24.45°القدس
24.77°رام الله
23.3°الخليل
27.78°غزة
24.45° القدس
رام الله24.77°
الخليل23.3°
غزة27.78°
الأربعاء 09 يوليو 2025
4.57جنيه إسترليني
4.74دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.94يورو
3.36دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.57
دينار أردني4.74
جنيه مصري0.07
يورو3.94
دولار أمريكي3.36

خبر: الصحفي الأسير أبو عرفة: حرية بحجم السماء

جددت قوات الاحتلال الإسرائيلي مؤخرا الاعتقال الإداري بحق الأسير الصحفي عامر عبد الحليم أبو عرفة ٢٩ عاما، من مدينة الخليل، للمرة الرابعة على التوالي. أبو عرفة ، يعمل مراسلا صحفيا ومحررا في وكالة شهاب للأنباء والجزيرة توك ، وكان قد اعتقل بتاريخ ٢١/٨/٢٠١١م ، اعتقل دون أن يقدر أحدٌ على ردع جنود احتلالٍ قساة لا يفقهون معنى لكلمة حرية، يعيثون على أرضٍ يوقنون أنّها أرضهم. يبطشون، يقتلون، يأسرون، من دون أن يجرأ أحدٌ في هذا العالم على التنديد بهم أو رفع الصوت مطالبًا بحقوقهم. لم توجه له أي تهمة ولم يخضع لأي تحقيق، وحول إلى الاعتقال الإداري بعد ثمانية أيام من اعتقاله. ولد عامر عبد الحليم أبو عرفة يوم 14/08/1983 بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة لعائلة متواضعة ملتزمة، تعرض للاعتقال أول مرة عام 2003 وقضى أربع سنوات من حياته خلف القضبان. عامر كان يتكلم عن الحرية، عن القدرة على العيش تحت وطأة أقسى الظروف، يبحث عن ثقافة الحياة، يمد يدًا يتيمةُ نحو زنازين مظلمة تخترقها أنّاةٌ لصغار صاروا رجالًا، لأطفالٍ ونساء، يدًا يتيمةً يمدها عامر لشعبٍ لم يملّ الحلم، لناسٍ ما يزالون يحدثونك عن الدولة والوطن، يخبّأون مفاتيح بيوتهم تحت وسائدهم ويحلمون بالعودة. عايش في طفولته مجازر العدو الغاصب، منها مجزرة الحرم الإبراهيمي وكل من سياسات التهجير والتوطين والهدم والاستيلاء على كل ما يخص الفلسطيني، فنقل بقلمه معاناة شعبه ولامس جرحهم فأغضب الاحتلال لأنه فضحهم وكشف زيف إنسانيتهم. الحرية هي ما عرفها عامر، حرية أن تحلّق روحك بعيدًا عن جسدٍ أطفأه السجّان، أن تبقى واقفًا في عالمٍ يدهسك دون أن ينتبه، عالمٌ لا يعرف الفرق بين المحبّة بدفئها وبين القسوة بصقيعها. عندما اعتقل عامر وقف بين جلاديه بقوّةٍ وعنفوان، كان حر وهو مقيّد اليدين. [color=red][b][title]إهمال جارح[/title][/b][/color] لم تقف معاناة وجرح أبو عرفة على المحتل والاعتقال، إنما امتدت إلى التجاهل والإهمال الذي يعانيه الإعلامي والصحفي الأسير من زملاء المهنة والنقابات الإعلامية والصحفية. يقول عامر في رسالة له: ﺇﻥ "الرقابة والعنف والتخويف والمضايقة والضغط والتهديدات التي يتعرض لها الصحفيون ما هي إلا عقوبة بحقنا، وبحق حرية التعبير التي تشكل أساس الديمقراطية، ﻭسلامة الصحفيين، كانت ولا تزال في عنق الحكومات والنقابة والمنظمات الوطنية ووسائل الإعلام التي تستطيع أن تكون بوقا للحقيقية المندثرة في مقابر الأحياء، وهذا يتطلب تعاونا مشتركا بين كل ما ذُكر". وأضاف "إننا نشعر بظلم مرتين، اعتقال الاحتلال لنا دون أي وجه حق، ومرة بعدم وقوفكم بجانبنا وإثارتكم لقضيتنا ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ، هل يجب أن نحيي بجوعنا موت الضمائر ونستنهض بموتنا الشجب والاستنكار على جثمان أقلامنا، ونكسر بآلامنا قيود الحقيقة المكبة على معاصم الكرامة!!". ووجه أبو عرفة حديثه لنقيب الصحفيين في الضفة الغربية عبد الناصر النجار، قائلا "سيادة النقيب: من منطلق حرصك علينا، ولأننا على يقين أنك أب لنا، أنتظر بفارغ الصبر ردك على رسالتي هذه قولا وفعلا". وحده عامر ومعه من يشبهه يعرفون بالتأكيد طعم الحرية.. ما بين عامر والسجان نعرف أنّ الحرية ليست حلما، ندرك أنّ ما نبحث عنه ليس سرابًا. الحرية لا تسكن الجسد، الحرية في الروح، الحرية في الفكر الذي يبني جيلا، الحرية في وطنٍ يحمي شعبًا. الحرية حياة، الحرية ليست جسدًا، ولا تسكن في حدودٍ من لحمٍ ودم.