يواصل مفوض شكاوي الجنود السابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي، اللواء في الاحتياط يتسحاق بريك، كشف إخفاقات في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وكان قد نشر تقارير في الماضي حول عدم جهوزية وحدات، وفي مقدمتها سلاح البرية وقوات الاحتياط للحرب.
وأفاد اليوم، الأحد، بعدم جهوزية قواعد سلاح الجو لحرب متعددة الجبهات، وأن الجيش لن يتمكن من الدفاع عن هذه القواعد في حرب كهذه، وفقا لما جاء في مقال نشره في صحيفة "هآرتس".
وكتب بريك، الذي قاد في الماضي فيلقا عسكريا وترأس الكليات العسكرية، أنه "ستشكل قواعد سلاح الجو في الحرب المتعددة الجبهات القادمة هدفا إستراتيجيا للعدو. صواريخ دقيقة تحمل رؤوسا حربية بزنة مئات الكيلوغرامات وكذلك طائرات بدون طيار ستُطلق يوميا على قواعد سلاح الجو من مسافة مئات الكيلومترات.
وستُحلق أسراب الطائرات بدون طيار يوميا على قواعد سلاح الجو وستستهدف بشدة استمرار عمل القواعد وتحليق الطائرات".
وأضاف أن "سلاح الجو لم يستعد لذلك ولا يملك ردا" على وضع القواعد. وبحسب بريك، فإن رئيس فرع استمرارية عمل القواعد في سلاح الجو وهو ضابط برتبة مقدم، هو "الوحيد الذي يحاول التعامل مع هذا الوضع مقابل نواب قادة القواعد المسؤولين عن الموضوع، من دون اهتمام ودعم القيادة العليا من فوقه، ولا شيء حقيقي يحدث ولن يحدث".
وتابع: "حتى الشيء القليل الذي كان متوفرا في قواعد سلاح الجو من ناحية القوى البشرية ووسائل ضمان استمرارية العمل في الحرب المتعددة الجبهات القادمة، آخذ بالتدهور بشكل سريع".
وأشار بريك إلى وجود كتيبة من قوات الاحتياط في كل واحدة من قواعد سلاح الجو، مسؤولة عن استمرارية عمل القواعد أثناء الحرب، من أجل أن تتمكن الطائرات من التحليق والهبوط وتنفيذ مهماتها. ومسؤولية هذه الكتائب هي جمع الشظايا من مدرجات الطائرات وإخماد حرائق في القواعد في أعقاب استهدافها بصواريخ، والعناية بالجرحى ونقلهم إلى المستشفيات، وتأهيل القواعد مجددا للعمل بشكل كامل.
ووفقا لبريك، فإنه "لم يجرِ عمل منظم في سلاح الجو طوال سنين. ومنذ تشكيل كتائب الاحتياط لاستمرارية العمل قبل سنين، لم يعترف الجيش الإسرائيلي بها ولم يضع مواصفات لها. وأدى ذلك إلى نقص خطير بالقوى البشرية، بالعتاد والمركبات، ولذلك لن تتمكن الكتائب من تنفيذ مهمتها في الحرب القادمة. أي أن إقلاع الطائرات الهجومية وهبوطها سيتضرر بشدة".
وفيما يتعلق بتزويد الطائرات بالوقود، فإن سلاح الجو يعتمد على شركة "باز خدمات الطيران" المدنية الخاصة. "لكن بما أن سائقي صهاريج الوقود هم جنود في قوات الاحتياط في سلاح البرية، فإنه لن يكون هناك من ينقل الوقود إلى الطائرات. ومنذ سنوات وحتى اليوم لم يتم التوصل إلى حل يوفّق بين احتياجات سلاح البرية لسائقي شاحنات، وبين مطلب سلاح الجو ببقاء السائقين في حالات الطوارئ في شركة ’باز خدمات الطيران’ كي لا يتضرر تزويد الطائرات بالوقود"، بحسب بريك.
وأضاف أن "معظم كتائب استمرارية العمل في القواعد موجودة اليوم في حالة تفتت متقدمة. لا توجد فيها وظائف ولا وسائل لإخماد نيران، ولا توجد سيارات إسعاف تقريبا، ولا توجد مركبات للنقل والقيادة في أرجاء القاعدة. ويفترض بعناصر الاحتياط استخدام سيارتهم المدنية. ولا توجد عقيدة قتالية موحدة، ولا توجد تدريبات منتظمة، ولا توجد عملية منظمة لتجنيد وتأهيل جنود للكتيبة. ولا يوجد ملاجئ في معظم القواعد الجوية. وسلاح الجو لم يقدم وصفا لاحتياجاته إلى الجيش ووزارة الأمن".
وتابع بريك أنه "وفقا لضباط كبار في السلاح، وبضمنهم طيارون حربيون تحدثت معهم، فإن القيادة العليا في الجيش الإسرائيلي والسلاح منعزلة عن الواقع الميداني المحزن، وتفضل التأجيل والقول إن كل شيء على ما يرام. وجرى رهن معظم الميزانية، بمبلغ 9 مليارات دولار من المساعدات الأميركية، للسنوات الأربع المقبلة من أجل شراء طائرات حديثة، ولا يستثمرون شيئا تقريبا في جهوزية الوسائل والقوى البشرية التي تسمح باستمرارية العمل الذي يسمح بإقلاع وهبوط الطائرات أثناء الحرب".