9.14°القدس
8.93°رام الله
7.75°الخليل
15.52°غزة
9.14° القدس
رام الله8.93°
الخليل7.75°
غزة15.52°
الإثنين 25 نوفمبر 2024
4.65جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.86يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.65
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.07
يورو3.86
دولار أمريكي3.7

تخوف إسرائيلي من عمليات للمقاومة وتأهب أمني "غير عادي"

تخوف إسرائيلي من عملية فلسطينية وتأهب أمني "غير عادي"
تخوف إسرائيلي من عملية فلسطينية وتأهب أمني "غير عادي"

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حالة التأهب الأمني والعسكري مع قطاع غزة لليوم الرابع على التوالي، خوفا من رد عسكري لفصائل المقاومة على انتهاكات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية.

وأكدت صحيفة "معاريف" العبرية في تقرير مشترك لكل من "تل ليف را" و "آنا براسكي"، أن "جهاز أمن الاحتلال، قرر استمرار وضع الحواجز وإغلاق عدد من المستوطنات (قريبة من غزة) خلال اليومين المقبلين، إذ لا تزال التحذيرات من هجوم انتقامي للجهاد الإسلامي مشتعلة".

ونبهت إلى أن "جيش الإسرائيلي يفرض قيودا شديدة على الدخول والخروج من تلك المستوطنات، بسبب التحذيرات الشديدة والقرب من السياج الفاصل مع القطاع".

وذكرت أن رئيس وزراء الاحتلال يائير لابيد، حاول تهدئة رؤساء المستوطنات الواقعة في الجنوب، بقوله لهم: "الوضع لن يدوم طويلا"، موضحا أن "حالة التأهب الأمني مع قطاع غزة مستمرة لليوم الرابع على التوالي".

وتشير التقديرات الأمنية الإسرائيلية، إلى أنه "في هذه المرحلة لا يوجد تغيير في صورة الوضع، والتقدير، أن حركة الجهاد الإسلامي رغم محاولات الوساطة المصرية، تريد تنفيذ هجوم انتقامي ردا على اعتقال القيادي، بسام السعدي" من جنين، فجر الاثنين الماضي.

وأوضحت الصحيفة، أن جيش الاحتلال قام بزيادة قواته في منطقة الجنوب، كما أن قادة جهاز الأمن يؤكدون أن "هناك تحذيرات جدية من هجوم، ولهذا السبب تم اتخاذ الإجراءات غير العادية".

غضب إسرائيلي

لليوم الرابع على التوالي يعيش المستوطنون الإسرائيليون في غلاف غزة في حالة من حظر التجول خشية استهدافهم من المقاومة، مما أثار ردود فعل إسرائيلية غاضبة على تردي الواقع الأمني إلى هذه الدرجة، وتبدد صورة الردع الإسرائيلي أمام الفلسطينيين بصورة مهينة؛ لأنهم نجحوا في تعطيل حياة المستوطنين فترة طويلة، وسط مخاوف من تدهور الأوضاع بسرعة إلى تصعيد عسكري.

الجنرال تامير هايمان الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، ذكر أن "الجهاد الإسلامي فرض على جيش الاحتلال معادلة لا يمكن قبولها؛ لأن النشاط العملياتي الجاري في الضفة الغربية سوف يستمر بمزيد من التعقيد، وليس من المعقول عند كل اعتقال قيادي كبير أن يتم الاستنفار تحسبا لرد من غزة، مما يستدعي الرد على هذه التهديدات التي قد تتدهور إلى حملة أوسع، ولا يوجد خيار آخر أمام الجيش سوى مواصلة عملياته لوقف موجة الهجمات الأخيرة".

وأضاف في مقال نشره موقع القناة 12، أن "رفع حالة التأهب في إسرائيل المستمرة منذ عدة أيام أشاعت ارتياحا بين قادة الجهاد، لكنهم في ذات الوقت غير راضين عما حصل فعلا، وهم عازمون على الاستمرار في محاولة تنفيذ هجوم، مما يعني أننا أمام معادلة لا تستطيع إسرائيل قبولها، ولن تقبلها، ولن تتمكن من الاستمرار في حالة تأهبها الحالية لعدة أيام أخرى دون اتخاذ إجراءات، فالحياة اليومية لمستوطني الغلاف أحد عناصر الردع الإسرائيلي، ولن يكون مسموحا تعطيل حياتهم لفترة طويلة من الزمن".

