وقف أبو يزن حائراً محتاراً, يضرب الأخماس بالأسداس, يفكر يناجي, يحسب الداخلين والطالعين من أول الشارع, وسط انحناءات المخيم... ذاك معي, وذاك علي, وذاك يعرفني, وهذه العائلة قريبة منا...... اقتربت من أبو يزن أشك أن مؤامرة تحاك هنا فقلت له: "ليشْ بِتْبَحْلِقْ في الرَّايحينْ والجايين في الشوارع يا أبو يزن" تلعثم قليلاً, ولكني صديقه, نظر إليَّ طلباً للاستشارة قائلا: "بِدِّي أرَشِّح حالي للانتخابات الرئاسية القادمة" ... قلت له: وما هو برنامجك الانتخابي؟! قال لي: سأصلح الشوارع, وأنشأ شركة كهرباء جديدة, وأجلب محطات لتحلية المياه, وأرخص لشركات اتصالات جديدة, وسأحل أزمة الكثافة السكانية بإنشاء الأبراج, للأحياء والأموات, وأوزع المخيمات على المحررات بطريقة محترمة, وسأخفض الضرائب, أخفض أسعار المواد الغذائية, والخضروات التي تعمل على الطاقة النووية, والمبيدات والهرمونات, وسأعمل الجسور ومحطات القطار بين مدن الضفة وغزة . طيب والاحتلال يا أبو يزن؟! - آه نسيت, سأأأألعن سلتفيسه, فش استيطان وفش مفاوضات, وفش تنسيق أمني, ونعم للمقاومة, ولا للمساومة, وفلسطين للبيع, قصدي مش للبيع, و.... أبو يزن كهرب ومي وشتاء وصيف, واتصالات وفواتير, وأبراج مع مقاومة وطخطخة الأمور بتكون صعبة في هذه الفترة, يا تنمية وراحة بال بدون وطن, يا مقاومة وتضحية لحد ما يجي الوطن....