انتقدت صحيفة عبرية، موقف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي يائير لابيد، من المسودة المتبلورة عن اتفاق النووي المتوقع التوقيع عليه بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضحت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن "لابيد لا ييأس من جهوده لإقناع الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي بالانصراف عن المفاوضات على اتفاق النووي مع إيران"، منوهة إلى أن لابيد ذكر خلال محادثاته مع كبار رجالات الإدارة الأمريكية أنه "حان الوقت للنهوض والرحيل".
ولفتت إلى أن "لابيد يزعم أن مسودة الاتفاق المتبلورة مع إيران، "تجاوزت الخطوط الحُمر"، التي وضعتها الولايات المتحدة، وأن طهران لم تقبل المسودة التي عرضها المسؤول عن حقيبة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بورل، وهي تطالب بتنازلات إضافية".
ورأت الصحيفة أن مزاعم لابيد "غريبة"، متسائلة: "هل إسرائيل التي عارضت اتفاق النووي، كانت ستؤيد اتفاقا جديدا لو كانت إيران قبلت بالمسودة حرفيا؟".
ونبهت إلى أن "موقف لابيد ليس جديدا، فقد تبلور منذ عهد بنيامين نتنياهو، الذي ساهم مساهمة ذات مغزى في قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الانسحاب من الاتفاق في 2018، ويبدو أن لابيد كسابقه؛ نفتالي بينيت، قاما بنسخ هذه السياسة حرفيا، علما بأن ثلاثتهم أوضحوا أن إسرائيل لن تكون ملزمة بأي اتفاق مع إيران، وستكون مستعدة للعمل بشكل مستقل ضد التهديد النووي".
وبناء على ما سبق، قالت "هآرتس": "غريب الموقف الذي يعارض الاتفاق؛ إذا كانت إسرائيل على أي حال لا تعتزم العمل بموجبة أو أن يلزمها".
وأشارت إلى أن "محافل استخبارات إسرائيلية، مثل نظرائهم في الولايات المتحدة وفي أوروبا، فهموا منذ زمن بعيد أن انسحاب واشنطن من الاتفاق دفع فقط إلى الأمام بالمشروع النووي الإيراني، زاد كمية اليورانيوم التي خصبتها ونوعيتها، وجمّد الرقابة الدولية على مواقع إيران النووية، كما أنه قصر جدا الفترة الزمنية لما يسمى "الاقتحام النووي"، بمعنى الفترة اللازمة لإيران كي تنتج قنبلة نووية".
وذكرت أن "الاتفاق النووي الأصلي الذي وقع في 2015، قضى بترتيبات رقابة متشددة غير مسبوقة، قلص بشكل ذي مغزى حجم تخصيب اليورانيوم وأجل لسنوات طويلة قدرة إيران على اجتياز حافة الاقتحام النووي".
ونوهت الصحيفة، إلى أن "طهران في عامين للاتفاق، حرصت على تطبيق الاتفاق بتفاصيله وحتى بعد أن انسحبت الولايات المتحدة منه فإنها واصلت تطبيقه على مدى سنة قبل أن تبدأ بسلسلة خروقات تستهدف الضغط على واشنطن للعودة إلى الاتفاق".
وبينت أنه مما عرف عن مضمون مسودة الاتفاق الجديد، أنها "تتضمن كامل القيود والشروط التي فرضت على إيران في الاتفاق الأصلي، وهذا يضمن تقليص الضرر الشديد الذي تسبب به انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق"، مشددة على أنه "لا يحق لإسرائيل أن تقطع نفسها عن الجهد الدولي لتقييد قدرات إيران النووية، كما أنه لا يحق لها العمل ضده".