بعد أن أعلنت سلطنة عمان رفضها لتحليق الطائرات الإسرائيلية في أجوائها، زاد الفضول الإسرائيلي للتعرف على الدولة عن قرب، مما دفع صحيفة "إسرائيل اليوم" لإرسال خبيرها العسكري يوآف ليمور للقيام بجولة ميدانية في السلطنة، رغم أن دخول الإسرائيليين إليها يتم، في الوقت الحالي فقط، بجواز سفر أجنبي.
وذكر ليمور في تقريره المطول أن "عمان رغم انتمائها لمجلس التعاون الخليجي، بجانب السعودية والإمارات وقطر والبحرين والكويت، لكنها على عكسهم، تدعو إلى الحياد، وبذلك رفضت الانضمام لحرب السعودية والإمارات ضد الحوثيين، وتمتعت حدودها القصيرة مع اليمن بالهدوء، وهذا سبب عدم انضمامها إلى اتفاقيات التطبيع، وربما لن تفعل ذلك في المستقبل المنظور، لكن تحت السطح تحافظ على علاقات جيدة مع إسرائيل تدار من خلال رئيس الموساد الأسبق أفرايم هاليفي".
ونقل ليمور عن هاليفي في التقرير أنه "زار عمان لأول مرة عام 1974 بدعوة من السلطان قابوس، حيث التقيت به، عندما اندلعت الحرب على الحدود بين عمان واليمن، التقيت به في الحر الشديد، جلسنا على العشب، وأكلنا السندويشات المثلثة، واضطررت لشرب الشاي مع الحليب، وظهرت بيننا قواسم مشتركة حين علمت بأنه درس في أكاديمية ساندهيرست العسكرية في لندن".
ولفت إلى أنه "منذ ذلك الحين تواجد رؤساء الموساد هناك عدة مرات، ليس هم فقط، بل رؤساء الحكومات الإسرائيلية: إسحاق رابين وشمعون بيريس وبنيامين نتنياهو، ووزراء ومسؤولون آخرون من مختلف الرتب، في فترات ازدهار العلاقات بعد اتفاق أوسلو، وفي الآونة الأخيرة حصل قدر كبير من حركة المرور بينهما".
وأضاف أنه "رغم هذه العلاقات، لكن إسرائيل فوجئت برفض عمان لشركات طيرانها باستخدام أجوائها في طريقها شرقاً، رغم أنه كان بنظر إسرائيل تحصيل حاصل استمرارا مباشرا للموافقة السعودية، لكن التقدير أن القضية ستحل قريبا بهدف تحقيقها، ويمكن الافتراض أن وراء الكواليس ضغوط معاكسة تمارس على عمان من إيران، ذات النفوذ الكبير في المنطقة، رغم اختلافاتهما الدينية بين السنة والشيعة، ولكن عندما أجرى الإيرانيون مفاوضات سرية مع الولايات المتحدة بشأن الاتفاق النووي الأول، فعلوها في مسقط، بسبب حيادها، بعكس عداء السعودية والبحرين والإمارات لإيران".
وأشار إلى أن "عدم وجود علاقات دبلوماسية بين عمان ودولة الاحتلال يمنع سياح الأخيرة من زيارتها، والدخول فقط لمن يحمل جواز سفر أجنبي، ولكن بالنسبة لإسرائيل فإن العلاقات بينهما سوف تستمر في المرحلة الحالية باعتدال، ومن المحتمل أن تقوم عُمان في نهاية المطاف بتسوية قضية الطيران، وقد يكون التدخل الأمريكي مطلوبًا أيضًا، ليس أكثر من ذلك بكثير، وإلى حين ذلك سيتعين على الإسرائيليين الذين يرغبون بزيارتها الانتظار، باستثناء الحاصلين على جواز سفر أجنبي".