لا أعتقد أن الحالة التي انحدر إليها نادي الزيتون ممثل الحي الأكبر في فلسطين تسرُ أحداً من أهالي الحي أو المحبون للنادي على مدار عقود طويلة من الزمن، ولا أحسب بالواقع الذي يعيشه النادي أننا سنراه يعودُ عقبة كأداء في وجه أندية مهمة في الدوري الفلسطيني مثل: شباب رفح وخدماته والأهلي واتحاد الشجاعية وغزة الرياضي وغيرها، تلك الأندية التي كانت ذات يوم تحسبُ ألفَ حسابٍ قبل مواجهة تجمعها مع نادي الزيتون.
المقدمات حتماً تؤدي إلى النتائج واحتكار النادي لفئة تنظيمية واحدة فقط "فتح" مع حرمان باقي أهالي حي الزيتون من المحسوبين على الفصائل الأخرى أو حتى المستقلين وهم غالبية أهالي الحي، حتما سيدفع الإدارة المتفردة في القرار لتنفيذ القرارات العشوائية في اختيار اللاعبين والأجهزة الفنية وغيرها، فمثل هذه القرارات المتسرعة والمتعجلة لن تؤدي إلى نهضة في نادٍ عريق كان ذات يوم يُشار لها بالبنان.
لا يتوقف الأمر عند ذلك، فإدارة نادٍ لا تعترف بفضل أولي الفضل في تأسيس ونهضة النادي وتُدير الظهر لنجومٍ كبار من الجيل الذهبي من أمثال أبناء أبو مراحيل مجدي ومحمد ومن قبلهم الكابتن ماجد الذي تعرفه الساحات الدولية، والأسطورة وأحد مؤسسي النادي شفاه الله سعدي السنونو، وأبناء بدوان وأبو سمرة والزرد وعبد العال وعرفات ماضي وغيرهم الكثير ممن لا يتسع المقام لذكرهم، كل من لا يعترف بفضل هؤلاء ويقوم بإدارة الظهر لهم هل نتوقع أن تكون نتائج أعماله نهضة للنادي وعودته لدوره الريادي في خدمة المجتمع؟!
في الآونة الأخيرة يستقيل رئيس النادي، فتتولى لجنة لتسيير أعمال للنادي تقوم بإجراء الانتخابات، واللجنة ذاتها تقوم بدعوة أعضاء من اللجنة العمومية لحضور اجتماع لها، ليتضح بأن هذه الدعوة لم تصل لكافة أعضاء اللجنة العمومية للنادي، فعن أي انتخابات نتحدث.
بل سبق هذه الخطوة وواضح بأن نادي الزيتون في الدرجة الثانية، سبق قيام المجلس الأعلى للشباب والرياضة بصرف مبلغ 15000 دولار للنادي مساواة بالمبالغ التي تُصرف لأندية الدرجة الممتازة، بل إن أكثر من مصدر على اطلاع بالشأن الرياضي الفلسطيني أكدت أن ما تم صرفه للنادي مؤخرا أكثر من ذلك كثيرا، وهو صرفُ مشبوه في التوقيت والأهداف خاصة إذا علمنا أنه تم تنسيب 142 عضو للجمعية العمومية من تحت الطاولة وتسديد رسومهم ودون إعلان للناس بفتح باب الانتساب بالإضافة إلى تسديد رسوم العضوية لأعضاء آخرين معروفي الانتماء، وبهذا الشكل يتضح أن الأموال التي دُفعت من جهات محددة تهدف لتحويل نادي الزيتون إلى إقليم من أقاليم حركة فتح وليس نادٍ رياضي ثقافي يضم الجميع ويخدم الجميع.
آن الأوان لأهالي أكبر حي في فلسطين أن يتحركوا ويوقفوا المهزلة، فمن غير المقبول استمرار هذا الفساد المالي والإداري بين أروقة النادي، فالتدخل مطلوب لوضع قدامى اللاعبين المخضرمين في مكانهم وليس ترشح فقط بالتزكية لسبعة كوادر من حركة فتح ليس لهم رصيد في الوسط الرياضي لعضوية ورئاسة نادٍ لأهل الزيتون.
بالمناسبة يا أهل الزيتون فالديون على النادي تجاوزت أكثر من 60 ألف دولار، وهذا العجز بسبب الفساد المالي واختلاس الدعم وتحويله لشراء الولاءات وأصوات الناخبين.
نادي الزيتون الرياضي في طريقه للدمار والانحدار، ولكم أن تسألوا قدامى اللاعبين عن ذلك، واسألوا الفريق الأول، اسألوهم: ألا يستحق منا نادي الزيتون الرياضي الذي يحمل اسم أكبر أحياء فلسطين أن يكون مظلة للجميع؟ ألا يستحق أن يتوقف احتكاره على فشلة "إلا من رحم الله" أضاعوا هيبته واحترامه وقيمته بين الناس؟. لا أعتقد أن أهالي الزيتون عقمت أرحام نسائهم أن تلد قيادات وازنة مشهود لها بالقيادة والإدارة والنزاهة والشفافية قادرة على عودة النادي إلى الصدارة ونفض الغبار الذي تراكم عليه منذ سنوات.