التقى الرئيس الأميركي، جو بايدن، مساء اليوم الجمعة، بولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في قصر السلام بجدة، وذلك بعد زيارة امتدت ليومين في "إسرائيل" وأخرى لبضع ساعات في الضفة الغربية المحتلة.
وتأتي زيارة بايدن للسعودية خلافا لما تعهد به خلال حملته الانتخابية بتحويل المملكة إلى دولة "منبوذة"، وهو أول رئيس أميركي يسافر مباشرة من "إسرائيل" إلى دولة عربية لا تقيم علاقات معها.
ونشرت وسائل إعلام سعودية رسمية صورا للطائرة الأميركية الرئاسية في مطار جدة بعد رحلة استمرت ساعتين.
وستستمر زيارة بايدن إلى السعودية لمدة يومين، حيث من المقرر أن يلتقي بايدن خلال وجوده في جدة غرب السعودية بالملك سلمان بن عبد العزيز (86 عاما) قبل المشاركة في "جلسة عمل" وزارية برئاسة ولي العهد، محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للبلاد.
كما سيشارك بايدن في قمة عربية أميركية غدا، السبت، في جدة يحضرها قادة مجلس التعاون الخليجي (السعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين وسلطنة عمان) بالإضافة إلى مصر والأردن والعراق.
وأفاد مستشار الأمن القومي الأميركي، جايك سوليفان، في تصريحات له بأن "بايدن سيبحث أمن الطاقة في سياق الحرب الروسية على أوكرانيا خلال اجتماعاته في السعودية، كما أنه يريد إعادة التوازن للعلاقات بالسعودية وليس الإضرار بها".
وأضاف أنه "سيتم الإعلان عن المزيد من الخطوات بشأن تعزيز الأمن في المنطقة خلال زيارتنا للسعودية".
وبعد توليه منصبه في أوائل عام 2021، نشرت إدارة بايدن نتائج تحقيقات استخباراتية أميركية تفيد بأن ولي العهد "وافق" على عملية تستهدف الصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي أثار قتله المروع في قنصلية بلاده في إسطنبول عام 2018 موجة غضب عالمية.
وينفي المسؤولون السعوديون تورط بن سلمان، ويقولون إن مقتل خاشقجي نتج من عملية نفذتها عناصر "مارقة"، لكنها شوهت بشدة سمعته كقائد مصلح في بلد محافظ.
ويبدو الآن أن بايدن مستعد لإعادة التعامل مع دولة كانت حليفا إستراتيجيًا رئيسيًا للولايات المتحدة لعقود، وموردا رئيسيًا للنفط ومشتريا متعطشًا للأسلحة.
وتريد واشنطن أن تقنع أكبر دولة مصدرة للنفط الخام في العالم بأن تفتح الباب لزيادة إنتاج النفط لخفض أسعار المحروقات المرتفعة على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا، الأمر الذي يهدد فرص الديمقراطيين في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
وفي وقت سابق الجمعة، غادرت الطائرة الرئاسية الأميركية "إير فورس واحد" مباشرة من مطار بن غوريون في "إسرائيل"، إلى مطار جدة بالسعودية.
وكانت الهيئة العامة للطيران المدني في السعودية أعلنت اليوم، فتح مجالها الجوي لجميع الناقلات الجوية التي تستوفي متطلبات الهيئة لعبور الأجواء، دون أن يستثني القرار الطائرات الإسرائيلية المدنية، وسط ترحيب أميركي وإسرائيلي.
ومما يذكر أن بايدن بدأ جولة بالمنطقة استهلها بزيارة إسرائيل، والتقى بعدها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالضفة الغربية، على أن تختتم بزيارة السعودية وحضور القمة، وفق معلومات رسمية.