فتحت المزاعم عن تردي الحالة الصحية لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الباب أمام تكهنات مستقبل وجود “أبو مازن” في السلطة ومن يخلفه.
من يخلف محمود عباس؟
شبكة “BBC” البريطانية كشفت أنّ الرئيس الفلسطيني كلف أمين سر اللجنة التنفيذية حسين الشيخ، بأداء بعض المهام الجوهرية الخاصة بالرئيس، وذلك بسبب الأزمة الصحية التي يمر بها (عباس).
يأتي ذلك بعدما كان الصحفي والباحث الإسرائيلي “إيدي كوهين”، قد تحدث عن أن محمود عباس دخل في غيبوبة، واصفا المعلومة التي نقلها عبر موقع تويتر، بأنها شبه مؤكدة، دون أن يذكر مزيدا من التفاصيل أو يوضح مصدر المعلومة.
تردي الوضع الصحي لعباس
وبعيدا عن صدقية معلومة تردي الحالة الصحية لرئيس السلطة الفلسطينية من عدمه، فليست هذه هي المرة الأولى التي يُعرج فيها الحديث عن أزمة صحية يعاني منها عباس تهدد بقاءه على رأس السلطة.
فالرجل البالغ من العمر 87 عاما، أثيرت بشأنه العديد من التكهنات عن حالته الصحية.
حسين الشيخ
ما كشفته “بي بي سي” عن نقل بعد صلاحيات “عباس” إلى حسين الشيخ يتسق مع بعض التحليلات، التي أشارت إلى أن الرئيس الفلسطيني يمهد لنقل السلطة إلى “الشيخ”، علما بأن عباس كان قد عين الشيخ في هذا المنصب في 26 مايو / آيار الماضي.
لكن حسين الشيخ حاول غلق الباب أمام هذه التكهنات، بتغريدة كتبها على موقع “تويتر”، قال فيها إن عباس يتمتع بصحة جيدة.
واصفا المعلومات التي تتحدث عن تردي حالته الصحية بأنها “أخبار صفراء” في إشارة إلى كذبها حسبما يزعم.
إلا أنّ تغريدة “الشيخ” لم تغلق باب التهكنات، فاستمرار غياب عباس منذ فترة طويلة عزّز من الشكوك بأن حالته الصحية لا يبدو أنها على ما يرام.
ويقول مؤيدون لهذا الطرح، إن ظهور “عباس” يمكن أن يحسم هذا الجدل، بينما استمرار غيابه في المقابل يعزز من روايات تردي صحته.
وعلى الدرب نفسه، كتبت الإعلامية الكويتية فجر السعيد: الرئيس الفلسطيني محمود عباس في ألف خير وعلى رأس عمله الآن ولا صحة لما ي"شاع من أخبار معروف أهدافها .. اللهم ادم الصحه والعافيه على أبو مازن".
محمود عباس رئيسا للسلطة منذ 2005
محمود عباس يجلس على رأس السلطة الفلسطينية منذ 15 يناير 2005 إلى الآن، وذلك على الرغم من انتهاء ولايته دستوريا في 9 يناير 2009.
إلا أن المجلس المركزي لمنظمة التحرير يمدد ولايته الرئاسية، لحين إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية، وهو ما لا يحدث على أرض الواقع.
حسين الشيخ الأكثر بروزا لخلافة عباس
خليفة محمود عباس أصبح أحد أكثر الأسئلة حيويةً، ولعل حسين الشيخ هو الاسم الأكثر بروزا ليس فقط في الوقت الحالي، لكن زادت أسهم إمكانية خلافته لعباس منذ مطلع العام الجاري.
وبروز اسم “الشيخ” ارتبط أيضا بقربه الشديد من عباس خلال الأشهر الماضية.
والأكثر من ذلك أنه عقد أكثر من لقاء من قيادات إسرائيلية، فالرجل من نفس “مدرسة عباس” التي تقوم على التنسيق والتفاهم مع سلطات الاحتلال.
