22.79°القدس
22.55°رام الله
21.64°الخليل
23.52°غزة
22.79° القدس
رام الله22.55°
الخليل21.64°
غزة23.52°
الإثنين 21 ابريل 2025
4.89جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.07جنيه مصري
4.19يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.89
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.07
يورو4.19
دولار أمريكي3.69

خبر: دعوا الشفاعة جانبا!!

عندما يتم انتقاد أي جهاز أمني أو شرطي على تقصيره ، هذا أمر مبرر مقبول ، لكن عندما يتم تشويه عملها أو التدخل عبر وسطاء لانهاء قضية ما فهذا أمر معيب غير مبرر. كثيرا ما تعتقل الشرطة مثلا ، تاجرا للمخدرات ،سرعان ما يخرج بكفالة مالية ، لوجود ثغرات في القانون الفلسطيني يمكن له ذلك ، لا تجد تبريرا أمام سيل من الانتقاد والسباب ، وتسمع القيل و القال " كان يجب قتله واعدامه " لا أن يخرج وهكذا دواليك ، غير أنه عندما يسقط أحدهم قتيلا في مطاردة وحملة مكافحة لا يمر الخبر وإلا وتسمع ما لا يسر أحد ، رغم علم الجميع أن القتيل مجرم ، يشيعون أنه خرج لشراء دواء لابنته المعاقة ، هكذا يشوه العمل الوطني . مراهق آخر ، لا يمر بحارة أو شارع إلا ويترك أثرا مؤذيا ، تشكو لوالده ، تجد نفسك تشتكى من " ملاك يمشي على الأرض " ، وعندما تقوم الشرطة بدروها بعد عدة شكاوي ، تقوم الدنيا و لا تقعد ، ويصرخ الأب متهما فلان وعلان زورا وبهتانا ابنه المحترم " الذي تأذى الجميع من سفالته " ، ويا ليت الأمر يقف عند هذا الحد ، تستغرب أن وجوها محترمة بنظرك ، تتوسط وتشفع له. عندما تكون مسؤولا أو قريبا لمسؤول أو مطلعا على أمور كهذه ، تسمع وترى العجب العجاب ، وهنا لا أسجل دفاعا عن أداء الشرطة والأمن بقدر ما انتقد ثقافة سائدة في مجتمع ، إذا جرى القانون على أحد ، يهب الكثير للشفاعة له ، خاصة إن كان ذا مكانة وقدر مثلا ، أما إن سرق الضعيف فيهم ربما " راح في كيسه " كما يقول الكثير ، لا تجد له ناصرا إلا القانون العدل والمنصف إن كان كذلك. أنا لست ضد الصلح والصلح خير ، لكني ضد هذه الثقافة العقيمة ، التي لا تولد سوى الأحقاد والتباغض ، حتى أن ذوي المذنب لا يتحاملون على القانون بقدر من يحملون الكره للمسؤول وعائلته كونه من سجنه أو رفض الوساطة ، ليأخذ القانون مجراه. لذلك ، المجتمع بحاجة إلى تبني ثقافة أن لا أحد فوق القانون ، مهما علا أو نزل مستواه ، ففي العدل والقصاص حياة للجميع ، نسير على مبدأ "لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها" ، بعيدا عن القول السائد " فش إلا ابني " ، التغير يبدأ حيث أنت ، و"ما لا يؤخذ بالقرآن يؤخذ بالسلطان" للضرب على أيدي العابثين ومثيري الفوضى بكل أنواعها.