أكدت وسائل إعلام عبرية وجود حال تأهب واستنفار في صفوف قوات الاحتلال وأجهزته الأمنية المختلفة؛ تحسباً واستعداداً لـ"مسيرة الأعلام" الاستفزازية، التي أقر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بارليف، مسارها المخطط من باب العامود لتخترق أسوار البلدة القديمة في القدس وأسواقها، بعد غد الأحد، فيما يسمى لدى دولة الاحتلال بـ"يوم القدس"، حيث يتم الاحتفاء بسقوط الشطر الشرقي من المدينة بيد الاحتلال في حرب الخامس من حزيران/يونيو عام 1967، واحتلال المدينة كلها.
وأشارت تقارير في مواقع "والاه" و"يديعوت أحرونوت" ومواقع أخرى، إلى أن شرطة الاحتلال في محيط القدس المحتلة والبلدة القديمة رفعت حال التأهب من اليوم الجمعة، وستنتشر بقوات كبيرة على مداخل البلدة القديمة، ومشارف البلدات والأحياء الفلسطينية التي ضمها الاحتلال ضمن سياسة الاستيطان إلى القدس، واعتبرها جزءاً من نفوذ مدينة الاحتلال في القدس وبلديته، حيث ستنشر حواجز تفتيش وقوات كبيرة عند مخارج هذه البلدات والطرق المؤدية إلى البلدة القديمة.
إلى ذلك، أعلن وزير الأمن الداخلي عومر بارليف، بحسب موقع "والاه"، أن 3000 عنصر من الشرطة وحرس الحدود سـيحرسون "مسيرة الأعلام" بعد غدٍ الأحد، مع نشر قوات كبيرة أيضاً في مدن الساحل الفلسطيني التاريخية، التي يسميها الاحتلال المدن المختلطة، مثل اللد والرملة ويافا وعكا وحيفا، تحسباً بحسب زعم الاحتلال وشرطته وأجهزته الأمنية من اندلاع مظاهرات احتجاجية تضامناً مع ما يحدث في القدس المحتلة، وخاصة في ظل تهديدات الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وإعلانها هي الأخرى عن حال تأهب في صفوفها.
وقال موقع "والاه" إنه ومنذ ساعات صباح اليوم، سيتم نشر واستدعاء ثلاث سرايا من وحدات الاحتياط، إلى جانب وضع مجمل قوات الاحتياط بحال تأهب فورية، حيث سيتم نشر قوات كبيرة في القدس المحتلة أيضاً، لتأمين الطقوس والاحتفالات بهذه المناسبة.
ونقل الموقع عن مصدر إسرائيلي رفيع المستوى، قوله إن السفير الأميركي لدى إسرائيل، توماس نايدس، أجرى محادثة مع وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي معرباً عن "قلقه" من أن تؤدي "مسيرة الأعلام" إلى تصعيد في القدس المحتلة وباقي الأراضي الفلسطينية، ولكنه بحسب ما أورد الموقع، لم يطلب تغيير المسار المخطط للمسيرة من باب العامود، عبر باب الواد وصولاً لباحة حائط البراق.
وتنظّم حركات مختلفة، خاصة من اليمين الإسرائيلي المهيمن على المشهد الإسرائيلي منذ 30 عاماً "مسيرة الأعلام"، التي ترافقها عادة اعتداءات عنصرية على السكان الفلسطينيين في القدس المحتلة، وعلى محالهم التجارية في البلدة القديمة، إذ يضطر أصحاب هذه المحال إلى إغلاقها سنوياً في يوم هذه المسيرة، خصوصاً في ظل شعارات وهتافات عنصرية من مثل: "الموت للعرب"، و"أرض إسرائيل لنا"، وغيرها.
وفي العام الماضي، قامت "حماس" رداً على استفزازات مماثلة من الاحتلال رافقت تنظيم المسيرة، مع أجواء مشحونة سادت في حي الشيخ جراح في القدس مع محاولات طرد عائلات فلسطينية وتسليم بيوتها لجمعيات استيطانية؛ بإطلاق صواريخ تحذيرية باتجاه القدس ومناطق أخرى في دولة الاحتلال، تحت مسمى معركة "سيف القدس".