29.93°القدس
29.08°رام الله
28.3°الخليل
30.9°غزة
29.93° القدس
رام الله29.08°
الخليل28.3°
غزة30.9°
الجمعة 20 سبتمبر 2024
5.01جنيه إسترليني
5.33دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.21يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني5.01
دينار أردني5.33
جنيه مصري0.08
يورو4.21
دولار أمريكي3.77

خبر: الأسرى الأطفال يعانون جحيم الاعتقال

يتعرض الأطفال الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إلى كم هائل من الانتهاكات العنيفة التي تبدأ منذ لحظة الاعتقال، مروراً بالنقل إلى المعتقل، وبمرحلة التوقيف والتحقيق، وليس انتهاءً بصدور الحكم، وحتى آخر دقيقة قبل إطلاق صراح الطفل الأسير. يبرز ذلك من خلال تزايد أساليب القمع والعنف والتعذيب الذي لم يعد مقتصراً على التعرض للمعتقل والأسير جسدياً، بل يأخذ كل أشكال الانتهاكات والممارسات الجسدية النفسية والمعنوية والعقابية. ويتعرض الطفل الأسير للتعذيب منذ لحظة اعتقاله واقتحام بيته في ساعات غير اعتيادية، ودائماً بعد منتصف الليل، حيث يدخل عدد كبير من جنود الاحتلال إلى البيت يكسرون الأبواب ويدمرون الممتلكات، يدخلون غرفة نوم من يريدون اعتقاله، يضربونه وهو نائم أو يجرونه ليستيقظ، ويعتدون عليه وعلى أسرته بالشتم والسب بأسوأ الألفاظ، يجرون المعتقل ويقيدون يديه ويعصبون عينيه، وفي كثير من الحالات لا يسمحون له حتى بتبديل ملابس النوم أو بلبس حذاء مناسب، حتى في الشتاء لا يسمحون للمعتقل بتبديل ملابسه وارتداء ملابس دافئة، كل ذلك دون أمر بالاعتقال ودون إخبار أسرته بسبب الاعتقال والمكان الذي سيؤخذ إليه. عند الاعتقال مباشرة يبدأ الجنود بتوجيه ضربات شديدة للأطفال الذين ينوون اعتقالهم حتى قبل أن يوجهوا لهم أي سؤال أو إخبارهم بأمر الاعتقال، وغالبا يقوم الجنود بالتفنن بضرب الأطفال المعتقلين الذين لا حول لهم ولا قوة، يضربونهم بأيديهم بأرجلهم وبأعقاب البنادق ذات الأطراف الحديدية على أجسادهم الغضة البريئة، وأحيانا يسببون لهم جروحا بالأيدي والأرجل والرأس، وينزفون دماً دون تقديم أي علاج لهم حتى يتم عرضهم بعد يوم أو يومين على الطبيب الإسرائيلي. وبحسب تقرير وثقته محامية وزارة شؤون الأسرى والمحررين في حكومة رام الله هبة مصالحة وصل "[color=red][b]فلسطين الآن[/b][/color]" نسخة عنه التي تتابع قضايا الأطفال فإن جنود الاحتلال يضربون الأسرى داخل الجيب أو الشاحنة التي ستنقلهم لمركز التحقيق بأيديهم وبالأحذية التي تحتوي على معدن صلب، وبواسطة البنادق التي بحوزتهم، ويجلسونهم على أرضية الجيب ويضعون أقدامهم على رؤوسهم وأكتافهم، وأحياناً يسرع سائق الجيب بشكل مفاجئ فيهتز الأسير ويقع أرضاً أو يخبط رأسه في حافة الجيب الحديدية نتيجة للهزة القوية. [title]تعذيب وانتهاكات خلال التحقيق[/title] وأوضح التقرير بعد وصول الأسير لغرفة التحقيق تستخدم قوات الاحتلال أساليب قاسية ضدّه، حيث يتم تعذيبه بأبشع الوسائل، ويضرب بالأيدي والأرجل، وبواسطة عصا بلاستيكية على جسمه ورأسه وعلى أعضائه التناسلية وبالأحزمة التي يرتديها المحققون، ويتعرض للكي والحرق بأعقاب السجائر، يعذب بطريقة الشبح المعهودة لعدة أيام، يحبسونهم في الحمام ولا يسمحون للأسرى بالنوم، وإذا حصل وسهت عين أحدهم يضربونه على وجهه أو وخزه على أذنه بقش الأسنان