أكد وزير القدس الأسبق "خالد أبو عرفة" أن سياسة الاحتلال التي لا تنتظر ذرائع" مستمرة في الإبقاء على حياة غاية في الصعوبة وسط الفلسطينيين"، مشيرًا إلى أن "ما من يومٍ يخلو من إشاعة التوتر والترهيب والاعتقالات، ومداهمة البيوت والمحال التجارية ونصب الحواجز العسكرية الفجائية". وجاءت تصريحات الوزير أبو عرفة هذه ردًّا على إغلاقات الاحتلال للمعابر حول مدينة القدس اليوم السبت (17-9) والتشديد من إجراءاتها العسكرية. وقال أبو عرفة، في بيان صدر عنه: "إن الاحتلال وبعد 44 عامًا من احتلال القدس، يتصرف وكأنّ المدينة يهودية صرفة، برغم أنّ كافة دول العالم تعتبر المدينة محتلة، وأنّها تتعرض لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ولذلك يعاجل الاحتلال عند كل حدثٍ وتوترٍ، بعزل المدينة وإبعادها عن أجواء الاحتجاج والتظاهر، لأنه يدرك أنّ واقع المدينة محتقن وقابل للانفجار في أية لحظة". وأوضح أن "اليوم تحديدًا أضافت قوات الاحتلال جرعة مضاعفة من التهديد بذريعة نية الفلسطينيين للتوجه نحو الأمم المتحدة والمطالبة بالاعتراف بدولة فلسطينية، حيث باشرت قوات الاحتلال منذ ليلة أمس بإعادة انتشار غير مسبوق في أنحاء مختلفة من المدينة المقدسة، فوضعت مكعبات إسمنتية وأشياك وسواتر في مواقع مختلفة، وتجهزت بـ 50 طنًّا من المياه القذرة لمواجهة المحتجين". وأضاف :" وهذا طبعًا آخر ما تفتق عنه الحقد الصهيوني، وتحديدًا المواقع التي يُسبب المستوطنون فيها توترًا وإرهابًا، مثل سلوان والبستان ورأس العامود والشيخ جراح. وكذلك الأمر على المعابر والحواجز العسكرية، وعلى الأخص معابر قلنديا شمال مدينة القدس، وحزما وجبع شرقي المدينة، ومعبر مسجد بلال جنوبها". وأكد أن الاحتلال اليوم، "ما بين (التلويح المسبق بالعصا في وجه الفلسطينيين، وإشاعة التوتر وقلب الحياة اليومية إلى نكد وضنك وصعوبة بالغة)، وما بين التهديد بالاعتقالات والإبعادات كما هو حاصل للسادة نواب المجلس التشريعي، الذين اكتمل عددهم 21 نائبًا داخل السجون، وكذلك (إبعاد والتهديد بالإبعاد) للعشرات من الشخصيات المقدسية عن المدينة تارة، وعن المسجد الأقصى تارة أخرى؛ ومنع العشرات من السفر في أي اتجاه من الاتجاهات، حتى أنّ البعض من سكان المدينة مُنعوا مؤخرًا بأمر عسكري من التوجه إلى وظائفهم في مدينة رام الله". وقال أبو عرفة: "إن هذا يأتي كله في سياق فزاعة مستمرة، فعلها الاحتلال منذ عدة أسابيع، وفحواها أنّ المقاومة الفلسطينية تنشط من جديد في الضفة الغربية، وفعلاً، اعتقلت سلطات الاحتلال العشرات من الفلسطينيين من الضفة الغربية ومن مدينة القدس، واتهمتهم بالقيام بالعديد من النشاطات الفدائية، وربطت ذلك كله بشبكة عمليات تنشط حسب زعمها في الجنوب الفلسطيني، وتحديدًا في سيناء، وادّعت أنّ كتائب القسام وبعض الفصائل المجاهدة تسيطر على الشريط الحدودي للجنوب من فلسطين". وأشار إلى أن هذه الجرائم المختلفة، في الوقت الذي تقوم بها سلطات الاحتلال مستغلة حالة عدم التركيز لدى الأنظمة العربية والإسلامية بسبب أوضاعها الداخلية؛ إلا أنّ هذه الجرائم، تدل على ما تعانيه السلطات من تخبط وارتباك شديدين، "وبصراحة فإنّ المقدسيين في غاية القلق على أنفسهم وعلى المسجد الأقصى؛ لأننا تعودنا في هكذا أجواء، أنْ تقترف سلطات الاحتلال جرائم متسارعة ومسعورة ضد الحجر والشجر والبشر".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.