22.15°القدس
21.89°رام الله
18.3°الخليل
26.7°غزة
22.15° القدس
رام الله21.89°
الخليل18.3°
غزة26.7°
الثلاثاء 30 يوليو 2024
4.78جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.02يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.78
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4.02
دولار أمريكي3.72

خبر: تانيا.. لم يعُد في قلبها مكانٌ للـ"بوي فريند"!

هي حكاية الشابة المسيحية تانيا.. ست عشرة سنة عاشتها في تخبطٍ وتيه.. أمضت آخرها في البحث عن مأوىً معنويٍّ ينشلها من مستنقع المجهول، وينزعها من بين مخالب علامات استفهامٍ ما انفكَّت تخدش عقلَها .. كانت روحُها تبحث عن حبيبٍ تقترب منه غير هذا المعروف بالـ"بوي فريند" الذي يعانق بابتساماته كل الجميلات.. لم تكن على علاقة اتفاق بأهلِها.. لا أب.. لا أخ .. لا أخت.. أما الأم فتتنقل بين دور الرعاية.. وفي أحضان تلك الوحدة.. كانت تذهب للكنيسة الخمسينية كل يوم أحد ، فهي ملاذها الوحيد الذي لم يشفِ قلبَها يوماً! تسأل الرَّاهب عن المسيح وعن الثلاثية في الألوهية.. "انظري يا ابنتي .. هي كالبيضة.. قشرةٌ وصفارٌ وسائل أبيض.. ماذا لو أخذتِ منها جزءًا ؟ هل تبقى بيضة؟!"، بالطبع لا.. في كل زيارةٍ للكنيسة كانت تجيبه الإجابةَ ذاتها.. لا.. فلا . ثم لا.. " تلك هي النظرية التي تشمل المسيح والرَّبّ والروح القُدُس.. إنها الثالثوث"!.. طمأنينةٌ مؤقتةٌ وقناعةٌ بأساسياتٍ سرعان ما كانت تشعر بنقصها ثم تزول بمجرد خروجِها من باب الكنيسة! فتلك الـ "لا" النافية المتكررة أصبحت مجرد عادة يتلفظ بها لسانُها!. [title]في المكتبة[/title] في المدرسة الثانوية.. صبايا ومراهقون يلهون ويضحكون وفي كل ضحكةٍ تعلو يزداد عذابُها!.. ومن بين زملائها كان هناك فتى مسلم لطالما حاولت "تانيا" إقناعه بـِ "مسيحيتها" وحاول إقناعَها هو الآخر بإسلامِه، وبكل ثقةٍ كان يرفض ثوابت في المسيحية.. ذاك الرفض صدمها بعنف.. كيف له أن ينكر تلك الثوابت؟! ولماذا بكل تلك الثقة؟! هنا قررت تانيا أن لا تترك المجال لأحدٍ يدفعِها نحو رأيٍ معين.. فارتادت المكتبة.. كتبٌ إسلامية وأخرى مسيحية.. تمعَّنت فيها.. وبدأت بالمقارنة.. لتتشابك الأفكار وتزداد نفسها عذاباً.. لم تنَم.. لم تأكل.. كل شيء في حياتِها رأته متخبطاً لا منطقياً .. وفي ساعات متأخرة من ليل ذاك اليوم تدفع "تانيا" باب بيتِها بقوة وتركض للمجهول بعينين تهطلان دمعاً وقلباً خفاقاً.. "ما العمل إلهي ؟ أشعر بالضياع.. هل يا تُرى في الانتحار راحةٌ من ذاك الشعور؟ لا.. لا.. فليس في الانتحار شيء من الصواب.. ولكن ماذا أفعل؟" كانت المسكينة تنظر للسماء وتحاكي الفراغ بلا وعي محاولةً وضع يدها على أي شيء يخبرها عن الله.. " إلهي يا خالقي يا من أنت فوق كل شيء.. حياتي بلا هدف.. أعطِني خيطاً نحو الصواب.. ". تقول تانيا بابتسامةٍ:" لم أعرف إن كنتُ أدعو على الخلفية المسيحية أم على الخلفية الإسلامية.. لكن كل ما كنت أعرفه أني أدعو خالقاً هو أعظم من الجميع".. مضت "تانيا" على تلك الحال مدة يومين ترجو الله أن يوجهها.. وماذا بعد يا تانيا؟ في مدرستها الثانوية وفي حصة الرياضيات تحديداً، كانت تمسك كتاباً "بالخفيةً" يتحدث عن الإسلام.. وفجأة !! انقشعت الغمامة المظلمة عن قلبها وعينيها.. ماذا حدث يا تُرى؟! "هذه هي.. لقد وجدتها .. ثم راحت تركض تاركةً الفصل بزملائها وأستاذها أمام عالمٍ من الاستفهام!.. "تانيا.. تانيا.. إلى أين تذهبين؟.. ناداها المعلِّم متعجباً والطلبةُ فاغرين أفواههم غير قادرين على تحديد الموقف!.. "ترى ماذا حلَّ بها؟!". [title]نهاية التخبط[/title] لم تستطع "تانيا" الإجابة وكأن اللغة غابت عنها فهي بالكاد تسمع نداءه لتزاحم مشاعرها.. كانت في حالة خشوعٍ لا يشعر به أحد غيرها وخالقُها .. انهمرت دموعها وانتشى قلبُها فرحاً.. "يا إلهي.. لقد وجدتُها حقاً..". وتُكمل:" ذهبتُ للمغسلة.. وبدأت أغسل وجهي بشكلٍ لا إرادي"، ثم تترجم تلك الفعلة بقولها: "وكأنني كنت أحاول الوضوء الذي لم أعرف عنه شيئاً". يا لعظمة الله يسير الأمور كيفما شاء.. بعد قليلٍ ترى تانيا طالبةً تلبس حجاباً، فتهرول إليها بعينين بشوشتين.. هل لي معكِ بكلمة؟ نعم: تفصلي، تسأل تانيا:" هل أنتِ مسلمة؟ نعم، الحمد لله أنا مسلمة، ترد تانيا بفرح:" أظن أنني مسلمةٌ مثلك..".. فسلمتا على بعض وتصادقتا. خرجت تانيا والصديقة الجديدة من المدرسة، فاستقبلها أهلها بأذرع مفتوحة.. طمأنوها بأن ما صارت عليه هو دين الحق وهو الهداية كلها والطريق المستقيم الذي بحثت عنه، أطعموها وأعطوها ثياب الحشمةِ وذهبوا سوياً إلى مسجد كان يسمى "مسجد الأسس الإسلامية".. وهناك رفعت عينيها الغارقتين عالياً وقالت بقلبٍ خاشع: "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله..".. نطقت الشهادتين وأخفقت قلوب الحاضرين.