اختلطت كلمات الفخر والحمد لوالدة الشهيد خالد منصور بدموع الألم على الفراق وغياب نجلها القائد في سرايا القدس.
"الحمد لله رب العالمين هو طلبها ونالها، الله صبرني، وقلت الحمد لله الذي أكرمني بشهادته"، بهذه العبارات عبرت والدة منصور خلال حديثها لـ"فلسطين الآن" عن فخرها وصبرها بشهادة ابنها.
وأكدت والدة منصور على أنه يطلب الشهادة منذ زمن، ويردد دوما: "أنا فداء لفلسطين وفداء للقدس".
وتحدثت عن تلقيها نبأ استشهاده: "كنت جالسة في البيت وأصوات الزنانات عالية، وبعدها صار انفجار، كنايني الثلاثة جايات، قلت: جيتكم غريبة، قالوا: جايين نسليكي، قلت لهم: خالد استشهد، فطلبوا مني أن أصلي الضحى، وبعد ما صليت: قالوا لي الله يرحمه، فاحتسبته عند الله".
وقالت: "والله له معزة خاصة عندي، حنون، الله يرضى عنه، ربنا يجعل قبره روضة من روضات الجنة".
ودعت للمقاومة بالنصر، مضيفة: "الله ينصرهم، ويقويهم على الاحتلال، ربنا قوي ويغير، ويجعل النصر لنا".
القائد منصور
يعتبر القائد منصور من القيادات البارزة في الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي ويشغل منصب قائد لواء منطقة جنوب القطاع، وهو أحد أعضاء المجلس العسكري للسرايا، وكان قد نجا من أكثر من محاولة لاغتياله خلال الأعوام السابقة.
وخالد منصور من مواليد مدينة رفح جنوب القطاع وانضم لحركة الجهاد الإسلامي عام 1987، وعمل في أجهزتها العسكرية الأولى، بداية من "سيف الإسلام"، ثم كان عضواً في الجناح العسكري للحركة الذي عُرف في مطلع التسعينيات باسم "القوى الإسلامية المجاهدة قسم".
ويتهم الاحتلال منصور بالتخطيط والإشراف على عدد من العمليات العسكرية التي انطلقت من قطاع غزة.
جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتبر خالد منصور من "أخطر المطلوبين" ضمن تشكيلات سرايا القدس ووضعت اسمه إلى جانب اسم قائد أركان "سرايا القدس" أكرم العجوري، المتواجد خارج غزة، وإلى جانب اسم القائد السابق للمنطقة الشمالية بهاء أبو العطا الذي اغتيل عام 2019.
وبحسب المعلومات المتاحة، فإن لخالد منصور دورا مهما في تطوير البنية التحتية العسكرية لسرايا القدس، خاصة في مجال تصنيع الصواريخ المحلية، كما أن حكومة الاحتلال الأسبق بنيامين نتنياهو وجه له اتهامات بالمسؤولية عن إطلاق الصواريخ من غزة باتجاه أسدود وعسقلان.