أصدرت محكمة الاحتلال الإسرائيلي العسكرية في عوفر، قررا بتحويل الأسير المريض بالسرطان عبد الباسط معطان (48 عاماً)، من بلدة برقة بمدينة رام الله، للاعتقال الإداري.
وكانت قوات الاحتلال قد داهمت منزل معطان بطريقة همجية، وقام باعتقاله بعد أقل من ثلاثة أشهر فقط من الإفراج عنه، رغم حالته الصحية التي تحتاج لرعاية ومتابعة.
وخضع معطان لعمليات جراحية عدة قبل اعتقاله السابق، وجرى خلالها استئصال جزء من القولون، وتبين لاحقاً أن الخلايا السرطانية لم تنته، وهناك احتمالية لانتشار المرض.
وقالت زبيدة معطان، زوجة الأسير عبد الباسط، إن ليلة الاعتقال كانت مرعبة جدا على العائلة، وإعادة اعتقال زوجها المفرج عنه في 28 من شهر إبريل – نيسان الماضي، بعد 6 شهور من الاعتقال الإداري، عانى فيها معاناة مضاعفة جراء مرض السرطان وسط الإهمال الطبي في سجون الاحتلال.
وأوضحت معطان، أن زوجها أسير محرر ومعتقل سابق لعدة مرات، أمضى قرابة 10 أعوام في سجون الاحتلال، عانى فيها التعذيب الجسدي والنفسي خلال تلك السنوات الطويلة.
ولفتت إلى أن اعتقال زوجها كانت بطريقة همجية لم يسبق لها مثيل، من خلال ترويع العائلة وعدم احترام أي خصوصية للمنزل، موضحة: "لم نشعر بوجودهم إلا وهم يصرخون فوق رؤوسهم في غرف نومهم، ما أثار الرعب لدى جميع أفراد العائلة".
وبيّنت معطان أن زوجها لم يفرج عنه سوى شهرين ونيّف، ولم يكمل الإجراءات العلاجية في هذه الفترة البسيطة، وأنه بحاجة لمتابعة طبية حثيثة وسط إجراءات لن يجد حتى الحد الأدنى منها داخل سجون الاحتلال.
وأشارت إلى أن جنود الاحتلال اقتادوا زوجها بشكل سريع، دون أن يسمعوا أي شيء عن وضعه الصحي وتفاصيل مرضه وأدويته، ودون أخذ ملابسه أو أخذ أدويته وفحوصه.
وذكرت معطان أن قضى أغلب سنوات اعتقاله تحت الاعتقال الإداري، ودون أي تهمة أو مسوغ، وسرقوا فرحته بأهله وأشقائه الذين قدموا من الخارج لتهنئته بالإفراج والحرية، فكان إعادة اعتقاله أقرب من وصول بعضهم لتهنئته بالحرية.
وترتكب سلطات الاحتلال الإسرائيلي جريمة مركبة بحق الأسير عبد الباسط معطان (48 عامًا) باعتقاله مصابا بسرطان القولون والغدد اللمفاوية وقطع رحلته العلاجية.
ويعد معطان من قرية برقة قضاء رام الله، واحد من مئات الحالات المرضية في سجون الاحتلال، والتي تعاني من سياسة الإهمال الطبي المتعمد.
وأخضعت سلطات الاحتلال الأسير معطان في اعتقاله السابق لظروف مأساوية وصعبة جدا أدت لتفاقم وضعه الصحي ورفضت الاعتراف بإصابته بالسرطان ولم تنظر بملف زوجها الطبي، وبالتالي لم تقدم العلاج اللازم والمناسب له، ما يعرض حياته للخطر المحدق.
والأسير معطان أب لأربعة من الأطفال، ويحمل شهادة الماجستير في الديمقراطية وحقوق الإنسان، وشغل منصب مدير عام مكتب نائب رئيس الوزراء في الحكومة العاشرة، بالإضافة إلى كونه أحد الشخصيات الوطنية الفاعلة في برقة.