16.11°القدس
15.92°رام الله
14.97°الخليل
21.23°غزة
16.11° القدس
رام الله15.92°
الخليل14.97°
غزة21.23°
السبت 25 مايو 2024
4.66جنيه إسترليني
5.16دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.97يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.66
دينار أردني5.16
جنيه مصري0.08
يورو3.97
دولار أمريكي3.66

الأسير الأعرج يتنسم الحرية ويروي حكاية الإضراب

الأسير الأعرج يتنسم الحرية ويروي حكاية الإضراب
الأسير الأعرج يتنسم الحرية ويروي حكاية الإضراب

 

وضع بين عينيه الموت وسار بخطى ثابتة نحو هدفه بإصرار وتصميم غير آبه بما قد يحدث فأعظم شيء ممكن أن يحدث كان غايته وغاية كل من يعلن الإضراب عن الطعام.

في أصعب تجربة ممكن أن يعيشها الأسير وأصعب قرار ممكن أن يتخذه، كونه يعلم مدى خطورة هذه الخطوة وهذا القرار، وماذا يعني أن تضرب عن الطعام لأجل غير مسمى؟.

ضغوطات تكالبت عليهم وكأن الدنيا بوسعها ضاقت على صدورهم وكأن الفرج في الشروع بأولى خطوات الإضراب عن الطعام، لتكون أول خطوات العذاب والضيم والقهر ومسيرة طويلة من المعاناة يهونها عليهم أن نهاية هذه الأيام العجاف شمس تسطع بالنور القريب ولقاء بالأهل والأحبة.

أصعب تجربة ممكن تخوضها هي الإضراب عن الطعام ويعتبر أصعب قرار يتخذه الأسير في سجون الاحتلال، بهذه الكلمات بدأ الأسير المحرر والمضرب عن الطعام لـ103 يوم علاء سميح الأعرج حديثه عن الإضراب عن الطعام ومسيرته فيها وخطره على حياة الأسير الذي يعتزم الشروع به.

وقال الأعرج في حديثه إن "الأسير لا يصل إلى اتخاذ قرار الإضراب عن الطعام إلا من تعرضه لشيء اضطراري أو كبير يخرجه من حياته الطبيعية إلى ما يقارب الموت وذلك طلبا لحريته".

وأضاف الأعرج: حينما يواجه الأسير كل صنوف العذاب ويدخل في حكم الاعتقال الإداري الذي يعتبر أكبر هاجس لكل أسير، فلا يصبح لديه سبيل لركوب سفينة الحرية إلا من خلال هذه الرماح التي قد تؤذيه جسدياً ونفسياً قبل بلوغ السفينة بأمان.

 وأشار إلى أنه عندما يقرر الأسير ركوب الصعب لا يوجد ما يخاف منه على الاطلاق فعندما تصبح حياتك مرهونة بصغيرة وكبيرة في يد ضابط مخابرات الاحتلال الإسرائيلي، عندما تقف لمسار حياة يريد له الاحتلال ألا يستمر فهنا يجب أن تقف وقفة أمام كرامتك وحريتك وحياتك في السجن. 

وأكد الأعرج على أن أصعب مراحل الإضراب كلما تقدمت عدد الأيام فيه، حيث أنه كلما تقدم بك الوقت من ناحية جسدية يستهلك جسمك كامل ما لديه ويصبح عاجز عن تزويد نفسه بنفسه فهنا يصيب الأسير المضرب عن الطعام الهزل العام مما يفقده القدرة على الحركة فضلاً عن حدوث تشنجات بالجسد وتسارع في نبضات القلب وخسران الوزن. 

وأوضح أن الأسير وقبل إعلان إضرابه عن الطعام يدرك خطورة هذه الخطوة وبذلك يضع الشهادة نصب عينيه سواء بإهمال طبي أو تعذيب نفسي وجسدي.

وشدد على أنه وبالرغم من تلك الخطورة وما يدركه إلا أن ما يدفعه للخوض في هذه الخطوة مقدار عالي من القهر والظلم وتراكم الاعتقالات وتواليها والتي تمنعه من الراحة فيصبح على مفترق طرق ما بين صحته وذويه وأهله ونيله للحرية وسبل الحصول عليها.

وبين أن الاعتقال الاداري السبب المباشر لإعلان أي أسير إضرابه عن الطعام، والذي يزداد يوما بعد يوم وعاماً بعد عام، حيث أن عدد الأسرى الإداريين قبل أربع سنوات بلغ 400 أسير أما الان فإن الاعداد تتكاثر لتصل إلى ما يقارب 700 أسير. 

وأشار إلى أن الاحتلال يتعامل مع الاعتقال الاداري كأحد ثلاث وسائل من تصريح الشاباك، حيث يلجأ إليه في حال لم يثبت على الأسير أي تهمة ومن وجهة نظره أن هذا الأسير يشكل خطرا عليه، ومما يدفع الأسير للإضراب عن الطعام أنه لا مدو زمنية محددة لهذا الاعتقال فقد يتجدد في أي لحظة قبل انتهاء فترة الحكم.

وأكد الأسير المحرر والمضرب عن الطعام لـ103 يوم أنه يتوجب على أبناء الشعب وأقرباء الأسير الذي يعلن إضراباً عن الطعام النصرة له، والتي تتمثل في المظاهرات والوقفات الاحتجاجية وبالرغم من ذلك فإن هذه الوقفات بسيطة ولا تكاد تذكر وذلك نابع من قلة الشعور بقضيتهم، فضلاً عن ضعف الجانب الرسمي في دعم قضية الأسرى المضربين عن الطعام.

 

وكالات