ويبقونهم في الخارج في البرد الشديد وتحت المطر في فصل الشتاء، أما في الصيف فيوقفونهم تحت الشمس لساعات طويلة. ولا يقف التعذيب عند الحد البدني فقط بل هناك التعذيب النفسي أيضاً، كالحرمان من النوم والإهانة عن طريق إجبار المعتقلين على التعري، والتهديد بإحضار الأم أو الأخت أو الزوجة، واعتقال الأقارب، والحرمان من زيارات الأهل، ومصادرة أموالهم الموجودة كأمانات في المعتقل، والتهديد بهدم البيت وبالإبعاد عن الوطن، والتذكير ببعض الأسرى الذين تم اغتيالهم، ومنع الماء والطعام عنهم لأيام، جميعها وغيرها أشكال يتم استخدامها للضغط على الأسرى الأطفال وغيرهم خاصة فترة التحقيق. ومن الطرق التي يتم استعمالها في مراكز التحقيق للضغط على المعتقلين بالاعتراف هي الشبح عن طريق تقييد الأيدي والأرجل 24 ساعة في اليوم، وذلك لعدة أيام، وفقط عند إخراجه للحمام يفكونه أو عند تناوله الطعام يفكون يدا واحدة ويشبحونه بحجة الحفاظ على سلامة المعتقل من تعريض نفسه لأي سوء. [title]المحاكم العسكرية[/title] ولفت التقرير إلى أن المثول أمام المحاكم العسكرية يكون على مرحلتين؛ فترة التحقيق وتمديد التوقيف للتحقيق أي قبل تقديم لائحة الاتهام، وتمديد التوقيف حتى انتهاء الإجراءات القانونية والنظر بالملف الأساس. ولا تختل ظروف محاكم الأسرى الأشبال عن ظروف الأسرى البالغين، مع أن القانون العسكري بعد التعديل أقر أنه يجب أن تتم محاكمة الأسرى الأشبال في محاكم خاصة، إلا أن هذا لم يطبق إلا بشكل صوري، فهم يمثلون أمام نفس المحاكم ونفس القضاة وبنفس الظروف الصعبة والقاسية، ويتلقون نفس المعاملة السيئة من قوات النحشون. والمرافعة في هذه الملفات من حيث الإجراءات القانونية لا تختلف عن ملفات الأسرى البالغين، وتعتمد بالأساس على مواد البينات المقدمة من النيابة العامة، وهذه المواد بشكل عام تكون كافية لإثبات التهم في غالبية الملفات، ولكن في بعض الملفات عند دراسة الملف يمكن إظهار تناقضات في الاعترافات التي من شأنها أن تؤدي إلى التوصل إلى إبطال بعض التهم، وأحيانا هناك اعترافات وإفادات بخط اليد ممكن أن تكون دلائل قاطعة على إثبات التهم، إلا أننا نلاحظ أو نكشف والحديث للمحامية هبة مصالحة للمحكمة من خلال استجواب الشهود أن الاعترافات غير صحيحة، وذلك حتى لو لم تقتنع المحكمة أنها أخذت بالقوة. [title]إهمال طبي [/title] وأكد التقرير أن الأسرى الأطفال يعانون من سياسة الإهمال الطبي المبالغ فيه، وأن عيادات السجون تفتقر إلى الحد الأدنى من الخدمات الصحية والمعدات والأدوية الطبية اللازمة، أو وجود أطباء أخصائيين لمعاينة ومعالجة الحالات المرضية المختلفة، وأن الدواء السحري الوحيد المتوفر فيها هو حبة الأكامول كعلاج لكل الأمراض، فيما تستمر إدارات السجون في مماطلتها بنقل الحالات المستعصية للمستشفيات، والأسوأ أن عملية نقل الأسرى المرضى والمصابين تتم بسيارة مغلقة غير صحية بدلا من نقلهم بسيارات الإسعاف، وغالباً ما يتم تكبيل أياديهم وأرجلهم، إضافة إلى المعاملة القاسية التي يتعرضون لها خلال الطريق وفي المستشفيات. وأوضح التقرير أنه لا يتم عرض الأسرى الأطفال على أخصائيين نفسيين، أو عاملين اجتماعيين، ولا يوجد داخل سجون الاحتلال مرشدون مؤهلون للعمل مع الأطفال، حتى التعليم الذي يحصلون عليه بسيط وهو إسقاط واجب ليس أكثر.