لكن في فبراير الماضي، أفادت تقارير عن خلافات في منظمة التحرير على أن يكون الشيخ هو خليفة عباس.
وحسين الشيخ يبلغ 62 عاما، وهو أسير سابق قضى 11 عاما داخل سجون الاحتلال ويشغل منصب وزير الشؤون المدنية في الحكومة الفلسطينية.
محمد دحلان داخل السباق
أما القيادي الفلسطيني الهارب محمد دحلان، الذي يعيش في الإمارات ومقرب من رئيسها محمد بن زايد منذ سنوات، يعد أيضا ضمن أكثر أسماء ترديدا لاحتمالية أن يخلف محمود عباس.
وسواء كان ذلك رغبة منه أو دفع من جهة ما تسانده وتموله، لدرجة أن الرجل بات يُنظر إليه من قبل فلسطينيين كثر بأنه يقف وراء إلقاء قنبلة تردي الحالة الصحية لعباس.
وسبق أن ذكرت تقارير أن الإمارات تُعد “دحلان” لخلافة محمود عباس، وأنفقت المليارات على ذلك، ويؤكد صحة هذه التقارير عودة الكثير من رجال دحلان بالخارج إلى فلسطين.
وفي فبراير 2021 عاد القيادي بتيار دحلان، عبد الحكيم عوض، إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري، ولحق به في الأيام التالية 15 كادرا آخرين.
وكانت قيادات وكوادر تيار دحلان المسمى باسم “التيار الإصلاحي الديمقراطي”، قد غادروا القطاع بعد الأحداث التي وقعت عام 2007، وسيطرة حركة حماس على القطاع.
حسين الشيخ صاحب الأسهم الأكبر
حسين الشيخ صاحب الأسهم الأكبر من حيث الترتيبات السرية التي يتم إجراؤها في منظومة البيت الفتحاوي، باعتباره عُيّن في منصب أمين سر اللجنة التنفيذية بمنظمة التحرير.
وهو بالمناسبة المنصب الذي يكون تمهيدا لتولي رئاسة السلطة، تماما كما حدث مع عباس نفسه الذي شغل هذا المنصب في حقبة الشهيد ياسر عرفات.
جبريل الرجوب وسلام فياض
لكن هناك العديد من الأسماء التي رشحتها أصوات داخل منظمة التحرير نفسها لتتولى رئاسة السلطة، بينها جبريل الرجوب، أمين سر اللجنة المركزية لفتح، وسلام فياض، رئيس الوزراء السابق.
محمود العالول وتوفيق الطيراوي
ويرى محللون أنه من ضمن الشخصيات الأبرز على الساحة والتي يمكن أن تخلف عباس على كرسي الرئاسة، نائب رئيس “فتح” محمود العالول.
وأيضا اللواء توفيق الطيراوي الذي قاد جهاز المخابرات العامة لأكثر من عقدين من الزمان.
هذا بالإضافة إلى عضو مركزية “فتح” وممثل منظمة التحرير في لبنان سابقًا عباس زكي، وآخرين.
والقرار داخل السلطة الفلسطينية يتركز ـ بحسب المحللين ـ في يد أشخاص بعينهم وعددهم قليل، أبرزهم حسين الشيخ، وماجد فرج، رئيس جهاز المخابرات. ومديرة مكتب محمود عباس انتصار أبو عمارة.
الأسماء المذكورة هي نفسها التي مهدت الطريق لوصول حسين الشيخ إلى منصبه الحالي.
“بالون اختبار”
وترديد أسماء هذه الشخصيات لتخلف عباس أثير خلال الفترات الماضية، تارة تزداد أسهمها وأخرى تنخفض.
لكن القاسم المشترك كان الدفع نحو إيجاد بديل لعباس الذي تلاشت أسهمه كثيرا بين أواسط الفلسطينيين.
ولم يستبعد محللون أن يكون الزخم الكبير في إثارة هذه القضية في الوقت الحالي تحديدا، إنما هو “بالون اختبار” تسبق تحديد الشخص الذي سيخلف عباس بشكل فعلي.