في الوقت ذاته، فقد أعاد الاستنفار الذي يعيشه مستوطنو غلاف غزة إلى أذهانهم خطة الانسحاب من غزة في 2005، وما يسميه المعارضون لها من مشاهد "الهروب" التي يرفض الساسة الإسرائيليون استخلاص الدروس والعبر منها.

نداف هعتسني الكاتب اليميني في صحيفة "إسرائيل اليوم"، أكد أن "فرض حظر التجوال على مستوطني الغلاف خوفا من هجمات الفلسطينيين، تؤكد أن الانسحاب من غزة قبل 17 عاما يعتبر فعلا إجراميا مكتمل الأركان، حتى لو أسموه أصحابه بـ"فك الارتباط"، لأن أحداث الأيام الأخيرة تؤكد أن إسرائيل لم تنفصل عن غزة، والأهداف التي حددها أريئيل شارون وشركاؤه لم تتحقق بالفعل، بدليل أن الوضع الأمني في الجبهة الجنوبية ازداد سوءا".

وأضاف في مقال أن "التهديدات التي يبثها الفلسطينيون اليوم ضد مستوطني الغلاف يستدعي تشكيل لجنة تحقيق فيما حصل، ناهيك عن استخلاص النتائج من هذه الخطيئة المسماة "الانسحاب من غزة"، الذي شكل قرارا مجنونا أسفر عن قيام دولة معادية على أعتابهم".

صواريخ من الضفة الغربية

 تزداد النقاشات الإسرائيلية حول المخاطر المحتملة مع استمرار هذا الاحتلال، سواء من الناحية الأمنية التي قد تحتمل إطلاق صواريخ فلسطينية على المدن في الداخل المحتل، أو ظهور النتيجة الحتمية المتمثلة بدولة ثنائية القومية، وليس يهودية.

هذه الفرضيات الإسرائيلية المتزايدة في الآونة الأخيرة، أوصلت أصحابها إلى قناعة مفادها أنه لا توجد فرصة لبقاء إسرائيل كدولة يهودية، إذا لم يتم تجريدها من معظم أراضي الضفة الغربية؛ لأن استمرار الاحتلال وصفة أكيدة للقضاء على الصهيونية، مما يستدعي طرح تساؤلات مشروعة حول سبب سماح الجمهور الصهيوني بذلك.

دان بيري الرئيس السابق لجمعية الصحفيين الأجانب في "إسرائيل"، ذكر أن "تفسيرات قبول الجمهور الإسرائيلي باستمرار احتلال الضفة الغربية تبدو معروفة، أولها أن العديد منهم انجرفوا إلى اليمين على مر السنين إلى حد الفاشية، وليس لديهم مشكلة في قمع شعب آخر إلى الأبد، وثانيها تزايد التدين، والاعتماد على الوعد الإلهي بامتلاك الضفة الغربية إلى الأبد، وثالثها يعتمد على الغباء والجهل بالحقائق، رغم أن هذه الأسباب لا تعفي الإسرائيليين من فرضية وقوع صواريخ على مدينة كفار سابا".

وأضاف في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، أن التخوف الإسرائيلي من تحقق هذا السيناريو يعود في بعض أسبابه إلى أن السلطة الفلسطينية، التي يصعب تجاهل سجلها السيئ في البقاء بدون دعم نشط من إسرائيل، يمكن أن ينهار، وفي هذه الحالة ستبقى السيناريوهات ماثلة أمام الإسرائيليين في اليوم التالي لسيطرة حماس على الضفة الغربية، فهل ستتصرف بنفس منطقها في غزة، أم يزيد تطلعها لاستكمال استهداف الجبهة الداخلية الإسرائيلية، من أقصاها إلى أقصاها.

وكالات