تعهد زعيم المعارضة في سريلانكا ساجيث بريماداسا بالاستماع لمطالب الشعب ومحاسبة الرئيس المستقيل غوتابايا راغابكسا إذا اختير الأسبوع المقبل رئيسا جديدا للبلاد، وذلك بعد قبول البرلمان أمس الجمعة استقالة راغابكسا بعد فراره إلى سنغافورة هربا من انتفاضة شعبية، أثارتها أسوأ أزمة اقتصادية في بلاده منذ 7 عقود.
وقال زعيم المعارضة السريلانكية في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية إنه إذا فاز بتصويت البرلمان لاختيار رئيس جديد للبلاد، "فإنه سيضمن عدم حدوث دكتاتورية انتقائية على الإطلاق في سريلانكا".
وأضاف بريماداسا أن "محاسبة الذين نهبوا سريلانكا يجب أن تتم عبر إجراءات دستورية وقانونية وديمقراطية مناسبة".
وصباح أمس الجمعة، أدى رئيس الوزراء المؤقت رانيل فيكرمسينغ اليمين الدستورية رئيسا مؤقتا للبلاد، وتعهد بالعمل على "خلق الظروف المناسبة لانتخاب رئيس جديد من طرف البرلمان خلال أسبوع".
وكان راغابكسا استقال من منصبه -أول أمس الخميس- بعيد وصوله إلى سنغافورة، في حين انسحب المتظاهرون من المباني العامة التي اقتحموها قبل أيام، متوعدين بمواصلة ممارسة الضغط على السلطة. وقال قادة الشباب المحتجين في البلاد إنهم قادرون على العودة في أي وقت إلى المقار الحكومية إذا لم يُستجب لمطالبهم.
وذكر زعيم المعارضة أن حزبه "ساماغي جانا بالاويغايا" وتحالفه أيدوه بالإجماع مرشحا رئاسيا داخل البرلمان، حيث سيصوت جميع النواب البالغ عددهم 225 يوم الأربعاء المقبل لانتخاب رئيس جديد للبلاد خلال ما تبقى من ولاية الرئيس المستقيل راغابكسا، والبالغة 24 شهرا.
وأقر بأنه يواجه مهمة صعبة في تأمين الدعم اللازم للنجاح، لأن الأغلبية في البرلمان لا تزال تحت سيطرة الحزب الحاكم بزعامة راغابكسا، وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أنه من المتوقع أن ينافس فيكرمسينغ على المنصب.
وأصدر الرئيس المؤقت فيكرمسينغ بيانا بعد ساعة من توليه مهام الرئاسة، قال فيه إنه يقر بحق التظاهر السلمي، لكنه أضاف أن "هناك آخرين يحاولون الآن تخريب هذه الاحتجاجات".
ودعت المؤسسة العسكرية جميع الأطراف، بمن فيهم قادة الأحزاب البرلمانية الذين اجتمعوا مع قادة الجيش، إلى التعجيل بالتوصل لحل دستوري للأزمة التي تعصف بالاستقرار السياسي في البلاد.
وكانت المحكمة العليا في البلاد قضت أمس الجمعة بمنع شقيقي الرئيس المستقيل من مغادرة البلاد حتى 28 يوليو/تموز الجاري. ويتعلق الأمر بكل من باسيل راغابكسا، وماهيندا راغابكسا الذي كان قد تولى رئاسة الوزراء حتى مايو/أيار الماضي.
وتصاعدت الاحتجاجات في الشوارع ضد الأزمة الاقتصادية في سريلانكا على مدى شهور، وبلغت ذروتها السبت الماضي عندما استولى مئات الآلاف من المحتجين على المباني الحكومية في العاصمة كولومبو، وألقوا باللوم على عائلة راغابكسا وحلفائها في الأزمة التي تعيشها البلاد والمتمثلة في نقص السلع الأساسية وتفشي الفساد.