تستمر المعاناة التي طالت كل بيت غزي يوماً بعد يوم، فكهرباء لا نرى منها سوى سويعات محدودة لايزال تأثيرها قائماً على حياة الغزيين، في ظل فصل الصيف وصعوبة الحياة المعيشية في البيوت المتلاصقة نتيجة للاكتظاظ السكاني في قطاع غزة.
فالصيف وحرارته يجعل أهالي القطاع يرفعون من وتيرة استخدامهم للكهرباء التي زاد عجزها في الآونة الأخيرة إلى النصف تقريباً، حيث تنقطع الكهرباء أحياناً لمدّة تزيد عن 12 ساعة.
فانقطاع الكهرباء المتكرّر والمتواصل لا يُمكّن سكّان القطاع من إدارة نظام حياة منظم في عالم أصبحت فيه الكهرباء لازمة في كلّ مجال تقريباً - من استهلاك الغذاء إلى العمل والدّراسة والصحّة والتواصُل مع العالم وغير ذلك.
ففي حال انقطاع الكهرباء لا يستطيع السكّان استخدام الأدوات الكهربائيّة الأساسيّة كالثلّاجة والمراوح وغسالة الملابس والفرن، ولا يستطيع المرضى والمعاقون تلقّي العناية اللازمة إذ يحتاج ذلك تزويد الكهرباء بشكل متواصل. كذلك يضرّ انقطاع الكهرباء بالبُنى التحتيّة وعلى رأسها شبكات المياه والمجاري ناهيك عن الضرر اللّاحق بالمستشفيات.
وتتراوح احتياجات قطاع غزة من الكهرباء في الأيام العادية ما بين 450 إلى 500 ميغاوات، وتزداد هذه الاحتياجات في ذروة فصل الصيف لتصل إلى (600) ميغاوات، بمعني أن العجز تقريبا 50% من احتياجات قطاع غزة من الكهرباء.
ويبقى التساؤل المطروح من قبل الغزيين والذي يحتاج إلى إجابة وافقة، "هل أزمة انقطاع الكهرباء أزمة مفتعلة؟؟ ومن يتحمل مسؤولية أعباء انقطاع الكهرباء الذي يؤثر سلباً على حياة المواطنين؟
في هذا التقرير الخاص بوكالة "فلسطين الآن" رصدنا لكم بعضاً ردود المواطنين في عدم التزام الشركة بالمواعيد الخاصة ببرنامج القطع المعتمد لديها، إضافة إلى رد شركة الكهرباء في قطاع غزة عن سبب العجز الموجود في كهرباء غزة.
إفادات مريرة
فالمواطن محمد أحمد (45 عاماً) عبر عن غضبه من استمرار أزمة الكهرباء، مؤكداً أنها أزمة مفتعلة، وغير أخلاقية، ومن يتحمل مسؤوليتها الذي يسيطر على المحطة والشركة.
وقال أحمد: "أطالب المسؤولين عن الكهرباء بأن يضعوا حلا نهائيا لهذه المشكلة، التي تلازم قطاع غزة منذ 16 عاماً، مبيناً أن حياة الفلسطيني اليومية تدمرت وازدادت سوءا يوما بعد يوم".
وأضاف: "درجات أولادنا العلمية متدنية، شهادات الدراسة سيئة بسبب انقطاع التيار الكهربائي المتواصل، وحياتنا صعبة، غير قادرين نشغل الثلاجات والغسالات، وغير قادرين نشحن بطاريات "اليو بي اس"... شو بدها تكفي 4 أو 6 ساعات في اليوم وغالبا ما بنشوفهم يأتوا وينقطعوا ونحن نايمين".
أما أبو عاهد (60 عاماً)، فأكد أن ما يثير غضبه هو عدم التزام الشركة بالمواعيد الخاصة ببرنامج القطع، فمن المعروف مثلا أن التيار الكهربائي يقطع من الثامنة صباحا حتى الثانية عصرا ويعود من الساعة الثانية وحتى العاشرة ليلاً، لكن ما يحدث أن الشركة تقطعها في السادسة صباحا، وتعيدها في الرابعة عصرا وتعود لتقطعها قبل أن تصبح الساعة العاشرة بنصف ساعة، مؤكداً أنها شركة متلاعبة بأعصاب المواطن بالدرجة الأولى.
وشدد، أن الكثير من المواطنين ملتزمون بالدفع، وكثيرين منهم مستأجرون مجبرون على الدفع لصاحب العقار ويخصم من رواتبهم على غرار الآخرين.
وفي السياق ذاته، اعترض أبو عاهد، على آلية الخصم الزائدة المتبعة من قبل الشركة، مؤكداً أن فاتورته أكثر من 400 شيكلاً شهريا رغم أن استهلاكه للكهرباء لا يتعدى 150 شيكلاً في أسوأ الظروف.
رد غير مقنع
وفي إطار التوضيح والاستفسار قمنا في "فلسطين الآن" بالتواصل مع مدير العلاقات العامة والإعلام في شركة توزيع الكهرباء محمد ثابت بمكالمة مسجلة، للسؤال عن سبب العجز الحاصل وتوضيح الأمور لعموم المواطنين في قطاع غزة، إلا أن الشركة رفضت الحديث الينا، والإفصاح عن السبب الكامن وراء ذلك.
ليبقى التساؤل مفتوحاً والإجابة عليه مبهمة، هل لشركة الكهرباء يد خفية في افتعال أزمة الكهرباء الحاصلة في قطاع غزة.