كشفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، اليوم الأربعاء، حقيقة دوافع حكومة رام الله لسحب أطبائها من مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في رام الله، قولها، "«دوافع رام الله في خطوتها سياسية بامتياز، في ضوء زيادة حدّة المناكفات الحزبية، حيث تصنِّف إدارة الخدمات الطبّية في رام الله مستشفى كمال عدوان الذي يتبع الخدمات الطبّية العسكرية".
وزعمت مصادر في حركة "فتح"، أن التعيينات والترقيات بناءً على الخلفية الحزبية من دون مراعاة الكفاءة والخبرة، تسبَّبت بنفور الأطباء من بيئة العمل، خصوصاً أن حكومة غزة تُميّز بين الموظفين على أساس حزبي"، مستشهداً بـ"تعيين أحمد الكحلوت مديراً لـ"كمال عدوان" على رغم أنه ممرّض وليس طبيباً، بمعزل عن الشهادات العليا التي نالها في تخصُّصه، إلّا أنه ليس من المعقول أن يدير ممرّض أطباءً ذوي خبرة وتاريخ طويل في المهنة".
ويفنّد عيد صباح، وهو رئيس قسم التمريض في مستشفى كمال عدوان تلك «الادّعاءات» بقوله، إن الدكتور أحمد الكحلوت عمل مديراً لمجمع كمال عدوان منذ تحديثه وإعادة افتتاحه عام 2016، وتربطه بالأطباء والكادر الطبّي علاقة مميّزة، لم يطرأ عليها أيّ تغيير أخيراً، كما أن الأطبّاء الذين انسحبوا من عملهم، يحظون بمكانة محترمة بين زملائهم، ومنهم مَن يشغلون مناصب رؤساء أقسام، حيث يعمل بعضهم رئيس قسم التخدير ونائبه، ورئيس قسم الاستقبال، ومدير قسم الاستقبال، وجميع هؤلاء مدراء ولهم كلمتهم في المستشفى"، متسائلاً: "إذا كان هناك اعتراض على مدير "كمال عدوان"، فلماذا انسحب 20 طبيباً آخر من المستشفى الجزائري الذي يتولّى إدارته طبيب جرّاح؟". غير أنه أكد أن "إدارة المستشفى على استعداد لإجراء معالجات فردية لأيٍّ من الأطبّاء غير الراضين عن أوضاعهم الوظيفية، خصوصاً أن قرار سحبهم من العمل كان شفوياً وليس مكتوباً".
وترك 42 طبيباً أماكن عملهم في مستشفيَي كمال عدوان والجزائري بشكل مفاجئ، بعدما تلقّى هؤلاء اتّصالات بشكل منفرد عبر هواتهم النقّالة، طالبتهم بترك مواقع عملهم والتزام بيوتهم، وإلّا سيقعون تحت طائلة المسؤولية.
وأكد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، سلامة معروف، مساء الخميس الماضي، انسحاب عشرات الأطباء ممَّن يتقاضون رواتبهم من السلطة الفلسطينية، بناءً على تعليمات وردت إليهم من قيادة جهاز الخدمات الطبّية في رام الله ومن دون إبداء أسباب.
وتسبَّب هذا الانسحاب بتعميق حالة العجز التي يعانيها الكادر الطبّي في تلك المشافي، ما اضطرّ أقسامها إلى تأجيل العمليات المجدولة والعمل وفق جدول الطوارئ وزيادة ساعات الدوام على الطاقم الطبّي.
وأفاد عيد صباح، وهو رئيس قسم التمريض في مستشفى كمال عدوان، بأن انسحاب الأطبّاء جاء بشكل مفاجئ ومن دون إبداء أيّ أسباب، عقب اتّصالات وتهديدات وردت إليهم من قيادة الخدمات الطبّية في رام الله، تأمرهم بضرورة وقْف عملهم كونهم يعملون مع «جهة معادية» على حدّ وصفها.