واجه الثوار الليبيون مقاومة شرسة من قوات الزعيم الليبي "الفار" معمر القذافي في معقليه سرت وبني وليد اللذين شهدا مواجهات عنيفة السبت17/9. لكن المتحدث العسكري باسم المجلس الوطني الانتقالي "أحمد باني"، أكد من طرابلس أن السيطرة على سرت وبني وليد لا تعدو كونها مسألة "بضعة أيام". وعلى الأرض، تحدث ثوار عائدون من سرت وبني وليد عن مقاومة شديدة أبداها المقاتلون الموالون للقذافي الذين استخدموا الصواريخ والقذائف والمدفعية الثقيلة دفاعاً عن معقليهما. ففي بني وليد التي تبعد(170 كلم)جنوب شرق طرابلس، وقعت مواجهات عنيفة بالقذائف الصاروخية والمدفعية دارت السبت بين القوات الموالية للقذافي ومقاتلي المجلس الوطني الانتقالي. وتعرضت مواقع الثوار الليبيين لقصف بصواريخ غراد فيما يرد الثوار الليبيون بالمدفعية الثقيلة، في موازاة محاولات من جانبهم؛ لتمشيط مواقع القناصة داخل المدينة. وكانت القوات الموالية للقذافي شنت السبت هجوماً مضاداً بالصواريخ استهدف موقعا للثوار الليبيين، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف هؤلاء. وقال أحد الثوار ويدعى "عمر علي رمضان": "مسحوا الموقع بالكامل بعدما استهدفوه بصواريخ من نوع غراد". وكان الثوار الليبيون قاموا ليل الجمعة بانسحاب تكتيكي من مدينة بني وليد؛ لتفادي التعرض لنيران القناصة المتمركزين في شوارعها. من جانبه، أعلن مكتب رئاسة الوزراء التركية أن تركيا قدمت السبت( 22 طنا) من المساعدات الإنسانية ألقتها بالمظلات على بني وليد. وفي سرت، مسقط رأس القذافي والتي تبعد(360 كلم ) شرق طرابلس، واصلت قوات الثوار تقدمها لكنها سرعان ما تراجعت بسبب تعرضها لنيران قوات القذافي. وقالت مصادر طبية في مستشفى عسكري :"إن عشرة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب أربعون آخرون، مرجحة أن يكونوا جميعا من الثوار الليبيين". وكان قائد المجلس العسكري في مدينة مصراتة "سالم جحا" أعلن السبت أن ستة آلاف مقاتل على الأقل من الثوار، منتشرون على جبهة سرت. وأضاف "إننا نركز الآن على مجموعة من مباني المدينة وضواحيها لا سيما في "وادي أبو هادي" حيث تتجمع قوات القذافي". وتابع حجا "ربما كانت هناك جيوب مقاومة لكنهم لن يتمكنوا من التفوق على القوات الثورية الكثيرة". في المقابل، لم يبد "عبد الرءوف المنصوري" أحد الثوار العائدين من الجبهة تفاؤلاً كبيراً بعد ظهر السبت، وقال :"إن أحدا لم يسيطر بعد على المطار وعلى المدينة". ولفت جحا إلى أن نصف المدنيين غادروا المدينة، مشدداً على أن الثوار الليبيين يبذلون ما في وسعهم لتجنب أي خسائر في صفوف هؤلاء. واستمرت طائرات الحلف الأطلسي في التحليق في أجواء المدينة، وتحدث الحلف عن إصابة عشرين هدفا الجمعة في هذه المنطقة. وفيما كانت المعارك محتدمة، منحت الجمعية العامة للأمم المتحدة المجلس الوطني الانتقالي الذي تعترف به حتى الآن(90 دولة)، مقعد ليبيا. وأتاح هذا التصويت لرئيسه "مصطفى عبد الجليل" المشاركة في الاجتماع السنوي في نيويورك ولقاء الرئيس الأميركي "باراك أوباما" على هامشه الثلاثاء. وأعلن مجلس الأمن الدولي من جهته الرفع الجزئي لتجميد الأموال الليبية وإرسال بعثة لكتابة دستور جديد والمساعدة على تنظيم انتخابات. وأشادت البلدان الغربية التي دعمت تدخلا عسكريا في ليبيا، بهذا القرار "التاريخي" المزدوج للأمم المتحدة. إلا أن مجلس الأمن أعرب في قراره عن قلقه من "انتشار الأسلحة في ليبيا وتأثيرها المحتمل على السلام والأمن في المنطقة". ونص القرار مع ذلك على إمكانية تسليم أسلحة خفيفة لحفظ الأمن والنظام وتقديم مساعدة تقنية إلى الحكومة الانتقالية في المجال الأمني، وتأمين حماية موظفي الأمم المتحدة ووسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.