22.23°القدس
21.98°رام الله
21.08°الخليل
27.13°غزة
22.23° القدس
رام الله21.98°
الخليل21.08°
غزة27.13°
الثلاثاء 30 يوليو 2024
4.78جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.02يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.78
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4.02
دولار أمريكي3.72

خبر: هل أصبح الزواج مُشكلة؟

السكينة، والمودة، والرحمة، والصُحبة هي رأس مال أروع مؤسسة يملكها الزوجان، غراسها الإخلاص، وعطاؤها الإيثار والتضحية، وتربتها الرضا والقناعة، وشمسها الوضوح والصراحة، وبابها القبول وحسن الاختيار. فالزواج آية من آيات الله (تعالى) لا تقل عظمة وجلالًا عن خلق الإنسان وخلق السماوات والأرض، فقد قال الله (تعالى): "وَمنْ آياته أَنْ خَلَقَكُمْ منْ تُرابٍ ثُمَّ إذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشرُونَ(*)وَمنْ آياته أَنْ خَلَقَ لَكُمْ منْ أَنْفُسكُمْ أَزْواجًا لتَسْكُنُوا إلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إنَّ في ذلكَ لَآياتٍ لقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ(*)وَمنْ آياته خَلْقُ السَّماوات وَالْأَرْض وَاخْتلافُ أَلْسنَتكُمْ وَأَلْوانكُمْ إنَّ في ذلكَ لَآياتٍ للْعالمينَ". كيف لا؟! وبه يؤسس بيت مُسلم جذوره تقوى الله (تعالى)، وثماره العفة والطمأنينة والذرية الصالحة، لذلك حث رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) عليه فقال: "مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ...". فلماذا أصبح الزواج مُشكلة من المشاكل الاجتماعية الكبيرة؟!، ولماذا أصبح همَّ الكثير من شبابنا وشاباتنا؟!، وما هي المعوقات التي تقف في طريق تحقيقه؟!، ومن السبب؟، هل هم الشباب أنفسهم؟، أم أولياء أمورهم؟، أم المجتمع؟ السبب الأول: ارتفاع تكاليف الزواج من حيث المهر والحفلات، والمسئول عنه هم أولياء أمور الفتيات الذين يغالون في مهور بناتهم من باب المفاخرة، ويضعون شروطًا متعددة لحفلة الزفاف ومستوى الصالة التي تكلّف أحيانًا آلاف الدولارات لليلة واحدة!، مع أن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) قال: "أعظم النساء بركة أقلهن مؤنة". السبب الثاني: ارتفاع أسعار الشقق السكنية، وعدم توافرها بشكل كافٍ، وهنا نقول للشباب وللشابات ولأهاليهم: ليس بالضرورة أن تتوافر الشقة الكبيرة الفاخرة، فإن توافرت شقة _ولو صغيرة وبسيطة بإيجار يقدر عليه الشاب_ فلا بأس، فالسلم لا يتم صعوده من آخر درجة، ونهيب بكل شرائح المجتمع من مؤسسات أهلية وحكوميّة بناء شقق سكنية بسيطة صغيرة تكفي لتستر أسرة، ولو خمس سنوات، وتباع بالتقسيط المُيسر، ولو في أماكن بعيدة عن مركز المدينة، وقد سمعنا وقرأنا في الأخبار أن الحكومة في غزة ستبدأ تنفيذ ذلك، ونسأل الله (تعالى) السداد والتوفيق، مع تحري الدقة في تمليكها للشباب المحتاجين فعلًا. السبب الثالث: ارتفاع تكلفة أثاث وعفش الشقة، أما علمتم كيف كانت بيوت النبي (عليه الصلاة والسلام)؟!، ربما يقول البعض: "الزمان غير الزمان"، فإن اتفقنا على ذلك؛ فلماذا يجب أن تكون غرفة النوم وباقي الأثاث من أغلى الأنواع؟!، كل إنسان مكلَّف بما يستطيع، والدنيا لا تقف على حال، وربنا كريم، فمع الوقت وبالعمل وبالجد يستطيع الشاب أن يغير هذا الأثاث بأفضل منه عند ميسرة. السبب الرابع: حُلم الشاب بفتاة جميلة جدًّا كتلك التي يراها في الأفلام والمسلسلات، وحُلم الفتاة بشاب تضع له معايير غير واقعية متأثرة أيضًا بالإعلام المفسد، فاسمعوا _أيها الشباب_ إلى حبيبكم النبي (عليه الصلاة والسلام) إذ قال: "فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يَدَاكَ"، ومعناه: أنك إن لم تظفر بذات الدين فكأنما ألصقت يديك في التراب، وأصابك الفقر والخسران، ولا يعني هذا ألا تكون على قدر مناسب من الجمال الذي يجمع بين خفة الروح ووسامة المظهر. وإلى شاباتنا وأولياء أمورهن قال: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخُلقه فزّوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"، وقال (تعالى): "وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ". أيها الأحبة، عندما أصبحت معاييرُنا مختلفةً عن أوامر الله ورسوله أصابنا وأصاب أبناءنا وبناتنا ما أصابنا من تأخر سن الزواج، وظهور الفتن، وشيوع الفساد.