن قادة الأمن في إسرائيل، يتجاهلون الهدف الأساسي وهو إلحاق هزيمة بالمشروع النووي الإيراني".
بدورها، قالت الكاتبة دانا فايس من القناة 12، إن "دولة الاحتلال أدركت أنه في قضية الملف النووي الإيراني من الممكن إنشاء حملة عامة فعالة في الولايات المتحدة والغرب، مع إنشاء تحالف إقليمي، مع كل من يعتبره ملفاً مهما بشكل خاص، لا سيما دول الخليج والأردن ومصر وغيرها، وقد أرسل ظهورها العلني في "قمة النقب" في آذار رسالة لا لبس فيها لكل من يحتاجها، باعتبار أن إحباط المشروع النووي الإيراني مسألة مركزية ومهمة، لا يمكن المساومة عليها".
وأضافت أن "التوقيت لعب دورًا مهمًا، فقد ارتفعت قيمة دول المنطقة، خاصة دول الخليج، لتزايد حاجة الغرب للنفط، وأصبح موقفها أكثر أهمية في احتساب مجمل المخاطر، ومن هذه النقطة انطلقت الاستراتيجية الإسرائيلية أمام البيت الأبيض، وتم تنفيذها، مع أن الحملة نفسها كانت دقيقة وفعالة، لأنه طوال الفترة الماضية ظهرت منشورات عن محاولات للحرس الثوري لتنفيذ هجمات ومحاولات اغتيال حول العالم، مما يعزز الادعاء بأن إيران تستخدم الحرس الثوري لزعزعة الاستقرار في المنطقة".
وتتحدث تل أبيب أنها أمام إنجاز تكتيكي في الملف النووي الإيراني، سواء في تشكيل التحالف المضاد، أو في وضع إسفين في المفاوضات، مما يسمح لها بالحديث أمام الجمهور الإسرائيلي عن ذلك، وفي الوقت ذاته استمرار التنسيق مع الإدارة الأمريكية، والتأثير على صانعي القرار فيها، دون الوصول إلى الكونغرس، وتحديها هناك، كما فعل نتياهو، ولعل محادثة بايدن الهاتفية مع بينيت أظهرت مستوى تعاونهما في هذا الملف الحساس.